عدن ( المندب نيوز) خاص

 

أثبتت مليشيا الحوثي الإيرانية إنها مجرد أداة من أدوات إيران في المنطقة، وبات ذلك واضحاً وجلياً والكل يدركه ليس في اليمن بل في المنطقة والعالم .

 

سعت إيران ومنذ ثورة الخميني الى التمدد في المنطقة العربية، وفق ما يسمى تصدير الثورة، ولكنها كانت بحاجة الى أدوات في الدول العربية، للقيام بهذه المهمة .

 

كانت اليمن احد الدول التي توغلت فيها إيران من خلال استخدام الحوثيين، حيث هدفت إيران الى السيطرة على منابع النفط في جنوب اليمن بالإضافة الى السيطرة على أهم معبر مائي في العالم وهو مضيف باب المندب .

 

 

استغلت إيران الحوثيين وما يسمى ثورة الربيع العربي، إذ دفعت بهم بقوة لمشاركة في المظاهرات والاعتصامات التي شهدتها صنعاء في عام 2011، وتمكنت من نقلهم من صعدة الى صنعاء وتسلحيهم بعد ان قامت بتدريب عدد كبير منهم في إيران وبيروت .

 

استغلت إيران الأحداث السياسية التي شهدتها اليمن في ذلك الوقت من غياب دور الدولة وانشغالها في مواجهة الاحتجاجات والاعتصامات وتبعاتها، وذلك للقيام بتهريب أسلحة وإرسال خبراء بهدف التخطيط للسيطرة على صنعاء مرحلة أولى ومن ثم الانطلاق باتجاه باقي المحافظات الأخرى .

 

تحقق للمليشيا ما كنت تحلم به بعد الانشقاق الذي تعرضت له المؤسسة العسكرية اليمنية بسبب ما سمي ثورة الربيع العربي، والانقسام السياسي والمجتمعي الذي رافقه في اليمن، وذلك للبداء بتنفيذ خطتها وإسقاط المحافظات تباعاً، حيث تمكن وخلال وقت قصير من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014 وهو ما احدث تحول كبير في اليمن لصالح إيران ليعلن وقتها مسؤول إيراني ان صنعاء باتت العاصمة الرابعة التي تسيطر عليها إيران .

 

– السيطرة على باب المندب احد أهم أهداف إيران :

لم تكن صنعاء هي هدف مليشيا الحوثي، لأن إيران في الأساس كان هدفها الرئيسي هو السيطرة على باب المندب احد أهم المعابر الدولية والتي يمر عبرها أكثر من 10% من التجارة العالمية والتمدد حتى المحافظات النفطية في جنوب اليمن .

 

إذ أعطت إيران أوامرها لمليشيا الحوثي بعد سيطرتها على صنعاء بالتوجه للسيطرة على المناطق الساحلية، والسيطرة على جزيرة ميون ومنطقة باب المندب وهو ما تم فعلاً حيث تمكنت مليشيا الحوثي بعد اقل من شهرين على سيطرتها على صنعاء من التوغل والسيطرة الساحل الغربي لليمن وصولاً الى باب المندب، وذلك خدمة لأهداف إيران وهدافها التوسعية في المنطقة .

 

– السيطرة على سواحل وثروات الجنوب.

 

لم تكتفي إيران بسيطرة أدواتها على الساحل الغربي وباب المندب، بل سعت الى تعزيز وجودها في اليمن بالسيطرة على ثروات المحافظات النفطية في شبوة وحضرموت، وسواحل عدن وأبين، وذلك بهدف تمكين مليشيا الحوثي من الثروة وإتمام السيطرة على جنوب الجزيرة العربية .

 

وفي نهاية شهر مارس وصلت مليشيا الحوثي الإيرانية الى عدن وأبين ولحج وشبوة، وارتكبت خلال اجتياحها لهذه المحافظات مجازر بحق المدنين ودمرت البنية التحتية وهجرت السكان من مدنهم ومناطقهم .

 

– نشر المذهبية والطائفية :

رافق اجتياح المليشيا الحوثية للمحافظات اليمنية تباعاً، محاولات متعددة لنشر المذهبية، وذلك من خلال القوة التي فرضتها في مناطق سيطرتها، حيث قامت بطرد الائئمة من مساجدهم وإحضار آخرين موالين لها، كما قامت بتغيير المناهج الدراسية بالقوة، وفرضت إجراءات على المساجد السنية منها منع صلاة التراويح، بالإضافة الى نشر ألافتات والملصقات التي تحوي الشعارات الطائفية للجماعة، كما قامت بتفجير منازل بعض مشائخ الدين الذين ينتمون الى المذهب السني .

تدخل حاسم للتحالف العربي :

بعد طرد مليشيا الحوثي الإيرانية الرئيس هادي من صنعاء، وملاحقته الى عدن بهدف قتله، وتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات يوم 26 مارس 2015 وذلك لردع هذه الجماعة وبطلب من الرئيس هادي ووفق قرارات الأمم المتحدة، حيث كان لهذا التدخل دور كبير في طرد مليشيا إيران من المحافظات الجنوبية ومنطقة باب المندب والساحل الغربي وتحرير مأرب وأجزاء واسعة من الجوف وصعدة .

 

– انتصارات مستمرة وخطر إيران مازال قائم :

تواصل قوات التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة انتصاراتها ودحر مليشيا الحوثي من أكثر من جبهة وموقع، وباتت الشرعية تسيطر على أكثر من 80% من مساحة اليمن .

لكن وعلى الرغم من هذه السيطرة إلا ان مليشيا الحوثي الإيرانية مازالت تشكل خطر كبير على امن واستقرار اليمن والمنطقة، وذلك في ظل استمرار إيران بتهريب الأسلحة والصواريخ اليها، بالإضافة الى تفردها بالحكم في صنعاء بعد قتلها للرئيس السابق علي عبدالله صالح، واستخدامها موارد الدولة لرفد الجبهات بالأموال وشراء الذمم .

 

– توحيد الجهود :

ويرى مراقبون ان اليمن بحاجة اليوم الى الاستفادة من تدخل التحالف العربي للقضاء على هذه الجماعة التي تنكل بالشعب اليمني منذ ثلاث سنوات بهدف خدمة الأجندة الإيرانية.

ودعوا جميع اليمنيين الى  توحيد الرأي والكلمة تجاه العدو الحقيقي لليمن بشماله وجنوبه وكذلك للمنطقة والعالم وهي إيران وأدواتها في المنطقة ومنهم مليشيا الحوثي التي أهانت اليمن والشعب اليمني .

 

LEAVE A REPLY