هل يعيد بايدن الأمل لإنقاذ الأرض من تبعات التغير المناخي؟

422

المكلا (المندب نيوز) خاص

أعرب ناشطون في سبيل قضايا المناخ، عن ارتياح كبير إزاء انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة.

واعتبروا في ذلك بارقة أمل للكوكب رغم الإصلاحات العميقة المطلوبة للحد من التبعات المدمرة للتغير المناخي.

وكان ناشطون وعلماء يخشون من أن يتلقى الكوكب ضربة قاسية جديدة في حال استمرار وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض لأربع سنوات إضافية، خصوصا في ظل إعاقته المستمرة لجهود التصدي للمشكلات المناخية.

غير أن انتصار جو بايدن من شأنه أن يقلب المعادلة: فقد وعد الرئيس المنتخب الديموقراطي بإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس المناخي بعدما دخل قرار ترامب إخراج البلاد منه، حيز التنفيذ رسميا في الرابع من نوفمبر الجاري. وهو قدم خطّة بقيمة 1700 مليار دولار لبلوغ مستوى الحياد الكربوني بحلول 2050.

وعلقت المديرة التنفيذية لمنظمة “جرينبيس” البيئية جنيفر مورجان عبر تويتر: “نصر جو بايدن التاريخي يمثل الخطوة الأولى في تفادي الكارثة المناخية”، داعية بايدن إلى أن يكون “البطل” المناخي الذي يحتاج إليه العالم، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وقالت لورنس توبيانا إحدى مهندسي اتفاق باريس الرامي إلى حصر الاحترار المناخي بدرجتين مئويتين أو حتى درجة ونصف درجة مقارنة مع معدلات ما قبل الثورة الصناعية، إن الإدارة الأمريكية الجديدة “أمام فرصة تاريخية للقيام بأحد أكبر عمليات إطلاق الجهود البيئية في العالم، لتوجيه الاقتصاد الأمريكي نحو تقليص مستدام للانبعاثات مع إعادة بناء البلاد وإقامة مجتمع أكثر عدلا”.

كذلك رأى رئيس معهد “وورلد ريسورسز إنستيتيوت” أندرو ستير أن انتخاب بايدن “يوم جديد للمناخ والبيئة والشعب الأمريكي. الغد الأفضل بات ممكنا”. لكنه أضاف “لا يمكن تضييع دقيقة واحدة”.

ولحصر الاحترار بدرجة مئوية ونصف درجة والحد من تبعات الكوارث المناخية المتزايدة حول العالم، يتعين تقليص انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة في العالم إلى النصف بحلول 2030، وفق هيئة المناخ في الأمم المتحدة.

ويستلزم هذا التخفيض إصلاحات جذرية في الاقتصاد العالمي. غير أن هذا الطموح قد يكون مفرطا في عهد جو بايدن، بحسب بعض الخبراء.

وترى مجموعة “كلايمت أكشن تراكر” أن انتصار بايدن قد يكون “نقطة حاسمة” للاقتراب “إلى أقصى حد” من هدف حصر الاحترار بدرجة مئوية ونصف درجة.

وسيتعين لهذه الغاية الالتزام بالوعد المقطوع ببلوغ الولايات المتحدة مستوى الحياد الكربوني بحلول 2050، على غرار التعهدات الصينية واليابانية والأوروبية الصادرة أخيرا في هذا المجال.

وقال يوهان روستروم أحد رئيسي معهد بوستدام للبحوث بشأن تغير المناخ: “إذا ما اعتمدت الولايات المتحدة هدف الحياد الكربوني للعام 2050، فإن القوى الاقتصادية الأربع الكبرى في العالم ستكون منسجمة مع العلوم وستقدم نموذجا يحتذى به لتوفير مستقبل آمن ونظيف ومعاصر”.

LEAVE A REPLY