العازفون على سيمفونية الهبة  مقال لـ ناصر التميمي

323

الهبة الحضرمية هي عبارة عن إنفاضة شعبية عارمة إنطلقت من حضرموت في ٢٠ ديسمبر ٢٠١٣م والتي دعا لها حلف حضرموت عقب مقتل الشيخ سعد بن حبريش على يد قوات الاحتلال اليمني البغيض الذي أمعن في قتل الكوادر الجنوبية وألتحمت قوى الحراك الجنوبي  الى جانب الحلف بقوة  وهب الجنوبيين هبة رجل واحد في ذلك اليوم التاريخي  تلبية لدعوة الحلف ضد قوى الاحتلال اليمني وفي ذلك اليوم التاريخي سقط عدد من الشهداء والجرحى في عموم محافظات الجنوب فداء للجنوب وقد أصيبت حينها قوى الاحتلال بالهستيريا وواجهت الهبة بإستخدام الاسلحة المتوسطة والثقيلة لإيقاف هذا البركان الهائج وفعلا كان يوما فاصلا في تاريخ حضرموت خاصة والجنوب عامة وكادت الهبة الحضرمية تحقق أهدافها لولا أنها تعرضت للإلتفاف والتمييع والذي أصابها بمقتل وبعدها تبخرت آمال الجماهير الحضرمية التي كانت تتأمل الكثير والكثير من هذه الهبة وانقسم الشارع الحضرمي بين هذا وذاك جراء ما أصاب هبتهم الحضرمية من نكوص وأفرغت من محتواها الحقيقي٠

وتشهد حضرموت هذه الأيام استعدادات مكثفة استعدادا لإحياء الذكرى الرابعة للهبة الحضرمية المغدورة التي لم يبقى منها الا الاسم فقط حيث بات البعض يستخدمه شماعة للاسترزاق  لا غير أو للحصول على المناصب والترقيات والهبات بإستغلال البسطاء من الناس الذين لا حول لهم ولا قوة الذين يحاول أصحاب المصالح استمالتهم بذرائع وهمية مخدرة مدغدغة للعواطف ليست خدمة لحضرموت كما يدعي البعض وانما لخدمة أفراد فقط بمجرد انتهاء الاحتفالية ينتهي معها كل شي ويعود البسطاء من حيث جاؤوا بعد ان استخدوا مطية لتحقيق مآرب اشخاص لاهم لهم الا تحقيق مصالحهم الشخصية ٠

كان على من يدعي انه يدافع عن حقوق حضرموت أولا أن يسخر هذه الاموال التي ستنفق في الاحتفالية للثكالى من الامهات أو تقدم لفقراء من ابناء حضرموت الذين هم بحاجة لهذا الاموال بدلا ما تذهب الى جيوب الفاسدين وأصحاب الابواق المشروخة والمهرجين والمتلونين يجب ان يعرف الجميع أن فاقد الشئ لا يعطي في السابق رفعت أهداف رنانة فذهبت أدراج الرياح واليوم ترفع شعارات استهلاكية الهدف منها تحقيق اجندات سياسية على حساب الغلابى من ابناء حضرموت٠

انا أعتقد أن الهبة الحضرمية بحجمها الكبير قد وئدت بمجرد تحقيق رغبات البعض ولم يبقى منها  شئ  حيث بات البعض اليوم يعزف على  سيمفونية الهبة لتحقيق مصالحهم الشخصية ٠

LEAVE A REPLY