بهذا الأسلوب دخل الإخوان قصر الحكم في قطر منذ عقود.. وتحذيرات من عزل الأمير

306

 

المكلا(المندب نيوز)وكالات

تُعد جماعة الإخوان المسلمين جزءًا لا يتجزأ من السلطة الحاكمة في دولة قطر، على الرغم من تصنيفها كـ”جماعة إرهابية” في كل من مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية.

وذكر تقرير أوردته صحيفة “غولف نيوز” فقد ساهمت الجماعة، على مدار العقود الماضية إلى السيطرة على مقاليد الحكم في قطر، عبر التعليم الذي ساهم في “غسل أدمغة” الشعب القطري وفق ما قاله خبراء وسياسيون.

ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الإماراتي الدكتور محمد عبدالله الشيبة قوله : “إن جماعة الإخوان المسلمين كانت تعمل خلال ستة عقود ماضية للسيطرة على مراكز صنع القرار في قطر، عبر التحكم بالمفاصل الرئيسة للدولة مثل التعليم والإعلام والأوقاف والجمعيات الخيرية”.

السيطرة على مقاليد الحكم

وأضاف “أن جماعة الإخوان المسلمين نجحت في السيطرة على مقاليد الحكم بقطر عبر نشر أيدولوجيتها، ما أثر سلبًا على طرق تفكير ومعتقدات الشعب القطري، حيث أصبح ما لا يقل عن نصف القيادات القطرية من أعضاء الجماعة”.

وأوضح الشيبة أنه “تم وضع المناهج التعليمية بالمدارس القطرية من قبل أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، ومنذ العام 1996 يجري غسيل مخ للشعب القطرى لتغيير معتقداتهم ونشر الأيديولوجية الفكرية الخاصة بالجماعة”.

وقال “إنه ومنذ نحو 60 عامًا تم تعيين الشيخ عبد البديع صقر ،من قبل حكام قطر،  كمسؤول عن نهضة المؤسسات التعليمية بالبلاد”.

وعبد البديع صقر، هو  أحد أعلام جماعة الإخوان المسلمين وأحد تلاميذ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، كما وقامت السلطات القطرية ،خلال السنوات اللاحقة ،بتعيين العديد من المعلمين أصحاب الخلفية الإخوانية القادمين من مصر.

وأشار الشيبه إلى أنه “تم إحباط محاولة الاستيلاء على السلطة بمصر على عكس ما حدث بقطر ،حيث نجحت الجماعة فى السيطرة على مقاليد الحكم بالبلاد”.

بحلول العام 1999 أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن إغلاق مكتبها بقطر ،الذي تأسس العام 1974، وكان ذلك بسبب عدم الحاجة إليه، لسيطرة الجماعة على جميع مؤسسات الدولة التي كان يترأسها مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان، وكان ذلك كفيلًا بتحقيق أهداف الجماعة.

تحذيرات من عزل أمير قطر

وحذر المحلل والكاتب الإماراتي من قيام جماعة الإخوان المسلمين بعزل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ،وتعيين عضو من الأسرة الحاكمة ذي صلة أكبر بالجماعة بدلًا منه.

ويتم تجنيد معظم أعضاء الجماعة فى المراحل التعليمية الثانوية والجامعية، ومن ثم يشغلون المناصب الإدارية العليا من خلال التحكم الكبير للجماعة بأجهزة الدولة العليا بعد ترقيتهم من قبل مكتب الإرشاد.

ومن الممكن ترشيح هؤلاء الأعضاء الذين تم اختبار ولائهم على مدار عقود لمناصب سياسية ؛لضمان خروج القرار القطري من قبل مكتب شورى الجماعة.

الأميران حمد وتميم درسا على يد القرضاوي

المحامي والسياسي ثروت الخرباوى، المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، كشف عن بعض المعلومات السرية عقب تركه الجماعة قائلًا: إن “أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ونجله الأمير الحالى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني درسا مذهب الجماعة تحت  إشراف شخصين من أبرز الشخصيات بجماعة الإخوان المسلمين وهما الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ عبد الحليم أبو شقة “.

وعمل أبو شقة على استغلال مهنته كمعلم ؛لتأصيل سياسات جماعة الإخوان المسلمين منذ قدومه إلى الدوحة عام 1995، وذلك من خلال العمل على نشر استراتيجية الجماعة عبر التعليم بدلًا من السياسة.

فيما انتقل القرضاوى للعمل بقطر عام 1961 من خلال مدرسة دينية ثانوية ،ومن ثم أصبح عميدًا لجامعة قطر ،وقام بتأسيس كلية الشريعة الإسلامية بقطر عام 1970 ،قبل أن يصبح ركيزة أساسية لتنفيذ المخطط القطري ؛لنشر مشروع جماعة الإخوان المسلمين فى جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، خاصة منذ أوائل التسعينيات .

تغييب الوعي

وقال الصحافي الفرنسي كريستيان شينو، المهتم بالشؤون العربية: “إن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت بمثابة الحمض النووي لدولة قطر، حيث ساهم القرضاوي فى تغييب الوعي القطري ،بترسيخ أن الجماعة هي مستقبل العالم العربي، وذلك هو الدافع الذى جعل قطر تساند جماعة الإخوان أثناء ما يسمى بـ “ثورات الربيع العربي” فى مصر وتونس وليبيا”.

وأضاف “لم تتوقف قطر عن مساعدة الجماعة ،بل قامت بتمويل بعض المنظمات الإرهابية في سوريا مثل جبهة النصرة، وقامت أيضًا بتسليح وتمويل حركات مماثلة في ليبيا مثل كتائب  بنغازي”.

من الوهابية إلى الإخوانية

أما المحلل السياسي المصري طارق دحروج فقال: “تستخدم جماعة الإخوان المسلمين قطر كقاعدة للإنطلاق نحو أوروبا ،حيث قام النظام القطري بتغيير قبلة البلاد الدينية والفكرية ،من الاتجاة الوهابي الذى كان في تناغم مع المملكة العربية السعودية إلى اتجاه جماعة الإخوان المسلمين ،من خلال استقدام العديد من المعلمين وعلماء الدين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ،وتعيينهم أئمة بالمساجد ومدرسين بوزارة التعليم القطرية”.

وأوضح أن “آمال قطر تكمن في استبدال نظام الحكم السعودي بآخر من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، ما يسمح لها في بسط نفوذها وتأثيرها بشكل أكبر على المديين القريب والبعيد”.

LEAVE A REPLY