تحليل: “طارق صالح” يرتكز على الجنوب لعودة المؤتمر وتحرير “صنعاء”

308

 

المكلا (المندب نيوز) خاص – تحليل : أسامه بن فائض

 

وسط حشد قبلي تمكن مصورون من التقاط أولى الصور لطارق محمد عبدالله صالح، الذي كان مختفيا عقب مقتل عمه الرئيس علي عبدالله صالح علي يد المليشيات الحوثية في العاصمة اليمنية صنعاء مطلع ديسمبر من العام المنصرم، ولكن ظهروه الأول كان في الجنوب وتحديدا في محافظة شبوة النفطية، حيث ذهبت إلى هناك لتعزية اسرة القيادي المؤتمري البارز عارف الزوكا الذي قتل مع صالح حينها.
لكن السؤال الذي بات يطرح الكثير من المتابعين للشعب اليمن .. لماذا ظهر طارق صالح في شبوة ولم يظهر في مأرب التي قيل انه فر إليها؟
طارق صالح هو “قائد الحرس الخاص” للرئيس اليمني السابق “الراحل “علي عبد الله صالح كان ظهوره الاول في محافظة شبوة جنوبي اليمن عقب اختفائه لفترة وهروبه من قبضة الحوثيين، قيل ان ظهور كان تعزية لأسرة القيادي المؤتمري “عارف الزوكا” والذي قتل على ايدي الحوثيين في صنعاء مع الرئيس صالح.
وتجمع العديد من زعماء وافراد قبائل العوالق بشبوة في استقبال طارق وسط تحليق مكثف لطيران التحالف العربي الذي على ما يبدو قد أمن وصوله إلى بلدة الصعيد التي تم تأمينها من عناصر القاعدة يوم الخميس.
صنعاء العاصمة اليمنية صنعاء التي تستعد لحكومة الشرعية والتحالف العربي لاستعادتها، لا تزال مليشيات الحوثيين تحتلها، وأحكمت تلك المليشيات الموالية لإيران قبضتها على المدينة ومناطق الشمال، تصفية الرئيس صالح، على اثر نشوب خلاف حاد بين حزب المؤتمر الشعبي والمليشيات الحوثية والذي تصاعد بمعارك عنيفة بين الطرفين عقب تحالفهما, واسفرت المعارك عن مقتل رئيس المؤتمر “علي عبدالله صالح” وعدد من قيادات المؤتمر بينهم أبن شبوة “الزوكا” .
ويعد “طارق صالح” من ابرز القيادات الهامة لحزب المؤتمر والذي استطاع الفرار من صنعاء والنجى بروحة بعد خوضه حرب ضد الحوثي بالأخص كونه من “الحرس الخاص” احد ابرز الوحدات العسكرية، وايضاً قد أصيب بجروح بليغة اثر تفجير منزل الرئيس “صالح”. اجبر مليشيا الحوثي قبل أيام من إقامة اجتماع لحزب المؤتمر الشعبي العام تحت تهديد السلاح وذلك لاختيار رئيس جديد للحزب وتم تعيينه، وذلك للتوافق مع سياسة الحوثيين ولكي تتم إدارة حزب المؤتمر بالوجه الذي يخططون له.
ان ظهور طارق في شبوة ربما يفسر ان الرجل يسعى مجدداً لعودة حزب المؤتمر الشعبي العام والتقيد برسائل رئيسه الراحل “صالح”، وذلك بتوافق جنوبي وتشكيل ورقة ضغط أكبر من قبل القوات الجنوبية لعودة موازنة الأطراف في صنعاء لصالح المؤتمر.
بعد تقاعس كبير من القوات الموالية للشرعية من التقدم نحو صنعاء , هناك مساع جديدة وخطط أخرى من المتوقع ان من خلالها استعادة صنعاء وسحبها من تحت سيطرة الحوثيين.
لحظة ارتقاب لعودة المواجهات بشكلٍ اخر في صنعاء والتي تظهر حسب المؤشر ان المعارك سيقودها “طارق صالح” بدعم من التحالف لمواجهة الحوثي وقمعه بشكل اقوى كونه يمثل كابوس الحوثيين “المرعب” حسب وصف عدة وسائل إعلامية. مليشيات الحوثية المستندة قوتها من إيران وكذا وجهها القطري هو الاخر، لاتزال تسعى لتمددها من الاراض الواقعة تحت سيطرتها حسب المخطط الإيراني والفكر الشيعي، من جانبه لايزال حزب المؤتمر يحاول التماسك من صنعاء للحفاظ على الحزب , تزامناً مع استعدادات لمواجهة عسكري تسعى لخطف صنعاء من ايدي الحوثيين.
ويبدو أن طارق اختار الجنوب وتحديدا شبوة التي تمثل ثقل قبلي وعسكري وحزبي لتحشيد الموالين للمؤتمر الشعبي العام في معركة استعادة صنعاء والتي ربما يقودها طارق بتنسيق مباشر مع التحالف العربي وذلك للثأر من قتلة عمه الرئيس السابق.
الجنوب الذي اثبت جدية كبيرة في قتال الانقلابيين بات اليوم ركيزة اساسية في معركة استعادة صنعاء خاصة في اعقاب انقلاب تنظيم الإخوان المقرب من قطر على اتفاقية الرياض التي اتفقت فيها قيادة التحالف العربي مع تنظيم الاصلاح على ضرورة ان يذهب الجميع في الحرب ضد الحوثيين، غير ان الحسابات القطرية كانت لها كلمة الفصل في منع الاخوان من الذهاب صوب صنعاء بدعوى ان التحالف يريد استنزاف التنظيم المتهم بدعم التنظيمات الإرهابية.
فطارق الذي يعول على المؤتمر كتنظيم سياسي في استعادة هيبته والحفاظ على الحزب الاكثير شعبية من التفكك بعد المساعي الحوثية على استنساخه في صنعاء، فطارق يرى ان استعادة صنعاء يعني ترتيب المؤتمر لأوراق وذلك لبدء مرحلة ما بعد صالح والتي يطمح فيها الحزب إلى استعادة حكم اليمن عن طريق نجل صالح “أحمد”.
لكن السؤال الأكثر أهمية “هل الارتكاز على الجنوب في معركة استعادة صنعاء يعني التخلي عن المكاسب الجنوبية التي تحققت؟، وهل مرحلة ما بعد صالح يعني العودة الى ما قبل العام 1994م، والتي شن فيها صالح بالتحالف مع الإخوان الحرب على الجنوب، وهي الحرب التي انهت الوحدة اليمنية.
قد ربما يذهب المؤتمر الشعبي العام الى عقد تحالفات مع الجنوبيين يكون عنوانها دعم المحافظة على مكاسب الجنوبيين، ام ان شعار الوحدة، خاصة في ظل تكاثر اعداء حزب المؤتمر شمالا، والذي اصبح مجرد من كل مصادر القوة في الشمال من القبيلة التي استمالها الحوثيون الى صفهم.
إذن.. الجنوب قد يظل الورقة الرابحة في اعادة صنعاء الى الحضن العربي خاصة وان القوى الشمالية باتت تبحث عن صفقات سياسية مع الحوثيين ولكن دون المؤتمر الذي بات مشتتاً.
الحفاظ على مكاسب الجنوبيين هو الحفاظ على صنعاء ودحر حلفاء ايران وقطر بعيدا عن العاصمة العربية الرابعة التي احتلتها ايران.

LEAVE A REPLY