وقالوا انفجار في عدن !!!!! مقال لـ الباركي الكلدي

320

 

في ظل احتدام الصراع القائم منذ سنوات  على تركيع الجنوب واهله وانتصار الجنوب في

الحرب الأخيرة والتحذيرات العالمية من خطورة الوضع في الجنوب العربي ،

 

في الحلقة الثانية من تفاصيل زيارتي لما تعرف بجنة الدنيا سابقاً وجحيم الأرض حالياً​ عدن ، أتحدث عن الوضع الأمني والصورة العامة في مدينة عدن والمناطق المحررة عن ما التمسته بعيدا عن التهويلات التي تروي من هنا وهناك وما يروج له أعداء الجنوب ويحذرون منه

على أن عدن أصبحت سوريا وعراق وصومال ،

 

انطلقت إلى عدن بعد غياب طويل وكانت اخر زيارة لها قبل الحرب بسنة واحدة أيام حكم عفاش وسيطرة الأمن المركزي وما يمارسه الاحتلال من قمع واضطهاد وفرض نفوذ المتنفذين على أملاك الدولة الجنوبية وحياة الناس ،

وصلت إلى جنة الدنيا عدن بعد عنا السفر الشاق وصعوبة الدخول إليها بسبب اغلاق المطارات وطول الطريق وتشديد الأمن،

سرني ما شاهدته وما تتمتع به مدينة عدن وباقي المناطق الجنوبية من أمن وامان فرض في وقتا وجيز حيث  استطاع أمن عدن والحزام الأمني أن يحلوا مكان وزارة الدفاع والداخلية في تحقيق الاستقرار وحماية المناطق المحررة بالجنوب ومواجهة التحديات والمخاطر التي توجهها مليشيات الحوثي وعفاش وقواتها ضد الجنوب أرضا وشعبا ،

 

رأيت عزيمه وصمود وشموخ في الجهود التي يبذلها كافة رجال الأمن من خلال النقاط الأمنية والالتزام في أداء الواجب والوقوف الساعات الطويلة التي يقضونها تحت حر الشمس والمخاطر التي يتعرضون لها خلال القيام بواجبهم على مدار الساعة رغم شحة الإمكانيات وقلة الكوادر” وعلى الرغم أن اغلب هؤلاء اطفال لا يتجاوزون​ عمر الخامسه عشر لا توجد لديهم أي خبرات في التعامل أو رجال كبار في السن  يتجاوزون عمر الستون  والسبعون من العمر اجبرتهم ظروف الوقت ولقمة العيش أن يكونوا بذلك المكان .

 

استمعت لبعض القيادات الأمنية أثناء زيارتي لبعض المعسكرات الأمينة وشرحهم في طرق  مواجهة التحديات والمخاطر ومتابعة ضبط المطلوبين والتي تحاول القوى المعاديه في الشمال تجنيدهم واستخدام واستغلال الشباب والفقراء سوى عبر التطرف الديني أو الاتجار والتعاطي للمخدرات وكلها لأجل اخلال الأمن والاستقرار و نشر الارهاب ليسهل غزو عدن من جديد او بقائه تحت الفوضى

وهذا الجانب الأمني يعمل بجهود كبيرة من خلال فريق استخبارات شبة متكامل وتحقيقات مستمره  لضبط المطلوبين والوصول إلى الممولين حيث يعمل  بامكانيات ضعيفه وهذا يجب أن يكون محل اهتمام وتسخير له امكانيات من قبل التحالف العربي والقوى السياسية لأنه مهم لضمان عدم زعزعة أمن المنطقة باكملها  والقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ،

 

أيضا​ يتطلب تضافر كافة الجهود المجتمعية للتوعية والابلاغ عن مثل هؤلاء والحد من استفحال هذه الظاهرة التي تضر بحياة الجميع ومصالحهم،

 

وبعد الاستماع لهؤلاء القيادات الأمنية والتي لها باع طويل في صنع الانتصارات وتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الارهاب والذي يعملون على أرض الواقع بجهود كبيرة وبامكانيات شحيحة همهم الأول والأخير أن تتوفر لديهم متطلبات واحتياجات من شأنها تعزز قدرات الأمن والاستقرار وبناء المعسكرات وفتح باب التدريب والتأهيل لرجال الأمن كي يتمكنوا من القيام بواجبهم الأمني على الرغم من انقطاع المرتبات احيانا وتاخرها بعض الأشهر لكن هذا لا يهم لديهم فحب الوطن يتطلب الصبر والصمود والتحمل ،

 

نجح الأمن الجنوبي نجاح باهرا في تحجيم حجم الإرهاب وتقليص أعماله الإجرامية ومحاصرتهم في قواقعهم  وهو انتصارا عظيم ومدخل للتعمير والبناء

 

