تصريحات مارم.. أسباب ونتائج مقال لـ ميرا السلامي

243

 

يبدو ان تداعيات تصريحات السفير اليمني في القاهرة لن تتوقف عند حد تسجيل موقف دبلوماسي للحكومة اليمنية من دولة عربية شقيقة مشاركة في التحالف العربي لاعادة الشرعية، وهي ذات الشرعية التي اعتبرت ثورة الشعب المصري على حكم الاخوان انقلابا على لسان السفير اليمني في القاهرة محمد مارم.

يدرك السفير مارم ماقاله ومايرمي اليه وقد يبدو موقفا مثيرا للاستغراب خصوصا وان مارم ادلى بهذا الموقف وهو متواجد في العاصمة المصرية، غير ان الامر له ابعاد اخرى اذا ما أخذنا بعين الاعتبار سيطرة الاخوان المسلمين وهيمنتهم شبه الكاملة على مفاصل الحكومة والرئاسة اليمنية، وهو مايجعل المسؤولين يحاولون التقرب بكل السبل للقيادة الاخوانية من خلال تسجيل مواقف مؤيدة لجماعة الاخوان طمعا في مناصب اكبر لا تاتي الا برضا تام من حزب الاصلاح الذراع الاخواني المهيمن على قرارات الشرعية.

يعلم محمد مارم عواقب حديثه وتصريحاته وانه قد يعتبر خلال الساعات القادمة شخصا غير مرغوب فيه في ارض الكنانة، لكنه يعلم ايضا ان تصريحه قد اثلج صدر عبدالله العليمي وعلي محسن ومرشدي الاخوان.

سيخسر منصبه كسفير لكنه سيعين وزيرا او امينا عاما لرئاسة الجمهورية .

تعلم مارم من درس سابق حين فقد منصبه كمدير لمكتب الرئيس ان صلة القرابة تأتي بنقاط أقل من النقاط التي تجلبها القرابة من الدائرة الاخوانية، غير انه تعلم الدرس بعد ان فقد المنصب حين ارادت جماعة الاخوان الانقلاب على الانتصار الجنوبي والهيمنة او لنقل اتمام السيطرة على الرئاسة فجاءت بالتلميذ النجيب لحسن البنا وسيد قطب والزنداني سليل المعاهد العلمية الاخوانية عبدالله العليمي ليحل محل مارم.

درس جعل مارم يسابق على اضافة نقاط اخوانية الى نقاط القرابة علها تعود به الى زمن الرغد والرفاه الذي عرف طعمه قبل سنين وفقد بعضه بسبب عدم حفظه لتعليمات سيد قطب، التي يبدو الان انه قد اتمم حفظها جيدا وهاهو يقدم اوراق اعتماده لدى قيادة الجماعة من خلال استهداف القيادة المصرية التي انقذت اكبر دولة عربية من براثن الاخوان قبل خمسة اعوام

اجزم ان مارم يبتسم الان وهو يتامل شاشة جواله وينتظر اتصالا من قيادة الجماعة يطمئنه ان لاتثريب عليك لقد اثبتت اخوانيتك وتستحق منصبا اكبر .

الضحية الوحيدة هنا هو المريض والمقيم والاجىء اليمني في ارض الكنانة والذي ستنعكس عليه تداعيات مطامع مارم في كل الاحوال.

بالنسبة للحكومة كمؤسسة – وهي ليست مؤسسة بالطبع – فهي كالاطرش في الزفة، وهي التي اجزم انها لاتعرف شيئا عن جبهات القتال

 وجل تركيزها على شحنات المليارات المطبوعة وتوطيد الفساد وهيمنة هواميره.

LEAVE A REPLY