تحقيق : الإعلام الجنوبي ،، سلاح بلا ذخيرة

779

المكلا : (المندب نيوز) – خاص 

مسهور: مشروع تأهيل سينطلق بعد تحديد المسار الجنوبي سياسياً

باطويل: رموز كثيرة واجهت صالح وتمكنت من عرقلة سياسات النظام

 بن دغار: لا يوجد إعلام جنوبي موازي لإعلام الثالوث المميت

الباشا: الإعلام الجنوبي يخاطب الذات وعجز عن إقناع الآخر بعدالة قضيته

 الباشا: إغلاق ” عدن لايف” شكل نكسة كبيرة للإعلام الجنوبي

 البارق: “الشرعية”، هي الوجه الآخر للمليشيات، والطرفان لا يكترثان للجنوب وقضيته

علوي: صوتنا مغيب ولا يسمع في الخارج

سقف عالي يرفعه البعض، بمحاولات عقدهم مقارنة (بسيطة) بين الإعلام الجنوبي والماكينة الإعلامية اليمنية (الشمالية)، وعادة ما يقتنع معظمهم، بعد نظرة فاحصة لمالات الواقع، أنه من المبالغة تحميل أدوات هذا الإعلام، القاصرة على اجتهادات عدد من المواقع الإلكترونية ووسائط “السوشل ميديا”، مسئولية التصدي للحملات الدعائية والشائعات المغرضة التي تبثها وسائل إعلام يمنية، تتوزع مطابخها بين عواصم عربية وإسلامية، تلتقي بشكل مباشر وغير مباشر، في مشروع واحد هو “ضرب المقاومة الجنوبية والتشويش على انجازات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات”

الحيرة التي تصنعها هذه الفكرة، قد تستدعي سؤال: كيف يمكن أن نشكل إعلام جنوبي، بمساندة الأشقاء في التحالف، بعد إغلاق أو انتهاء صلاحية قنوات “عدن لايف” و”صوت الجنوب”، وقبلهما صحيفة “الأيام”؟!.

المهمة تقتضي مبدئياً، توصيف حالة الإعلام الجنوبي راهناً، من مجهر خارجي، ذو امتدادات داخلية، محرك بحثنا الخاص وقع اختياره على الباحث السياسي، هاني مسهور، لإخضاع “الإعلام الجنوبي” لجلسة تحليلية (طارئة)

طرقنا باب مسهور ” افتراضياً” وصادف أنه كان مشغولاً بتجميع أوراقه والاستعداد للإطلالة على شاشة قناة للمشاركة في برنامج حواري، أبدى الباحث المستقر في السعودية اهتمامه البالغ في المشاركة في تفكيك السؤال نظرياً، بعد أن ينتهي من البرنامج، تركناه بعد وداع حار، واتجه سهم بوصلتنا صوب الروائي، عمار باطويل، طرحنا عليه السؤال بلا مقدمات تقديرا لانشغالاته في تقليب أوراق الروايات والقصص، إما لكتابة مشروع رواية أو خط مقال جديد، أكد باطويل، على “إن الإعلام الجنوبي وجد منذ فترة طويلة وخاصة بعد حرب 1994 وظل إعلاماً ضعيفاً بسبب قمع نظام المخلوع صالح لكل رأي حر لا يؤيده ولا يتماشى مع سياسته”.

عمار باطويل
باطويل

شرح باطويل كيف “قمع (صالح) مظاهرات 1997 التي خرجت في المكلا لإخماد الرأي المتطلع لحياة كريمة”.

وأضاف “ظل نظام صالح يلاحق كل من يقف أمامه إعلامياً أو سياسيا، محاولاته على ما يبدو بائت بالفشل، فبعد مظاهرات الحراك الجنوبي المتكررة وخاصة عقب عام 2007 برز صوت الإعلام الجنوبي والذي مازال محتفظا بمكانة وحضور ممثلاً بأدوات ورموز كثيرة واجهت نظام صالح وتمكنت من عرقلة سياسات النظام، وفضحه أمام الرأي العام”.

 

 يرى باطويل إن” الإعلام الجنوبي وجد بقنواته المختلفة ومازال يمارس دوره الإيجابي الذي يصب في مصلحة الوطن”، مؤكداً بأنه “أصبح مزعجاً للعصابات المتعددة والتي تعتبر من بقايا النظام السابق أو تلك العصابات التي تريد أن تعيد الوطن إلى المربع الأول”.

