تقرير : #الإمارات.. يد تحرر ويد تبني وتؤهل مرافق دمرتها الميليشيات الانقلابية

216

 

المكلا (المندب نيوز) وام

 

رصدت وكالة أنباء الإمارات «وام» خلال رحلة لها إلى اليمن، معاناة اليمنيين وأنشطة الهلال الأحمر الإغاثية والخدمية والإنسانية؛ حيث كانت المتابعة عن قرب بين أرواح وقلوب غضة خالجها الصمت، والتأمل، والرهبة، والشجن، بأثقل مما يمكن أن تحمله الكلمات، ولهفة على أمل الوفاء لها.

وخلال 11 يوماً رصدت «وام» أسوأ ما فعله الحوثيون قبيل هزائمهم المتلاحقة ما بين الجبال والسهول والوديان على أيدي جنود الشرعية والتحالف العربي الذين كانوا يحررون جبين الأرض بيد ويمسحون عنها وأهلها مآسيها بأخرى.

كوابيس، هواجس، رهاب، أشلاء أصدقاء في الذاكرة، يكسوها الجوع ويقلقها بكاء أخ رضيع ووالد عاجز.. مشاهد حاول أطفال يمنيون وصفها، لترسم الوجه الأبشع في التاريخ الحديث لمخطط عدواني توسعي تنفذه قوى إقليمية عبر ميليشيات تابعة لها.. ولعل «الوكيل الحوثي الحصري» لقوى الهيمنة الإيرانية يريد أن ينشّئ جيلاً على الخوف والرعب.

مأساة حقيقية خلفها الحوثيون على كاهل أطفال اليمن، الذين دفعوا ثمن القتل والتدمير والنزوح والفقدان.. فيما تنشط كتائب الميليشيات في تجنيدهم كوقود للحرب.

يقول الطفل ناجي من مدينة المخا، على الساحل الغربي «منذ الانقلاب.. شهدت الأوضاع المعيشية معاناة إنسانية صعبة كون الميليشيات كانت تتبع معنا سلاح التجويع والتخويف».. مشيراً إلى توقف الحياة بشكل كامل وعدم استطاعة تواصل أي من رفاقه مع عالمهم في ظل مخاوف من مجرد التفكير في الخروج عن الحصار.. حيث كان الحوثيون يقابلون ذلك بالخطف والترويع أو الزج بالأطفال في مراكز تدريبية تمهيداً لإرسالهم إلى الجبهات كوقود حرب.

مع نفس عميق.. يحكي ناجي قصة أحد رفاقه الذين اختطفتهم الميليشيات الحوثية وشاهده في فيديو لاحقاً كأشلاء.. بعد أن انفجرت به عبوة ناسفة كان في طريقه لزرعها في إحدى الطرقات.. «الآن.. تغير الوضع كثيراً ولا زلت أتطلع إلى اللعب مع ما تبقى من الرفاق».. يقول ناجي.. ويضيف «في ظل الأمن والأمان بالمدن التي تم تحريرها على يد التحالف.. تم تأهيل عدد من الأطفال الذين كانوا يعانون من «رهاب» فظيع، تلاشى حالياً».

يتطلع ناجي حالياً إلى إكمال دراسته بإحدى المدارس التي تم تأهيلها على أيدي «الهلال الأحمر الإماراتي».. ويطمح إلى أن يكون ضابطاً بالجيش اليمني، ليحافظ على تراب بلده ويحمي أطفاله ونساءه.. كي لا تتكرر مأساته ورفاقه ذات يوم.

أما الطفل يحيى من مدينة الخوخة فيشير إلى «أن ميليشيات الحوثي الإيرانية كانت تحاصر المدينة التي يعيش فيها مع أسرته.. حيث والده الذي كان يعمل في مهنة الصيد».

