لم نتوقع الأمر كما ننظر إليه اليوم، وبالذات في شمال اليمن، أي في العاصمة السابقة لليمن ،والتي استولت عليها مليشيات الحوثي وأتباع صالح الذين أصبحوا الشركاء الرمزيين لتلك المليشيات ، اختلفت وأن كانوا يظنون أنها على سواء ، كان يعيش المخلوع وكأنه زعيم الجزيرة ، لم يطرأ على بال المخلوع يوما ، كيف يفكر بالفرار من تلك المدينة ، التي كانت تحت إشارة يدية ، قبل أعوام قليلة ، لكن اختلفت وتفاوتت ، وتغيرت الأحوال ، لم يعد المخلوع ، شخص له مكانته، كالتي كان يتميز بها عن غيره في تلك البلاد ، تحولت الأمور ، وانقلبت رضيا لهم بالانقلاب ،واختطاف الشرعية ، وهاهم اليوم لن يرحموه ، مادام حياً يرزق .
المليشيات اصبحت غير تلك التي كان يظنها أو يتخيلها
المليشيات اصبحت تقف في عنقه لايستطع مضغها ولا ابتلاعها فإن حاول مضغها ستتحول الى سم في داخله تجول وتصول في جسده ، وان ابتلعها ستفسد أمره ولن يهدأ له بال ستظل أمام عيناه ينظر إليها ليلاً نهار ، أصبح الأمر يامخلوع غير ذلك الذي كنت تظنه كانت في مخيلتك إنك استعطفتهم بتأييدك عند دخولهم الى صنعاء ، وأنهم سيرحموك عن ماعملت بهم في الحروب التي شنت على صعدة لكن تبلورت،وتلونت الأماني ، صدق قول قائل المثل حين قال (من رضي بجاره اصبح بداره).
هكذا صارت في صنعاء يحاول المخلوع الفرار من أي باب كان ، وإلى أي مكان خارج أرض اليمن ، خوفاً من المليشيات ، من لايرحم لايرحم ، فلن تجد بعد الأمس من يؤيد كلماتك ، ويطبق قراراتك ، وينفذ أوامرك ، مرت ليلتك بقتل أبناء شعبك ، أخذتها بدم الشعب ، وتركتها بدمائهم ، حتى أصبح القضاء من جنس العمل ، ألم تعرف أنه ليس هناك مليشيات مهما كنت تحب الخير للوطن والمواطن ، ألم تعلم بهدف المليشيات ، طوال فترة حكمك ، خسئت انهم لايسعون الى مصلحة أحد ، يسعون لنشر عقيدتهم ، التي تحمل الغوغاء ، والفوضى ، وتحل المحرّم ، وتحرّم الحلال ، لكن لن ينتصروا مادام هناك شعباً واعياً عارفاً بالخطاء والصواب،
الرحمة للشهداء
والدعاء للجرحى
والحرية للمختطفين في سجون الانقلابيين