بقلم : صلاح بوعابس
انضم الفنانون في حضرموت إلى الجموع الرافضة لاستخدام الرصاص في مناسبات الأعراس , والتي أصبحت ظاهرة مزعجة ومقلقة للسلم والسكينة مرفوضة من كل مكونات المجتمع وشرائحه – علماء ومشائخ وإعلاميين ومثقفين ونشطاء وقادة منظمات مدنية – بوصفها ظاهرة خطيرة وموجعة أحدثت الأذى بالكثير من الأبرياء بما تسببه الرصاص الراجع (الطائش) من كوارث مفجعة وجرحات غائرة على كثير من الناس دون ذنب ..
الفنانون – كغيرهم – دورهم مهم في التصدي لظاهرة إطلاق الرصاص المؤلمة التي انتشرت بصورة مقرفة في مجتمعنا , وهم بلاشك نابذين لها , بوصفهم أهل رسالة إبداع وسلام وروح فن شفاف يلامس الأرواح ويعانق القلوب..
لقد جسد الفنان الجميل عدنان العطاس في ليلة احيائه حفلة عرس في المكلا –موقفاً مبهرًا وجليلًا في ليلة كانت ولا كل الليالي , خيم عليها أجواء فن حضرمي وطرب أصيل وتنوع غنائي بديع بصحبة فرقة موسيقية متكاملة الأداء وأخرى للفنون الشعبية تؤدي الرقصات وتوزع في المكان التصفيق وألوان الفرح والبهجة ..
ففي لحظة كان الفنان العطاس يؤدي غناءً رائعة الشاعر الكبير الراحل صالح عبدالرحمن المفلحي :
(يا لذيك المناظر ** منظر الغيد لي يرتاح له كل خاطر) والجمهور الكبير في حالة تفاعل واندماج مع الأداء الرائع صوتًا ونغمًا ورقصًا , أطلق أحد الشباب (الطائشين) أعيرة نارية في الهواء , مما جعل الفنان عدنان العطاس يتوقف عن مواصلة الغناء حتى انسحب ذلك (المتبندق) , متوارىًا خجلًا أمام موقف واعي وسخط عارم من الجمهور الذين كانوا في حالة تناغم مع أعذب الكلام وأجمل النغم ليواصل بعدها أداء (الرائعة المفلحية) بكل دلال ..
فتحية واجبة للفنان عدنان العطاس والفرقة الموسيقية المصاحبة معه على هذا الموقف الواعي , ونأمل من كل زملائه الفنانين الاقتداء به وليكن الجميع – أفراد وأجهزة – ضد الرصاص ولوقف هذا الطيش والعبث المستشري عند حده .. فيكفي ما أصاب من جراحات وآلام.