 عدنا أدراجنا، إلى الباحث السياسي، هاني مسهور، الذي وجدناه متفائلاً بقدرة كوادر الإعلام الجنوبي، على النهوض بمؤسساتهم من تحت ركام الدمار الذي خلفه نظام صالح، لكن قبل ذلك أكد مسهور على ضرورة وضع توصيف لحالة الإعلام الجنوبي أسوة بتوصيف جميع القطاعات والمؤسسات والهيئات التي تم تفريغها بعد اجتياح الجنوب في 1994م

1450884374
هاني مسهور

وأكمل قائلاً “لذلك عانى الإعلام ضعفا كبيرا منذ 2007م ولم تستطع الكوادر الجنوبية الاعلامية من إيجاد مظلة جامعة شأنها شأن القطاعات الأخرى”.

مشددا على ” أن الفترة التي سبقت 2011م عرفت قمعا من نظام المخلوع صالح وما حصل لصحيفة الأيام يؤشر لتلك المرحلة”. اعتبر مسهور “أن ما بعد المبادرة الخليجية حصل نوع من الفراغ في ظل ارتخاء قبضة صنعاء لكن بقية ضعف الإمكانيات التقنية تحول دون الحصول على الفرصة المهنية المتكاملة”، هذا الفراغ أتاح أمام الإعلام الجنوبي أن يتماشى مع فرصة تجيير الصحافة المكتوبة أو المرئية أو المسموعة أو حتى الإلكترونية التي عرفت انتشارا مع المشروع الجنوبي، كتعويض عن غياب                                               المؤسسات الاعلامية.

ينطلق مسهور في رؤيته للقادم من ثقته في الكوادر ” التي تعاطت بواقعية مع المرحلة واستطاعت وضع بصمتها” ويرى أنه “مع تقدم الأيام وبانتظار استقرار الأوضاع السياسية بإمكان الكثير من تلك الكوادر تأسيس المؤسسات الوطنية”. وكشف مسهور لـ ” المندب نيوز” عن “خطة متكاملة ستطرح من خلال هيئة مستقلة تشمل التدريب والتأهيل إدارياً وتقنيا ستنطلق مع مستجدات المرحلة التي تنتهي فيها الحرب ويتحدد المسار الجنوبي سياسياً”.

سالم بن دغار
سالم بن دغار

يطرح القيادي في الحراك الجنوبي، سالم بن دغار، فكرة مغايرة لما قبله، تحمل الكثير من الواقعية ولا تخلو من الموضوعية، بقوله: ” لا يوجد إعلام جنوبي موازي لإعلام الثالوث المميت (صالح-الإصلاح-الحوثي) ولو في حده الأدنى”.

 ويستدرك بن دغار، مشيداً” بجهود الشرفاء من أبناء الجنوب، ذات الطابع الشخصي المتواضع، أمام آلة مغوله من الإمكانيات البشرية والمادية والتقنية، يمتلكها الإعلام الشمالي بأحزابه وجماعاته التي تنصاب الجنوب العداء”.

مدير مكتب وزارة إعلام حضرموت، السابق، صالح الباشا، حدد مكامن الخلل ونقاط الضعف التي تعتري الإعلام الجنوبي، بدعوته إلى ضرورة الإقرار ” بوجود إعلام جنوبي، ولكنه ضعيف، وغير قادر على توصيل                                                 قضية شعبنا إلى العالم الخارجي”.

 

صالح الباشا
صالح الباشا

 يدافع الباشا عن وجهة نظره بوصف الإعلام الجنوبي، بأنه ” إعلام يخاطب الذات ولا يستطيع إقناع الآخر بعدالة قضيته، ويشرح له أسباب رفض الشعب الجنوبي للوحدة”.

 محملا نظام صنعاء مسئولية ضعف الإعلام الجنوبي بعد حرمان ” أبناء الجنوب من الدراسة والتأهيل في مختلف المجالات ومن بينها مجال الإعلام” وكذا “محاربة النظام للإعلام الجنوبي، مؤسسات وأفراد”.

