الإرهابيون في سوريا يتولون “الشؤون الإنسانية”

393

سوريا (المندب نيوز)وكالات

تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى الهجوم على قافلة الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري في محافظة حلب؛ مشيرة إلى أن ممثلي هاتين المنظمتين متأكدون من أن الهجوم شنه الإرهابيون.

جاء في مقال الصحيفة:

صرح ممثل الهلال الأحمر السوري وائل الملص لـ “إيزفيستيا” بأن الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية في محافظة حلب شنه مسلحو المنظمات الإرهابية، وليس الطائرات الروسية أو السورية كما تؤكد وسائل الإعلام الغربية.

وأضاف أنه لا يوجد أي دليل على قيام الطائرات الروسية أو السورية بالهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية، بل إن الدلائل كافة تشير إلى أن حرق الشاحنات وتفجيرها هو من صنع أيدي المجموعات الارهابية. واللافت أن هذا الهجوم تزامن مع الهجوم الذي شنه الإرهابيون على مواقع القوات السورية في منطقة حلب. أي أن الأمر ليس سوى استفزاز لإثارة ضجة في وسائل الاعلام واتهام دمشق وموسكو به.

وكانت قد تعرضت 18 شاحنة من قافلة المساعدات الإنسانية، التي كانت تتألف من 31 شاحنة، للهجوم ليلة 20 سبتمبر/أيلول الجاري، بحسب قول المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان ديوجاريك، وكانت تحمل مساعدات إلى سكان مدينة أورم الكبرى (78 ألف نسمة) الواقعة غرب حلب. كما تعرضت مستودعات منظمة الهلال الأحمر السورية في المدينة للهجوم أيضا.

 

وصرح ممثل الأمم المتحدة لشؤون تنسيق المساعدات الإنسانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إياد ناصر لـ “إيزفيستيا” بأن الأمم المتحدة تدرس حيثيات الهجوم في محافظة حلب. وأضاف أن “الأمم المتحدة تجري تحقيقا شاملا في الحادث بهدف معرفة ما جرى ومن يتحمل المسؤولية في الوقت الحاضر، ولا يمكننا تسمية الجهة التي قامت بالهجوم. ونحن على اتصال دائم حاليا مع السلطات السورية والمعارضة والتحالف. ومع أنني لا أملك معلومات دقيقة عن عدد الضحايا، فإن بإمكاني تأكيد سقوط ضحايا بشرية بين قتلى وجرحى من المدنيين وممثلي المنظمتين. وعموما، أريد أن أوكد الخطورة التي يسببها الحادث لاستمرار تقديم المساعدات الإنسانية لسكان سوريا. ونحن أوقفنا حاليا إرسال القوافل. ولكن مهمة البعثات الإنسانية مستمرة، لأنه من غير المعقول أن يدفع السوريون الثمن بشكل غير مباشر بسبب هذا الحادث”.

من جانبها، أصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانا أكدت فيه ألا علاقة لموسكو أو دمشق بهذا الهجوم، وجاء فيه: “لم تشن الطائرات الروسية أو السورية أي غارات جوية على قافلة الأمم المتحدة في جنوب–غرب ضاحية حلب. وعلاوة على ذلك، وبما أن خط سير القافلة يمر عبر منطقة تقع تحت سيطرة الارهابيين، فإن المركز الروسي لمصالحة أطراف النزاع في سوريا، أرسل طائرات من دون طيار لمراقبة سير القافلة، حيث وصلت الحمولات إلى نقطة النهاية في الساعة 13.40 (حسب توقيت موسكو). وبعد ذلك انتهت مهمة المركز. أي بعد هذا لم يستمر المركز في مراقبة سير القافلة. وكل ما يتعلق بموقعها كان معلوما فقط للمسلحين الذين يسيطرون على هذه المنطقة”.

وبغض النظر عن ذلك، فإن الولايات المتحدة سارعت وفق العادة إلى اتهام روسيا، وأصرت واشنطن على تعرُّض القافلة لهجوم جوي. بل إن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي قال إنه “بالنظر إلى الانتهاكات العديدة للهدنة، نحن مضطرون إلى إعادة النظر في آفاق مستقبل التعاون مع روسيا”.

أما كبير خبراء مركز شراكة الحضارات في معهد موسكو للعلاقات الدولية يوري زينين، فيقول إن من الواضح أن مهاجمة القافلة هو استفزاز ولكن ليس من جانب روسيا. وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول التخلص من الانتقادات عن حادثة الهجوم الذي شنته طائرات التحالف على مواقع قوات الحكومة السورية في دير الزور. أي ليس مستبعدا أن يكون هدف الهجوم على القافلة، هو صرف الانتباه عن هذا الحادث وتحويله ضد روسيا.

هذا، وإن الهجوم على القافلة، ليس سوى استفزاز هدفه إفشال عملية التسوية السلمية في سوريا، التي تشمل المفاوضات. لأنه في حال التوصل إلى اتفاق ما بشأن تسوية النزاع، فإن قوى عديدة وخاصة في المعارضة، ستبقى خارج إطار التسوية السياسية وستحرم من المساعدات المالية. من هنا يمكن أن نستنتج: إما أن المعارضة قررت بنفسها تصعيد الوضع ومهاجمة القافلة، أو أنها تلقت أوامر من الولايات المتحدة للقيام بذلك.

 

LEAVE A REPLY