كالورد مرارة وشوكا.. مقال لــ حمزة عوض

371

 

 

“الورد”.. عندما تمر هذه الكلمة على أرشيفنا السمعي فإنها تستدعي في مخيلتنا كل ماهو جميل… الحب وشقيقاته.. الوفاء.. الإخلاص.. البوح.. والإعتذار … .

 

هل فكرنا يوما أن ذلك الشذا الفواح بلون الكرز قد يحتوي أشياء لا نستطيع معرفتها من خلال علاقتنا التقليدية معه (الورد لنشمه) .

 

كلا.. لم تخطر هذه الفكرة لنا على بال..

لأن جميع حواسنا تتعطل عند الإقتراب من ذلك الورد فنغمض أعيننا من حمرته القانية ليتفرغ تركيزنا على الحاسة ما قبل الأخيرة “الشم” .

 

الأدوار سنبادلها هذه المرة بين الحواس فبدلا من أن نشم الورد سنتذوقه أو سنكتفي بملامسته والتربيت على أوراقه .

 

آآخ.. آآح.. إنه يقطر مرارة ويحتضن شواكا..

 

فهذا هو حال البعض ، تجده مستجمعا ضاحكا ، وترى إبتسامة عريضة لا تفتر عن رسمها شفتيه فتظن أن ثوب السعادة ما فصل إلا على مقاسه .

 

وعند الإقتراب منه أكثر فأكثر.. عندما نتذوق الطعم المر المختبئ بين كلماته.. عندما نتلمس أشواك قلبه ونحس بألم وخزها..نكتشف أن تلك القهقة والضحكات التي يطلقها ذلك “الورد” ليست إلا صدا لصرخات مكبوتة تنطلق من كهف جوفه العميق.. وإبتسامات شفتيه ليست سوى شريطا بلاستيكيا يلصقه بين غمازتيه ليخفي تحته كآبته..

 

حينها.. تردد أفئدتنا شفقة به وأسفا عليه ” آآخ.. آآح.. إنه يقطر مرارة ويحتضن شواكا ” .

LEAVE A REPLY