 

 

 بعض الوقت والكثير من الجهود والإمكانيات، هي السلاح الذي يراهن عليه الباشا، لتعزيز دور الإعلام الجنوبي والنهوض به، وهي عملية متكاملة يرى بأنها ” ستتم في إطار إعادة تشكيل وتأهيل مؤسسات الدولة الجنوبية المدنية والعسكرية”.

 يؤكد الباشا، على إن “إغلاق قناة عدن لايف شكل نكسة كبيرة للإعلام الجنوبي”، مشدداً على أن ” عدن لايف” أدت دوراً كبيراً في تحريض الشعب الجنوبي وعززت من قناعاته في رفض الوحدة.

 أما الان فهو يرى بأن ” الإعلام الجنوبي عبارة عن جهود فردية تطوعية تتخذ من صفحات التواصل الاجتماعي منبراً للتعبير عن تطلعات الجنوبيين”.

 

انيس البارق
انيس البارق

 يذهب مراسل إذاعة صوت هولندا، الإعلامي، أنيس البارق، عميقا في محاولة تحديد جذور المؤامرة التي انتهجها نظام الاحتلال اليمني للقضاء على الإعلام الجنوبي، الذي أكد أنه ” موجود، رغم أنه ليس بالمستوى المطلوب”.

مضيفا ” أن نظام الاحتلال اليمني مارس الإقصاء والتهميش لكل الفئات والشرائح الجنوبية عقب حرب الاجتياح الأول في 1994″.

 شدد البارق على أن النظام أوعز لعناصره القادمة من محافظات الشمال السيطرة على مؤسسات الإعلام في عدن، مقدما أمثلة منها ” سيطرة صحفيون من تعز على وكالة أنباء سبأ ونقابة الصحفيين في عدن، ويتحدثون باسم عدن”.

 لإثبات هذه الحقيقة يذكر البارق أنه ” ظهرت قضية الجنوب فوجئنا أن الصحافة في عدن مغيبة عمداً عن مواكبة القضية والسبب أصبح معروفاً”. ولمواجهة هذا الاختلال “لجأ مجموعة من الهواة لسد الفراغ”، يقول البارق “في حين واصل الشماليون في عدن السيطرة على الإعلام المحلي ووكالات الأنباء والقنوات العربية والأجنبية”.

 ومن ضمن الحلول العملية التي اقترحها أنه “لابد اليوم من رأس مال شجاع لاستثمار المواهب الجنوبية في مجال الإعلام” محذرا من المراهنة على ” ما يسمى بالشرعية، فهي الوجه الآخر للمليشيات، والطرفان لا يكترثان للجنوب وقضيته”.

images(2)
سعاد علوي

 رئيسة مركز عدن للتوعية من خطورة المخدرات، سعاد علوي، رأت من جانبها: ” انه لا يوجد إعلام جنوبي والخلل يوجد في السلطة التي مازالت تمثل المحتل”.

معتبرة، إن “كل ما هو موجود من إعلام سواء كان حكومي أو خاص فهو إما يمثلها أو لها فيه جزء”، مؤكدة أنه “كلما يحاول المثقف الجنوبي سواء كان صحفي أن يطرح وجهة نظره في مجال الإعلام والصحافة لا يكاد يسمعه غير من هم في الداخل بينما العالم لا يسمع أصواتنا”، وخلصت إلى أن معنى ذلك أنه لا                                                                   وجود لإعلام جنوبي نهائياً.

المحرر

 كل ما ورد، يحمل حقائق بدأت دول التحالف وتحديدا الإمارات تدركها جيداً، بعد إطلاق قناة ” الغد المشرق” التي جنحت إلى اليمننة في الخطاب الإعلامي، رغم أن التكهنات التي نسجت حولها أجمعت بأنها ستحمل في نواتها “جينات” جنوبية خالصة، بعدها، انصبت رؤية الإمارات للنهوض بالإعلام الجنوبي على محورين رئيسيين، تدريب وتأهيل طواقم إعلامية جنوبية في الداخل أو في الخارج، في أبوظبي بالذات، ودعم إنشاء مواقع إلكترونية، لتكون بمثابة المنصة الأولى للإعلام الجنوبي الذي ما زال ينتظر من الأشقاء التدخل السريع لإعادة الحياة لتلفزيون وإذاعة عدن، لأن .تعطلهما يعد خدمة مجانية لخصمهم المشترك في صنعاء.

LEAVE A REPLY