تقرير خاص: حقائق مخفية .. رحلة القطار الأفريقي في اليمن إلى المجهول

961

 

تزداد الهجرة من القرن الأفريقي يوماً بعد يوم في رحلة شاقة ومتعبة جداً اسميناها رحلة (القطار الأفريقي) الذي يمر بعدداً من الدول ابتداءً من دول القرن الأفريقي (إثيوبيا والصومال مروراً باليمن وصولاً الى دول الخليج والى دول أخرى في حالة توفرت الإمكانيات) وخلال هذه الرحلة الشاقة يتعرض المهاجرين للانتهاكات الإنسانية في ظل غيات المنظمات الخارجية والمحلية التي ترصد الانتهاكات بحقوق الانسان وخاصتاً الأطفال والنساء وتقديم التغذية اللازمة والملابس التي تقيّهم البرد والحر، وها نحن سنسلط الضوء عن معاناة المهاجرين على عدة مراحل في هذا التقرير المفتوح.

 

المكلا (المندب نيوز) خاص – تقرير: يسلم الحفشاء

 

تبدأ معاناة رحلة المهاجرين من دول القرن الأفريقي وخاصتاً إثيوبيا وذلك بسبب شح المال والأعمال من جانب والقيود والقوانين المفروضة من الحكومة الإثيوبية من جانب آخر، ويبرز كذلك دور الأفراد والجماعات والمكاتب التي تعمل هناك كوسائل ترويجية للعمل في دول الخليج حيث يصوروا للمهاجر أنه سوف يلاقي العيش الرغيد والسكن في فنادق 4 نجوم وما إلى ذلك من أكاذيب ومغالطات تهدف للزج بهم في عملية الإتجار بالبشر ويعطونهم أسماء اُناس مهربين على أساس أنهم سيقومون بإستقبالهم وتهيأت لهم كل ما يطلبونه.

 

بعدها يسلمونهم للمهربين من إثيوبيا إلى الصومال أو جيبوتي عبر شاحنات نقل رديئة ويحملونهم بشكل لا إنساني وخلال هذه الرحلة يتعرض كثير من النساء والأطفال للإغتصاب الجنسي والإستغلال المنزلي.

 

بعد وصولهم للصومال يتوجهون إلى سواحل بيصاصو فمن لدية المال ينقل عبر قوارب المهربين إلى السواحل اليمنية عبر البحر العربي ويتعرضون خلال هذه الرحلة الشاقة للضرب والإستغلال الجنسي والجوع والإهانة والأمراض بسبب الزحام الكبير في القارب حيث يصل عدد حمولة القارب الواحد من 130 إلى 200 مهاجر ويجلسون بطريقة لا إنسانية وتمنع عليهم الحركة نهائياً ويجلسون بشكل مقيد لمدة تتراوح بين 18 ساعة إلى 72 ساعة.

 

في الجانب الآخر تتحرك قوارب من جيبوتي إلى الاراضي اليمنية عبر البحر الأحمر ولكن هنا الوقت يكون أقل بكثير من المسار الأول ويصلون إلى خور عميرة والمناطق المجاورة لها في محافظة لحج على الأرضي اليمنية , وبعد وصولهم للأراضي اليمنية يتعرضون للجوع والمرض والبرد القارس وإضطهاد المهربين وبعض الجنود ويكونوا بحاجة ماسة للغذاء والدواء والملابس والحماية الإنسانية.

 