«الألغام».. هاجس كبير يرافق يحيى كثيراً في مهمته اليومية التي تبدأ في الصباح الباكر.. مشيراً إلى أن الميليشيات الحوثية نهبت كل شيء ولم تترك إلا الألغام الأرضية والبحرية التي شكلت معاناة كبيرة لأبناء المدينة والقرى المحيطة.

ويضيف «كنت أشاهد الحوثيين وهم يلغمون كل شبر في الأرض بانتقام كبير حتى راح ضحية هذه الألغام الكثير من زملائي وأقاربي وأبناء بلدتي».. متسائلاً: «ما ذنب هؤلاء»؟.

«مع بداية تحرير بلدي على يد قوات التحالف العربي.. اختلف الوضع كثيراً.. يقول يحيى.. مشيراً إلى أن أول ما كان ينتظره هو

«نزع الألغام» ليتسنى له التخلص من الهاجس الكبير الذي رافقه طوال الفترة التي أعقبت الانقلاب.

ويؤكد أن هذا ما تحقق.. وقال «الهلال الأحمر الإماراتي ساعدنا على تخطي الظروف المعيشية الصعبة من خلال التوزيع السخي للمساعدات وانتزاع الألغام وتطهير المناطق التي نعيش فيها».

لم يبتعد الطفل عبد اللطيف من منطقة حيس التابعة لمدينة الحديدة عن رفاقه كثيراً.. فوالده الذي كان يعمل في صناعة القوارب ومستلزمات الصيد كان يوفر له متطلباته.. إلاّ أنه في ظل الانقلاب الحوثي- تغيرت الأمور كثيراً.

ويقول «حصار ميليشيات الحوثي الإيرانية حرق الأخضر واليابس ومنع عنا كل سبل الحياة بكافة معانيها وأصبحنا رهائن في منازلنا.. كنا نعاني قلة الأكل والشرب».

لا ينسى طفل «حيس» مشهد والده الذي أتعبه المرض وأنهك قواه فيما يملأ صراخ أخيه الصغير أنحاء المكان متضوراً من الجوع..حينها – بحسب عبد اللطيف – حث والده على الخروج لطلب العلاج ورأى الانهزام في عينيه.. وفقد الأمل في الحياة.. حيث كان الحوثيون يقتلون كل من يفكر في الخروج من بيته».

ويصف الطفل عبد اللطيف أن أكثر ما لفت انتباهه في تدخل التحالف العربي أن عمليات التحرير كانت تجري على الأرض مصحوبة بعمليات إغاثية وإنسانية وتنموية.

وفور عودة مظاهر الحياة الطبيعية من جديد إلى المناطق المحررة على الساحل الغربي لليمن.. بدأت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي توزيع السلال الغذائية على اليمنيين بما يكفل سد النقص الغذائي، معلنة عن خطة لصيانة البنية التحتية التي تتضمن في شق منها المدارس والمساجد والمستشفيات.

وشهدت «وام» خلال 11 يوماً زارت خلالها عدداً من المدن اليمنية، الموقف التاريخي الإماراتي ضمن قوات التحالف العربي على الصعد كافة، حيث يد تحرر ويد تبني وتعيد تأهيل المرافق التي دمرتها الميليشيات لاستعادة دورة الحياة الطبيعية، حيث بلغت المساعدات الإماراتية للأشقاء 9,4 مليار درهم خلال عامين ونصف العام، طالت كافة القطاعات اللازمة ليستأنف الشعب اليمني حياته الطبيعية ويكون قادراً على تجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها. لم تبق ميليشيات الحوثي الإيرانية الإرهابية جريمة إلاّ وارتكبتها، ولم تبق تنظيماً إرهابياً إلا وتعاملت معه، ولكنهم في كل مرة «كسابقاتها» لن تجني إلا الخذلان والفشل والانكسار، لأنهم مهما اعتقدوا أنهم قادرون بدمويتهم ومجازرهم ووحشيتهم على مواجهة الحق اليمني وإرادة شعبه الرافض لمخططاتهم.

LEAVE A REPLY