تقرير تحليلي: القاعدة تزرع بحر المكلا بالألغام والتحالف ينزع فتيل الانفجار

427

المكلا (المندب نيوز) خاص

حرب القاعدة والحوثي على الجنوب تنتقل إلى مرحلة تهديد خطوط الملاحة
القاعدة حاولت تكرار مشهد عمليتي تفجير المدمرة يو اس كول ولمبرج
ستعكف السلطات الأمنية في محافظة حضرموت، وقوات التحالف العربي لفترة في عملية تحليل نتائج العملية النوعية التي تمكنت خلالها  فرقة وحدة الهندسة ومكافحة الألغام، أمس، من إبطال أكثر من 1800 كليو جرام من المتفجرات (TNT وC4) في (8) أسطوانات كبيرة تحوي كل أسطوانة 65 كيلو جرام زرعتها العناصر الإرهابية في البحر على بُعد 150 مترا من قلب مدينة المكلا.

تأويلات كثيرة غلفت العملية، كلها أجمعت على خطورتها، ووضعت تساؤلات حول الفترة التي زرع خلالها تنظيم القاعدة كل هذه الألغام والمتفجرات في منطقة قريبة من شاطئ البحر، وعادة ما يرتادها صيادون وسباحون من الهواة.

من الواضح إن المكان الذي اختاره تنظيم القاعدة لعملية (تفخيخ البحر)، حدد بدقة، بحيث يسمح باستيعاب أكبر عدد من الألغام التي يمكن تفجيرها عن بعد، ففي محيط السفينة الغارقة (بقيق) قبالة حي الشهيد خالد، تم تشبيك الألغام بأسلاك وسلاسل على ما يبدو استعداداً لساعة الصفر،  يعتقد البعض ان المتفجرات زرعت في البحر  لاستهداف أي سفينة عسكرية لحظة اقترابها من الميناء أثناء سيطرة القاعدة على مدينة المكلا، وهناك فريقا اخر يرى بأن التنظيم أدخل العملية ضمن بنك أهدافه الاستراتيجية في حال ما أجبر على الخروج من مدينة المكلا بالقوة، فثلما شحن سيارات بالديناميت وفجرها في الطرقات والشوارع، أراد أن يبتدع أسلوبا جديدا في زراعة البحر بالعبوات الناسفة والألغام شديدة الانفجار، لتحصد العملية أكبر عدد من الضحايا وتخلف أشد الأضرار في مساكن المواطنين المطلة على البحر والمتكئة على جبال صخورها العملاقة أيلة للسقوط مع تدفق الأمطار الخفيفة، فما بالكم بتفجير ضخم يضرب في البحر ويرتد صداه من أعالي الجبل.

هدف اخر كان ينشده التنظيم من وراء العملية يتمثل في تشوية سمعة ميناء عاصمة حضرموت، وإغلاقة أمام الملاحة الدولية، إلى جانب تثبيت تهمة أن “القاعدة” في المحافظة مازال لها حضورها الفاعل، وتمتلك اليد الطولى في تنفيذ عمليات شبيهه بتلك التي استهدفت ناقلة النفط الفرنسية ليمبرج في ميناء الضبة في 2002، وقبلها حادثة تفجير المدمرة الأمريكية يو اس اس كول في ميناء عدن، ونجم عن الهجوم بزروق مفخخ حينها مصرع  17 بحارا أمريكيا .

ما من شك أن العملية لو كانت نفذت لا سمح الله، فأنها ستجعل المجتمع الدولي يشكك في جهود التحالف العربي وجيش النخبة الحضرمي، في مكافحة الإرهاب، وهو ما من شأنه أن يعزز إدعاءات النظام اليمني في صنعاء بأن الحرب التي أشعلوها هم بتمردهم على الشرعية، قد أدت إلى اتساع نطاق سيطرة التنظيمات الإرهابية على مناطق حيوية في البلاد، تم تحريرها من قبضتهم.

كما أنه بالإمكان الربط بين الرسالة الكامنة من هذه العملية التي وئدت قبل تنفيذها، وحادثة استهداف سفينة إماراتية مدنية قبالة سواحل المخا بباب المندب، من قبل مليشيات الحوثي أمس، كونها تندرج في إطار تعريض الملاحة الدولية للخطر وعرقلة الجهود الإقليمية والدولية التي تُبذل لإرسال المساعدات الإغاثية، من أجل تخفيف معاناة المدنيين، وهو ما يشي من وجهة نظر البعض إلى شبكة العلاقة الوثيقة في المصالح بين تنظيم “القاعدة” ومليشيات الحوثي وعصابات المخلوع صالح.

 

LEAVE A REPLY