التصالح والتسامح للماضي والحاضر والمستقبل مقال لـ نائف المزاحمي

205

 

 

 دعت الحاجة في 2006م الدعوة الى التصالح والتسامح من جمعية ابناء ردفان الخيرية م/ عدن لضمان قاعدة صلبة يرتكز عليها الجنوب في حراكة السلمي ضد نظام الإحتلال المهيمن على الجنوب منذ 1994م .

 لكن الملفت للأمر من أن مشروع التصالح والتسامح تجسد بشكل واضح في القاعدة الشعبية الجنوبية ويبدو بأن تأنيب الضمير والشعور بالمسؤولية أمام ما حل بالجنوب من مآسي وهيمنة أسوأ إحتلال عرفة الجنوب لأكثر من 20 عامآ لم تكن كفيلة أن تستوعب تلك النخب الدرس، وتتخلص من تلك الثقافة اللعينة التي شاءت الأقدار أن تجد من يستنسخها ويعيد إنتاجها داخل إطار مسيرة الحراك السلمي منذ بدايتة إلى عشية إعلان الحرب وأجتياح الجنوب كثقافة وسلوك لبعض القيادات في الحراك السلمي وكانت النتيجة تشرذم وتفكك وتشضي الحراك السلمي إلى عدد لا يحصى من المكونات والهيئات .

 لم تكن بشاعة الحرب وجرائم الإحتلال اثناء الإجتياح وحجم الدمار والتضحيات الجسام في الأرواح التي تكللت بتحرير عدن والمناطق الجنوبية وكذلك حالة الفراق مابعد التحرير في ادارة الجنوب ووجود شريك خليجي داعم ومساعد.. كل تلك العوامل لم تكن كفيلة على احداث اصطفاف جنوبي يلتقف الفرصة التاريخية ليتجة صوب تحقيق الأهداف خدمتآ لشعب الجنوب وانتصارآ لقضيتة المصيرية العادلة وكانت النتيجة ماوصل اليه الجنوب ويلتمسة الجميع اليوم .

 ان سلوك وثقافة بعض النخب الجنوبية منذ 1967م الى اليوم قد وضعت سيناريو مشروع التصالح والتسامح ان يدار ويعالج بنفس سيناريو المسلسل المصري ليالي الحلمية الذي أخرجه المخرج المصري المخضرم أسامة انور عكاشة على ثلاثة اجزاء ، بمعنى ان امام  عكاشة الجنوب اليوم ان أراد ان يرتكز على انتزاع الجنوب على قاعدة التصالح والتسامح كقاعدة صلبة وركيزة اساسية عليه ان لا يعتبر مشروع التصالح والتسامح يخص ويعالج  المرحلة من 1967م -2006 م فلواقع الجنوبي وما يواجهة اليوم من إشكاليات  ومعوقات حالت دون حدوث اصطفاف جنوبي معظمها من إنتاج مابعد 2006م هذا يعني بأن مشروع التصالح والتسامح ماقبل 2006 م يمثل جزءا لا يتجزأ مشروع مستمر طالما وجدت أطراف وقوى ورموز تمارس ثقافة الإقصاء وعدم القبول بالآخر ولعل تعدد الهيئات وحالة الإنقسام والتشرذم الذي رافقت الحراك السلمي منذ 2007 م إلى فترة ماقبل الحرب تمثل مرحله ثانية تحتاج إلى تقييم الأخطاء ومعالجتها .كما ان الفترة مابعد الإنتصار ودحر الإحتلال وإدارة الجنوب منذ التحرير إلى الآن لا شك من أن هذة المرحلة حدث فيها مد وجزر و إختلاف وتباعد وإقصاء وتشتت وبالتالي يمكن  لهذه الفترة المحددة ان تمثل مرحلة ثالثة تحتاج إلى تقييم عن مكامن الخلل وكيف يمكن معالجتها تحت قاعدة التصالح والتسامح لضمان حدوث اصطفاف جنوبي عريض لايستثني احد تحت قاعدة ان الجنوب وطن لكل ابنائة وبكل ابنائة.

 

LEAVE A REPLY