خلية حضرموت مقال لـ خالد أحمد باشنتوف

384

بعث الله تعالى غراباً ليري ابن آدم كيف يواري سوءة أخيه ، وضرب الأمثال للتذكير والتفكير ، تشتهر بلادنا بتربية النحل وإنتاج عسلها الأصيل ، لعل في ذلك تذكيراً لنا وإرشاداً من الله لإصلاح نظامنا العليل ، وننعم بعدها ( بفائض في الإنتاج ) مثل مجتمع النحيل .

يكون الجبح ( الخلية ) مصقوب بعد موت الملكة فيختل فيه النظام ، وإذا لم تعالج تلك المشكلة خلال فترة معينه تستولى عليه إحدى العاملات ، تأكل غذاء الملكة لتغيّر من بنيتها فتجعل من نفسها ملكة تسمى ( الكذابة ) ،  عندها يبدأ الفساد في ذلك المجتمع ، اضطراب في العمل ، تغيير في شكل البناء السداسي ، عدم إنتاح العسل ، بويضاتها فاسدة وغير مخصبة ، تقضي على تكاثر الخلية إلى الإبادة ، علاجها يجب أن يكون جذرياً بإزالت الكذابة وأعوانها من الخلية وهدم البناء التالف تماما بالطرق المتعارف عليها ، لا فائدة للحلول المؤقتة حينئذ ، فهي تزيدها سوءاً ، ومهدرة للموارد ، وتأييداً على بقاء الفساد ، حيث لا تعد نجاحاً أبداً ، والألم بعد المهدئة شديد ، ما أشبهه بحالنا الآن ، فهل من معتبر ؟

الكذابة ويامكثر أمثالها في مجتمعنا من الذين يأكلون الثروات بتوليهم المناصب التي لا تصلح لهم شرعاً ولا قانونا ، يبين أثر منصبهم في أحوالهم ويهتفون بالفقر شعار للبلاد ، يتداولونها بينهم وكأن الحياة وقفت عليهم ، لماذا أشخاص معينين فقط ؟ لماذا إعادة تعيين المتقاعدين بعد تعدي الحد الأقصى لهم ؟ أين تذهب الطاقات الهائلة للخريجين ؟ هل صرنا أمثال الحمير لتكرهونا على التكرار وتحمل ما لايطاق ؟ مضى وقتهم وأختلفت مفاهيم الحياة ، العالم في تقدم دوما ًونحن مازلنا في إصدارنا القديم ، لا تحملون همّ معدن المسؤول الجديد ، جربوهم فلن تغشونا أكثر مما نحن فيه ، وما تنصيب الفاسدين إلا تأييداً للفساد .

مانراه من تفكك وشتات وسلب في مجتمعنا ماهو إلا من صفات مجتمع الذباب ، لقوله تعالى : ( … وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ … الآيه ) الحج. لذا صارت حياتنا معتمدة على الغير مثل ذلك المجتمع ، وما النحل والذباب إلا حشرات ، لكن نتائج تطبيق النظام هي التي أوصلت فائض إنتاج مجتمع النحل ( العسل ) إلى مجتمعنا ، فسبحان من ضرب الأمثلة في القرآن ، بالعنكبوت والكلب والحمار ، ليرينا حقيقة نتائج الأفعال .

LEAVE A REPLY