أفكار حول المجلس الانتقالي الجنوبي مقال لــ د . عيدروس نصر ناصر

316

 

 

لست من المولعين بالخوض في القضايا الخلافية التي تطرح من المصاعب أكثر مما تقدم من الحلول. . . لكن بالنسبة لموضوع القضية الجنوبية يعلم الله والمتابعين لكتاباتي ومواقفي أنني ومنذ العام ٢٠٠٧م وأنا اتمنى وجود ناظم سياسي جنوبي يؤطر طاقات الجنوبيين ويمكنهم من التعبير عن قضيتهم والوصول بها إلى مآلاتها النهائية وكنت قد تناولت في سلسلة مقالات اهمية بناء جبهة وطنية جنوبية عريضة تضمن هدفين أساسيين: الأول توحيد طاقات الجنوبيين باتجاه تحقيق تطلعاتهم ، والثاني ضمان التنوع والتعدد والتعايش بين مختلف المكونات والقوى السياسية الجنوبية في المستقبل وقطع الطريق على أية انحرافات تدفع الجبوب إلى متاهات الاحادية والاستبداد السياسي.

 

يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يكون بوابة لبلوغ الهدف الأول أي تشكل أداة سياسية لتوحيد طاقات الجنوبيين باتجاه بلوغ أهداف ثورتهم العظيمة، وهو بطبيعة الحال بحاجة إلى تعزيز بنيته الداخلية وتفعيل آلياته التنفيذية وتمتين قدراته التنظيمية والشروع في بناء علاقاته الخارجية، لكنه يمكن أن يمثل نواة لتحقيق الهدف الثاني من خلال الانفتاح على كافة المكونات والقوى السياسية المنخرطة في الثورة الجنوبية منذ مراحلها المبكرة ليشكل بذلك ضمانة لتوسيع دائرة المشاركة الشعبية والسياسية في صناعة مستقبل الجنوب وتمكين القوى السياسية الجنوبية بتنوعها وتعدد برامجها السياسية وخياراتها الفكرية من الحضور والمشاركة في صناعة القرار السياسي الجنوبي في هذه المرحلة المفصلية.

 

وسواء عقد الاجتماع المزمع في المكلا عاصمة حضرموت أو في مكان آخر فإن أبرز المهام أمام أول اجتماعاته ستكون:

١. استكمال تشكل المجلس نفسه ليشمل مختلف القطاعات والمكونات السياسية ، فالمعروف ان ما لدينا الآن هو هيئة رئاسة بمعنى ان المجلس نفسه لم يشكل بعد ولا بد من تشكيله بقوامه الكامل.

٢. استكمال بناء الهيئات المتخصصة داخل المجلس : وفي هذا السياق يحتاج المجلس إلى مجموعة من اللجان التخصصية في الشؤون: السياسية والقانونية والإعلامية والعلاقات الخارجية والإدارية- التنظيمية والمالية وغيرها.

٣. الشروع في إعداد الوثائق اللائحية والبرنامجية للمجلس ومهمة الأولى تنظيم عمل المجلس وبنيته الداخلية وتحديد العلاقة بين هيئاته وتبيين الصلاحيات داخل أطره الداخلية؛ والثانية تحديد رؤيته السياسية واهدافه وطرق ووسائل عمله وعلاقاته الوطنية والخارجية .

 

وختاما إنني اتمنى ان يتحول المجلس بهيئاته المختلفة بما فيها هيئة رئاسته إلى هيئة تحضيرية لمؤتمر وطني جنوبي عريض يجرى الإعداد له بصورة دقيقة ليحسم في الكثير من القضايا الكبرى المتصلة بمصير الجنوب ومستقبله بما في ذلك قضية الكيان السياسي الجنوبي والذي يمكن للمجلس ان يغدو نواته الأولى والبذرة التي منها ينطلق هذا الكيان الذي انتظره الجنوبيون طويلا.

LEAVE A REPLY