  لكن بالرغم من كل تلك الجهود المبذوله الا ان هناك بعض الهفوات الأمنية والتي تدخل في اطار الثغرات القاتلة بحكم خبرتي المتواضعة في الجانب الأمني التي يجب معالجتها على الفور وهو التقسيم الاداري لهذه الوحدات الأمنية والتمييز في أوساطهم وكل وحدة أمنية تعمل بعيدا عن الأخرى وكانها في تنافس وفرض وجود غير مراعاة الاختصاصات والمهام والتدخلات في أمور خارج اختصاصات الأمن أو الوحدات المختصة وبعضها تمس مصالح ومكاسب المواطنين بغض النظر عن مصالح الدولة العامة ، وهو ما جعل هناك نوع من الصراعات في أوساط الوحدات الأمنية ولا يوجد قانون أو إدارة أمنية تخضع لها الوحدات غير أن بعض قيادتها ترتبط وتتعامل مباشرة مع قيادة قوات التحالف وكذلك تدخل فيتامين (و) في  التعيينات والتعامل من قبل قيادة التحالف وقيادة الشرعية مع كثير من قيادات الأمن بطرق تمييز لا تخدم مصلحة الأمن والمؤسسة الأمنية  ،

 

فلا غرابه أن نسمع عن تفجير هنا وقتل هناك ودمار هنا وسطو هناك لا غرابه أن نسمع أن المقتول جاني والقاتل مجني عليه لا غرابه أن نرى الفاسد يرقى والصالح يهمل فكل ما يجري في عدن هو نتاج اهمال متراكم اهمال الاستفادة من الانتصار العظيم وكيفية التعامل معه وعدم السماح في بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية بناء صحيح ،

 

وايضا  ما رأيته في طريقي من محافظة حضرموت إلى أخر حدود عدن مع حدود الجمهورية العربية اليمنية الحديدة توجد ثغرات أمنية كبيرة منها الحرية التامة بالحركة وماشدني أكثر وزاد التساؤل في نفسي هو حرية تنقل لاجئي القرن الافريقي  وخروجهم من السواحل التي بين حضرموت وشبوه وبين عدن والحديدة دون أي رقيب وحسيب حيث نراهم طوال أيام بالخط وحيث نرى أيضا استغلالهم من قبل الدواعش  واستخدامهم  واستغلال اوضاعهم  للقيام باعمال إجرامية  داخل الجنوب وهو ما رأيناه واقعا” في  الحرب الأخيرة خاصة أنها توجد سواحل مفتوحة يجب أن ترفد وتعزز برجال خفر السواحل لحمايتها ،وكذلك رأيت وسمعت الخطب الرنانه الطنانه في بعض  المساجد مع اننا بحاجه كل حاجه  الى خطاب معتدل ، إضافة إلى حرية تنقل العاملة الوافده الغير مبرره من الشمال وانتشار ابناء الشمال تحت ذرائع مختلفه التواجد في الجنوب وكأننا لم نتعض من اخطاء حرب  2015

من ما رأيته لن يصعب على القاعدة أو الدواعش أو تجار الازمات تحديد الأهداف التي يريدونها وبالعمق أيضا”

 

خاصة في ظل التصعيد الأخير من تحالفات قوى الشمال واحزابه والقوى المصلحية في الجنوب وتجار الحروب وانتشار الفتاوي والتحريضات ضد الجنوب وأبنائه كل تلك الأسباب تجعل تلك الثغرات خطرا” يهدد الأمن والأمان  وينذر بكوارث تصعيدية في الأيام المقبلة  خاصة مع ترسيخ دعائم المجلس الانتقالي ، ولاجل الحفاظ على تلك الانتصارات العظيمة وانتشار الامن والامان في الجنوب يجب  اصلاح الثغرات الأمنية القاتلة خاصة وان هناك تغيرات كبيرة على الساحة منها توحد جميع القوى وبشكل علني  وصريح  لإغراق الجنوب في الأزمات  ومستنقع الدماء لتقطف قوى الشر والارهاب ثمارها خصوصا’ وان الوضع الاقتصادي وصل الى ما دون الصفر بفعل السياسية ومتداخلاتها ، كل هذه العوامل تجعل من المتعذر ان يستمر الوضع الأمني على ما هو عليه  حالياً​ وبحاجه تامه ان ترسى فيه  معالم التغيير من توحيد جميع القوى تحت قياده مركزية واحدة الى تغيير الخطة الأمنية متأهبة لاسوء الاحتمالات .

 

في الحلقة الثالثة من زيارتي لعدن ساتحدث عن الصورة العامة لمدينة عدن جنة الدنيا وما يسودها من دمار هائل وتدمير واجهتها الجميلة وبنيتها وقوامها ومؤسساتها ،

LEAVE A REPLY