معركة  الهضبة  مقال لـ صالح علي الدويل

264

كثرت التصنيفات والتحليلات حول أحداث صنعاء الأخيرة وحقيقة انها لم تكن مفاجأة في  نتيجتها بقدرما كانت المفاجأة في سرعة حسمها. ولذا فإن تلكم المعركة وسرعتها هي تكثيف يحمل دلالات أكبر من النكاية أو التخاذل حول موقف قبائل الهضبة وبالذات موقف قبائل الطوق الذي اطعمتهم سلطة عفاش طيلة ثلاثة عقود ” من وسلوى ” السلطة واركبتهم على رقاب البلاد والعباد ينهبون ويعيثون فسادا وافسادا بلا رادع  وكيف آل حالهم إلى تلك الشماتة والخذلان وتركوا مولى نعمتهم وامتيازاتهم يواجه مصيره فتخلت عنه قبائله وجيوشه التي ظل يعلفها خلال سنين حكمه إلا من ثلة من رجال لاتجمعهم به عصبية ولا عصبوية فانتخوا لرجولتهم واصول معادنهم في معركة لم تعد تسعها الشعارات والوطنيات بقدرما تسعها ثبات الرجولة وحميتها. وتحملوا تكاليفها ودفعوا حياتهم ثمنا لها .

لكن لم اتفاجا بموقف الهضبة وموقف قبائل طوق صنعاء ، فأي جماعة بشرية تقاتل أما بدافع من دين أو دافع من حماية وطن أو دافع من مصلحة والثلاثة شروط منتفية في معركة الهضبة . فأي مجموعة بشرية تنتخي دفاعا عن دينها وهذا الشرط في الهضبة لصالح الحوثي مهما روج المرجون غير ذلك، فكل الدعوات خلال عمر الجمهورية  في الهضبة كانت نخبوية مصلحية لم تحقق تأثيرا في قاعها  ، فدين الهضبة واكثره شعبية هو دين الحوثي .

 والدفاع عن الوطن ايضا لصالح الحوثي فقبائل الهضبة ترى أن أي انتهاك للهضبة من أي كان هو انتهاك للوطن بل إن الوطن الذي تعتقده كل فئاتها وتروجه كل نخبها ماهو الا الدفاع عن وطن شعب الهضبة أما بقية الوطن فليس إلا سيجات دفاع ارضا وانسانا عن الهضبة وامتيازاتها .

وبقي الشرط الثالث وهو المصلحة فشعب الهضبة وبالذات قبائل الطوق متأكدة أن مصلحتها منتفية مع أي طرف غير عفاش والحوثي وان الشرعية ستجعل الهضبة متساوية لإقليم تهامة أو غيره وهي التي تاريخيا لا تحيا الا

 ” بامتصاص الحياة من بلاد الاخرين ” اي ان مصلحتها بأخذ حقوق الاخرين ولذلك ففي معركة الدفاع عن عفاش  عملت بمقولة

 ” هندي ولا الهند كله  ” بمعني أن ذهاب عفاش هو رمز لذهاب  المصلحة الآنية أما الحوثي فبقاءه بقاء الدين ويستطيع أن يمنيهم بعودة المصلحة عبر الإبحار في الذاكرة التاريخية الشعبية  التي اختزنتها الهضبة بارتباط مصلحتها بمصلحة الائمة وأنها الوحيدة القادرة على  عودة المصلحة اليهم وان يعودوا لامتصاص الحياة من بلاد  الآخرين .

الهضبة منسجمة مع نفسها وعقيدتها ومن يروج غير ذلك فلا يعرف محركاتها الحقيقية ..السؤال كيف سيرسم التحالف خطته لكسب المعركة التي بتصفية عفاش انكشفت طائفيتها نخبويا وشعبيا واحرقت بتصفيته مظلة انقلابية كان لها خطاب وطني حتى لو كان كاذبا كان يخفف غلواء طائفيتها

LEAVE A REPLY