خلال مرورهم بالخط الدولي الرابط بين سواحل محافظة شبوة إلى مأرب يتعرضون لأنواع متعددة من الإضطهاد والنهب والضرب والاعتداءات الجنسية للنساء والأطفال وقد يموت بعضهم نتيجة العنف والبعض الآخر نتيجة إرتطام السيارات بهم أثناء مشيهم سيراً على الأقدام بجانب الخط الإسفلتي والبعض الآخر يستغلهم المهربين بإسلوب لا إنساني ويحتجزونهم بأحواش في عتق ولا يطلقون سراحهم حتى يتم تحويل مبالغ مالية تحتسب للأكل والنقل والعلاج كلاً على حسب عدد أيام الإحتجاز وتصل المبالغ الى 7500 ريال سعودي ومن ثم يتم نقلهم لمنطقة (الحصون) في مأرب وهناك يتم حجزهم مرة أخرى أو يخرجون للعمل في مزارع بمبالغ زهيدة وإستغلال لحاجتهم ومن ثم يتم نقلهم للأراضي السعودية والجدير بالذكر إنه خلال عملية إحتجازهم – في كل من الأماكن التي تم ذكرها آنفاً- يتم إستغلال النساء والأطفال إستغلالاً جنسياً شنيعاً.

 

وهناك في الأراضي السعودية تكرر نفس عمليات الاتجار بالبشر ويتم توزيع النساء على مكاتب بيع الخادمات وبأسعار زهيدة واستغلال لكل إنسانية المهاجرات لكونهم دخلوا بطريقة غير نظامية ويتم تهديدهم بإستمرار وضربهم وإغتصابهم…إلخ

 

حوادث من القطار الأفريقي :

 

عند التقاء “المندب نيوز” بالمهاجرين الأفارقة في سواحل مديرية رضوم بمحافظة شبوة، جلسنا مع بعض المهاجرين من الجنسيات الإثيوبية والصومالية ويحدثوننا عن هجرتهم من بلدانهم عبر العديد من المحطات الشاقة حتى وصولهم الى سواحل بلادنا ومن ثم يتابعون السير والمضي قدماً نحو دول الخليج عبر عدداً من محافظات البلاد،

وخلال لقائنا بهم سردوا علينا الحوادث التي تحصل لهم خلال رحلتهم الى الأراضي اليمنية ويعانوه من انتهاكات إنسانية .

 

نموذج من الذين التقيناهم:

 

سعدية بنت إثيوبية عمرها لا يتجاوز الثامنة عشر وصلت للأراضي الصومالية إلى صديق زوج أختها وباتت الليلة عنده وفي الليل وهي في نوم عميق بسبب التعب والإرهاق الشديد الذي مر عليها خلال هجرتها من إثيوبيا إلى الصومال براً هجم عليها صديق أخو زوجها الذي كانت تنشد الأمان في بيتة هو وأربعة ذئاب بشرية في منتصف الليل وإغتصبوها جميعهم وقطعوا حلمات ثدييها بسبب عضهم وعنفهم الجنسي وتركوها مرمية بعدما أخذوا اعز ماتملك، إلتقينا بها بعد 5أيام من الحادثة ولا زالت أعراض العنف عليها وجروح ثدييها ينزفون وملتهبين بشكل كبير جداً.

 

 

هي الأخرى .. حياة او HIUT باللغة الأمهرية طفلة عمرها 17 سنة تروي قصتها بحرقة شديدة وتقول إغتصبني 16 حيوان بشري خلال رحلتي من إثيوبيا إلى اليمن فقط.

 

ومن النساء اللآتي تعرضن للانتهاك:

 

ذهبة بنت من الطائفة الأرومية المسلمة لم يتجاوز عمرها الثامنة عشر أغتصبها المهربين على القارب وهي في طريقها من الصومال إلى اليمن وأمام زوجها الذي حاول منعهم ولكنهم رموه في البحر وأخوها سلطان الذي ضربوه ضرباً مبرحاً ادى إلى كسر ذراعه الأيمن وأمام كل من على متن القارب

 

واخيراً مع الطفل فؤاد البالغ من العمر 16 سنة اُستغل للعمل في مطعم في منطقة بئر علي لمدة عام ونصف براتب 15000 ريال يمني وتحت الضرب والتهديد اليومي والعنف الجسدي ومرض ذات مرة وتركة رب العمل بدون علاج حتى شارف على الموت وبعدما شفي وطالب براتبة حق سنة كاملة ولكن رب العمل ظل يماطله ويماطله حتى اضطر به الحال لترك العمل والسفر بحثاً عن سبيل رزق آخر.

LEAVE A REPLY