ما هو الوطن ؟؟ مقال لــ وجدي صبيح

347
وجدي صبيح
وجدي صبيح

 

 

الوطن هو اولادنا واطفالنا هو ابائنا وامهاتنا واخواننا هو اجدادنا واحفادنا هو اصدقائنا وخلاننا هو اقربائنا هو جيراننا هو ذريتنا وسلالتنا .. الوطن هو رحمتنا هو شفقتنا هو تعاونا وتعاضدنا هو مغفرتنا وتسامحنا هو صدقنا واخلاصنا هو احساننا ومعروفنا.. هو الحب والمحبة التي تحتويها صدورنا وتكتنفها قلوبنا وتطرب بها افئدتنا .

 

الوطن .. هو لقمة طعام نتناولها بهناء كل صباح وشربة ماء دافئة نرتشفها بلهفة على حين فترة .. الوطن هو عناية الفلاح ببذرة القمح المقدسة بل هو ايضا قطرات العرق التي تتساقط من جبينه .. هو ايضا شجرات النخيل وظلالها المستقيم وثمرها الطيب المبجل .

 

الوطن .. هو كلمة طيبة تتلاقها كل صباح من جارك الحنون وابتسامة يهديك ايها ابن حيك الغريب .. هو سلام ايضا تتلاقها من نافذة سيارة فخمة لعالم دين او رجل مال او مدير اعمال هو اعانة ومساعدة تتلاقها على ضفة الطريق او خدمة مجانية يقدمها اغرب الغرباء في ظهيرة يوم مشمس قد انطوت حتى الحجارة على نفسها من حرارة تلك الرمضاء .

 

الوطن .. هو دينار تضعه بعطف في ايادي المحتاجيين المرميين بالشوارع والمكدسين على ابواب الجوامع والمنطويين على انفسهم في المنازل والاكواخ .. الوطن هو ان تمسح برفق ورحمة على راس يتيم ودعوات ترفعها للقدير للمرضى .. وخدمة تقدمها ببتسامه من على كرسيك الناعم لمضطر .. وهو حقنة ايضا تحقنها في جسم مريض او مريضة وهو جرح تضمده لجريح قد اهلكه الالم .. وهو انبوب تسعى لاصلاحها ونافذة تطلؤها بلون زاهي ومبنى تشيده بعناء تقاسي في سبيله درجة الحرارة المفرطة تكابد تشنج المالك وعناوة المقاول وتبلطج المهندس والمشرف المختص .

 

الوطن .. هو خروجك كل صباح متجها الى عملك باخلاص ماسكا بادواتك شاهرا منشارك او قابضا بمطرقتك او حاملا لاقلامك واوراقك او ناصبا لشباكك وراميا لسنارتك او مستلا سلاحك تحرس الابواب و الحدود والانفس والارواح .

 

الوطن ليس …

 

 

الوطن .. ليس تلك الخطب والمقالات والكلمات الرنانة والاناشيد المرعبة والالحان الموزونة والاصوات الجذابة انه ليس نهيق الرؤوساء والملوك ونحيب الوزراء والامراء ولا هو قهقه الصحف ونباح القنوات انه ليس اعمدة تسطر يمين الجرائد كل صباح ولا هو مقطوعات غنائية تبثها الاذاعات مع اشرقة كل يوم جديد .

 

الوطن .. ليس مناصب ولا رايات ترفرر ولا شعارات ورموز تطبع على الاوراق وتنقش على الاختام ولا حتى نشيد وطني يردد كل صباح تردده افواه التلاميذ وافواه العساكر .

 

الوطن .. ليس جنود مدربون والالات غريبة مخزونة وذخيرة هائلة مكدسة ومخازن سرية واجهزة عسكرية وانظمة استخبارتية وعملاء سريون وسفراء موزعون ومقاعد في المنظمات الدولية وسفارات متناثرة ووزارات متخصصة ونواب منتخبون ووزراء معينون وعساكر يحرسون وليس رتب عسكرية ومنازل قيادية .

 

واخيرا الوطن .. ليس دماء تزهق وتضحيات تسطر وجنائز تزف وجثامين تقدم للصلاة تكسوها الاعلام والرايات تودعها الرصاصات وتبكيها الامهات ويحملها الشبان ويهتف حولها الاباء ويثني لها الشعار ويسطر لها الكتاب المقالات والروايات ويرثيها الساسه وتمجدها الاحزاب وتتغنى بها القنوات والاذاعات ..

 

باختصار : الوطن هو الأنسانية

LEAVE A REPLY