الضالع ” بين تهديد الحوثيين وحصار الحكومة الشرعية

427

بقلم: مشتاق الشعيبي
بقلم: مشتاق الشعيبي

تمر محافظة الضالع الجنوبية بظروف عصيبة ومقلقة للغاية، فمعاناتها بلغت أشدها، ومحنتها لاتكاد تقتصر على جانب خدمي بعينه بل تتوزع على جميع الجوانب الخدمية الضرورية للحياة والتي كان للحرب الأخيرة مع الحوثيين والمخلوع صالح فضلها في مضاعفة تلك المعاناة.

الضالع خاضت معاركا شرسة وحققت انتصارات عظيمة وضحت بقرابة ثلاثمائة شهيد وآلاف الجرحى سقطوا في مختلف الجبهات خلال الحرب الأخيرة فقط، وعلى الرغم من أنها المحافظة الأولى التي اعلنت تطهيرها من ميليشات الحوثي وصالح إلا إنها لازالت تفتقر لأبسط الخدمات التي تعد من الضروريات للحياة ، لذلك اعذروني معشر المتعلقين بحب الشرعية والتحالف أن انتقد بلطف حكومة الشرعية ودول التحالف العربي بالذات السعودية من جراء مواقفهم السلبية تجاه هذه المحافظة الباسلة ولو من ناحية إنسانية.

حقيقة الجميع يدرك أن الضالع تشرف على إنتهاء العام الثاني منذ تحريرها وهي تعيش ظلاما دامسا بدون كهرباء بمديرياتها الخمس الضالع، جحاف،الأزارق،الحصين الشعيب. بربكم ألا تستطيع حكومة الشرعية الممولة خليجيا النظر بملف الكهرباء ووضع حلول لتلك الأزمة،  هذا أولا.!

وثانيا: دعونا نتساءل تساؤلا فقط عن بعض الأمور المهمة التي يعاني منها أهالي الضالع كون الجميع يدركها ولا تحتاج للتفصيل:
لماذا لم يتم استكمال علاج الجرحى وتسفيرهم للخارج؟ أين الرعاية والأهتمام بأسر الشهداء.؟
لماذا لم يتم صرف رواتب لمقاومة الضالع المرابطين في المعسكرات ونقاط التفتيش أسوة بالمحافظات الأخرى.؟ لماذا لايعاد تأهيل مباني كلية التربية الضالع التي دمرتها الحرب لماذا لايعيدون الصرح العلمي الذي قصف بغارة للتحالف عن طريق الخطأ؟ وأين الرعاية الصحية والغذائية اللازمة للضالع.؟ لماذا لايتم الإسراع بإعادة مساكن من فقدوا مساكنهم ولازلوا يبيتون مع أطفالهم وأسرهم في العراء.؟
لماذا يتعاملون مع ضباط الجيش الجنوبي في الضالع خلاف التعامل معهم في محافظات أخرى.؟ لماذا.. ولماذا ولماذا.؟ الأسئلة كثرة جدا بحجم المعاناة، والسؤال الأهم ماذا يريدون بالضبط من الضالع.؟

نعم، الضالع بحكم موقعها الجغرافي لازالت مهددة بالخطر من قبل الحوثيين وقوات المخلوع صالح فتنام فاتحة العينين لأنها واقعة على الشريط الحدودي مع العربية اليمنية، وارتضت بتحمل الصعاب لتبقى صمام أمان للعاصمة عدن ومحافظات الجنوب.  لكن بالمقابل الضالع تعيش حصارا مدروسا ومخطط له تفرضه الحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي المدعوم من دول التحالف العربي بقيادة السعودية، وأسباب حصار  الضالع من قبل الأصدقاء ليست مجهولة ولعل المغزى الرئيس من حصارها المفروض وقد يتفق معي الكثير عليه هو “تركيع أهلها” كما أجزم بأن مثل هكذا حصار لايخرج بعيدا عن أحد السببين التاليين: إما والسعودية أتاحت الفرصة لجنرال الحرب علي محسن الأحمر ليلعب على هواه في إخماد الحماس الثوري المشتعل في الجنوب بشكل عام وبالضالع خاصة  بحرب غير معلنة وذلك لإصرار الضالع وتمسك رجالها صراحة بخيار الاستقلال ورفضهم علنا لأي مبادرة إقليمية أو دولية لاتلبي مطالب شعب الجنوب المرسومة بعيدا عن المراوغات السياسية  فكان حصار الضالع ممنهجا للعدول عن هذا المطلب،  وإما والرئيس هادي يتعامل مع الضالع بعقلية الرئيس الحاقد علي عبدالله صالح،
وبدون ماذكرت فهموني من الذي يقف وراء حصار الضالع.؟

وختاما فالضالع بعزة رجالها وشموخهم وكبريائهم ترفض رفضا قاطعا أن تتعامل مع حكومة لازالت تمثل اليمن ككل ولو على حساب مطالبها الحياتية الأساسية، ويعتبر صمتها على المشهد السياسي الحالي جزءا من النجاح وفقا لرؤية شعب الجنوب الاستراتيجية، لكنه أتضح جليا أن الحكومة الشرعية والأحمر جزء منها تتعمد استغلال هذه العزة لتحرم الضالع الكثير من حقها في الحياة، ومن خلقهم الله أحرارا لايمكن أن يكونوا عبيدا لغيره.

LEAVE A REPLY