حتى لا يكون الجنوب سلة نفايات للشمال مرة أخرى ؟! مقال لـ حسن العجيلي

248

 

تجربتنا القديمة مع الشمال ايام التشطير كانت مريرة وقاسية في التعامل معهم وكنا نستقبل حثالاتهم ممن يسمون انفسهم بالثوار الامميون من الذين كانوا ياتوننا دفعات وعلى مستوى قيادات علياء مخضرمة تعي دورها السياسي والعسكري والامني في التخطيط والتأمر والتنفيذ ثم سلمناهم مقاليد حكم الجنوب بداية من عضوية اللجنة المركزية ونهاية بالمكتب السياسي اعلى سلطة في كيان دولة  الجنوب المفعمة بالوطنية الهوجاء المتطفلة مع سبق الاصرار والترصد علما وللاسف الشديد جميعهم كانوا افواج واطقم مرسلون من مخابرات الشمال الينا لغرض تخريب وتدمير  قوة الجنوب العسكرية الوطنية بحق وحقيقة وان كان انتمائها للحزب الحاكم وكانت تفصل الصراع داخله عندما يحتدم اويتفجر الموقف وبرغم ما تقدمه من تضحيات تلك القوة التي نخروها  الشماليون كالسوس عندما ينخر الخشب ثم صنعوا لها احداث خبيثة على نار هادئة حتى اسقطوها ارضا نعم تحققت لهم ولرموز صنعاء كل امالهم وتطلعاتهم وطموحاتهم واطماعهم الدنيئة في  الجنوب وفي الوقت الذي ساقوا فيه الجنوب الى مستنقع الوحله المشؤومة التي كانت خط سيرهم الجديد لاحتلال المباشر للجنوب .

وقبلها استمر الحال ثم قاموا بتشكيل الجبهة الوطنية التي  كانت معولا من عوامل التدمير في الجنوب وليس في الشمال والتي حصلت على الدعم الجنوبي الكامل اعلاميا وعسكريا وماديا وفتحنا لهم الحدود على مصراعيها لهم ولعناصرهم المنسحبة معهم من صنعاء ومن المحافظات المحاذية لحدود الجنوب تحت مبرر محاربة ومواجهة حالة الاضطهاد  والذل والاستبداد والقهر والاعتقال الذي يلاقونه مواطني  محافظات الوسط في الشمال وكانوا الزيود يتصنعون وسيلة النضال الكاذب في المناطق  الوسطى لليمن وذلك لغرض تحرير ارضهم من عصابات علي عبد الله صالح ورموز حكمه في صنعاء كي يوهمونا مستغلين جهلنا السياسي والعباء في تعاملنا مع الجيران وخاصة المملكة العربية السعودية التي اقفلوا علبنا كل الابواب في مرحلة كنا بحاجتها بينما هم للأسف الشديد الجميع كانوا يعملون معه ومع اجهزة  مخابراته الامن القومي والامن الداخلي  ومعظمهم من القيادات  العسكرية ذات الرتب الرفيعة في الجيش اليمني والسياسيون المخضرمون مثل جار الله عمر والشامي وعشيش وغيرهم  والجنود والضباط المدربون تدريبا عاليا وكثيرون منهم حيث كانوا يتسللون عبر الحدود الجنوبية لغرض لطلب لقمة العيش بينما اغراضهم ابعد من ذلك ؟؟؟. لقد اثبتنا فشلنا واغفلنا يقضتنا ونسينا قضيتنا ودفينا اخر مسمار في نعش ثورتنا  وطورنا تطفلنا وقفزنا فوق الواقع لاننا كنا لا نملك ذرة من الفهم او الادراك السياسي او الاستشعار بمكامن المسئولية وخطوط الخطر التي كانت تلف من حولنا ومعرفة ما كانوا هولاء يخططون له فعلا لقد ساقوا كل القوى الجنوبية  اولا الى اتون الصراعات الجانبية ليتم تفريقهم  وشتات عصبتهم ثم سعوا الى تقسيم صفوفهم وضرب وحدتهم من داخلهم وهذا كان اهم عنصر في خططهم وسياستهم الجهنمية ومن ثم اوصلوا ما تبقى من القيادات الجنوبية الى حالة اليأس والاحباط واقنعوهم بان الشمال بدون قيادة وانتم المرغوبون عند الشعب الشمالي عن بكرة ابيه وكانت اخر دهفة الى الهاوية السحيقة والامر الاخير  الذي دفعهم تسليم الامانة الجنوب وشعبة وهويته وثروته الزراعية والسمكية والنفطية الى عصابات الفيد والنهب  المنظم بسلاسة وشفافية مطلقة واندماجية مخدرة بافيون السياسية السمجة وانتهت المسرحية بهروب البطل ومحاكمة اثاره بعد حرب شعواء شنوها كانت اخربة ضربة قوية تتوجه الى الجنوب في 1994 . لكن على عبدالله صالح وحزب الاصلاح رغم ما قدموه لهم العملاء الامميون العملاء باخلاص كان قتلهم في عقر دارهم والتخلص منهم جميعا يعتبر  دفنا للاسرار ثم اسموهم بشهداء مراحل الصراع الغابرة  التي اوصلتهم الى مقبرة خزيمة في العاصمة صنعاء الواحد تلو الاخر .

اليوم يتكرر المشهد وبنفس الاسلوب بل ارقى شوية من سابقة حيث اوجدوا الوية كاملة وشاملة وتحت مسميات شرعية تتواجد على ارض الجنوب بينما مشروع التوازن والتقاسم للسلطة في هيئتها ونسختها المكررة وان كانت الظروف تختلف تماما عن سابقتها الا انهم اوجدوا قاعدة لهم على ارض الجنوب ينطلقون من خلالها بالضغط السياسي او العسكري وبشعروا الطرف الاخر اننا موجودين وحتى اللحظة لازالت الامور تعيش غموض يكتنف الحالة على ارض الجنوب ولن يغفلوا اطلاقا عن اسقاط الجنوب مهما كلفهم من تضحيات او تسليم الوسط اليمني الشمالي  اي قوى اخرى يمكن ان تقبت علاقات مع الجنوب مستقبلا الا يكفي هذا ياقادة الجنوب النائمون في فنادق الرياض وساكني الفلل والقصور في ارض الكنانة ومدينة الضباب اخشوا عاى انفسكم ومارسوا حقكم السياسي بعقلانية وعودوا الى جادة العقل والمنطق ودفنوا خلافاتكم القديمة الدفينة في بحر حقات وعودوا الى ارض الجنوب لتخوضوا مخاض الصراع بجدارة وبلاش اساليب الرهنات الخاسرة وحتى لايعود الجنوب مرة اخرى الى باب اليمن او سلة نفايات للشمال وقواه المتعصبة .

 

 

LEAVE A REPLY