الرياض (المندب نيوز)صحف

 

باتت هجمات التخريب وإتلاف البيانات لا تشكل أهمية لدى مجرمي الإنترنت الذين باتوا يبحثون عن العائد المادي مقابل ما يقومون به من هجمات واختراقات، حيث توجه عدد كبير من مجرمي الإنترنت للبحث عن الربح المادي عبر الهجمات التي تستهدف المؤسسات المالية والمصارف في محاولة منهم لتحقيق أكبر قدر من المكاسب.

أكد لـ «الاقتصادية» شهاب نجار، قائد وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في منظمة الشرطة السيبيرية الدولية في العالم “السايبربول” أن السعودية، ثاني أكبر دولة تتعرض للهجمات الإلكترونية في الشرق الأوسط، لكن وسائل الحماية لدى الجهات الحكومية أو القطاع الخاص السعودي، تعمل بجد للحد من تلك الهجمات.

وأوضح شهاب، أن خطر الموظفين في الداخل في أي قطاعات أكبر من خطر الهجمات الإلكترونية، لذلك هناك تدريب للموظفين، من القطاعات في السعودية، وهناك اهتمام بوسائل الأمن الإلكتروني، وهي استراتيجية فعالة، حدت من المخاطر في تلك الجهات.

يأتي ذلك بالتزامن مع انطلاق مؤتمر دولي للأمن الإلكتروني أخيرا، حيث كشف المؤتمر عن ارتفاع كبير في عدد التنبيهات التي تحذر من هجمات برمجية الفدية الخبيثة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا خلال الربع الأول من العام الحالي 2017 بنسبة 36 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي، وسط توقعات بتواصل نمو الهجمات بسبب انتشار برمجية الفدية الخبيثة.

في الوقت ذاته أعلنت شركة “كاسبرسكي لاب” في مؤتمرها السنوي الذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا إحصاءاتها للأمن في الربع الأول من العام الحالي، الذي رصد حالات التهديدات الإلكترونية، وكشفت أنه في منطقة الشرق الأوسط كانت البلدان ذات نسب التهديد الأعلى من مستخدمي شبكة كاسبرسكي للأمن هي: قطر بنسبة 29.7 في المائة، والمملكة العربية السعودية بـ 24.2 في المائة، ودولة الإمارات العربية المتحدة بـ 23.6 في المائة، والجزائر بنسبة 38.1 في المائة، وتونس 32.4 في المائة، والمغرب 26.1 في المائة، تليها مصر بنسبة 23.5 في المائة.

واحتضنت الجزائر العدد الأكبر من المستخدمين المتضررين من التهديدات المحلية التي انتشرت في الشبكات المحلية وعن طريق وسائط التخزين القابلة للإزالة USB وأقراص التخزين الصلبة وأقراص DVD بنسبة 66.5 في المائة، تلتها المغرب بـ 59 في المائة وتونس بـ 57.9 في المائة ومصر بـ 52.8 في المائة، وفي الشرق الأوسط، تصدرت سلطنة عمان هذه القائمة بنسبة بـ 54.6 في المائة، والمملكة العربية السعودية بـ 53.1 في المائة، وقطر بنسبة 49.8 في المائة.

ورصدت شبكة “كاسبرسكي” للأمن عددا من هجمات برمجية طروادة الخبيثة المستهدفة للخدمات المصرفية خلال الربع الأول بزيادة بنسبة 121 في المائة عما كانت عليه في الفترة نفسها من عام 2016، وكانت محاولات إصابة الأجهزة المتنقلة التي تم منعها أعلى بمقدار 1.5 ضعف.

وقال شهاب نجار قائد وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في منظمة الشرطة السيبيرية الدولية في الشرق الأوسط “السايبربول”، “يتم وضع تشريعات تنظيمية حول الجرائم الإلكترونية على الصعيد العالمي وكذلك في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، تزامنا مع تقدم تكنولوجيات المعلومات، ما يظهر أن هناك مزيدا من عوامل التهديد التي تستهدف كلا من المستخدمين المنزليين والشركات على حد سواء”، مشددا على أهمية زيادة الوعي حول الأمن الإلكتروني من خلال تقديم المعلومات الكافية والنصائح والإرشادات.

بدوره، قال غريب سعد باحث أمني أول في فريق الأبحاث والتحليل العالمي في شركة كاسبرسكى لاب، “إن الربع الأول من العام 2017 شهد تحولا يتمثل في اتجاه مجرمي الإنترنت نحو شن هجمات باستخدام العناصر البرمجية الماسحة، إضافة إلى جرائم القرصنة المالية، وقد استخدمت البرمجية الخبيثة في هجمات تم شنها عن طريق عوامل التهديد الموجهة ومجرمي الإنترنت عموما، ما ساعدهم على عدم اكتشافهم من برامج التتبع والرصد، الأمر الذي جعل التحقيقات الجنائية أكثر صعوبة”.

وشدد على أن الهجمات الإلكترونية غير المرئية أثبتت مرة أخرى أهمية الحاجة إلى الحلول الأمنية المناسبة والاستعانة باستخبارات التهديدات وإجراءات الاستجابة للحالات الأمنية الموجهة بدقة وعناية.

LEAVE A REPLY