لا أحد منا معاشر أمة الإسلام يجهل معنى الاية الكريمة الاتية وأسباب نزولها وقصتها كما وردت في القرآن الكريم ، في سورة التوبة حيث يقول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).
توجهت قبيل ظهر اليوم الثلاثاء 25 اكتوبر الى منطقة بور للوقوف على شكوى من بعض المواطنين في وجود عدد من المساجد التي اصبحت تكتض بها منطقة بور (كنموذج من مناطق صارت فيها بناء المساجد مجرد بؤرة للصراع والتفرقة بدلا من جمع قلوب الناس) وكذا اثر طلبات تقدم بها البعض من المنطقة المذكورة لبناء مساجد جديدة .
اخذت معي مدير قسم المساجد بمكتب الاوقاف وتوجهت برفقة احد الزملاء كونه من ابناء المنطقة كدليل لي في تلك الزيارة .
في البدء وقفت على الطلب المقدم من اهل المنطقة ووقفنا على المكان المراد به بناء المساجد وهناك توقيع من بعض الاهالي وكذا من عاقل المنطقة لحاجة المنطقة لبناء ذلك المسجد !!
وبالوقوف على الواقع رايت بجواره جامع الخطاب معمور بالمصلين ولا يبعد عن مكان المسجد المراد بناؤه سوى خمس دقايق مشيا بالقدم كما توضحه الصورة المرفقة والفيديو الذي سيعقب المنشور ان تيسر تحميله ..
وفي الجهة الاخرى مسجد يبعد عشر دقائق مشيا بالقدم علاوة على مسجد ثالث من جهة ثالثة ..
واصلت السير الى المناطق المجاورة في بور واطلعت على العجب العجاب من عبث واضح في بناء مساجد يقترب بعضها من بعض وليتها تبنى على صفاء قلب وجمع كلمة إنما العكس تماما حسب ما سمعته من شهادات العقلاء الذين لقيتهم في حوالي ثمانية مساجد اثناء جولتي هذه بل واقيمت المضاربة والعراك في بعضها الاخر .
علما ان معظم المساجد الثمانية التي وقفت عليها بنيت عشوائية ودون ترخيص من الجهات المناط بها هذا الامر .. وما احزنني ان معظم هذه المساجد توقفت فيها عملية البناء دون اكمال المبنى وكأن القصد فقط مجرد حجز مكان حتى لا يسبقني الاخر.
آلمني ذلك جدا وتوجهت الى بيت عاقل المنطقة الاستاذ خالد جعفر باجري لأساله عن عبثية هذا الامر اللا معقول .. فوجدته شاكيا وباكيا من حال قوم يتسابقون الى بناء المساجد حتى وصفها بقوله كادت المساجد ان تزيد على عدد سكان هذه المنطقة ..
“يا وكلاء اهل الخير او من اؤتمنوا على اموال اهل الخير .. لا ينحصر الخير في بناء المساجد فحسب فهناك مواطن للخير ابحثوا عنها.. وهناك ارواح لا تجد طعمة أو لقمة أو مشفى او دواء وهناك وهناك .. وسبق العام الماضي ان كتبت مقالا بعنوان (تريم الغناء ليست بحاجة الى كثرة مساجد يا وكلاء اهل الخير) والايام اليوم تعيد نفسها هنا .
فان كان ولابد مسجد فابحثوا عن اماكن نائية بحاجة ماسة الى مسجد ..
رسولنا القدوة هدم مسجد الضرار لأنه كان محلا للفتنة والتفرقة .. وما اشبه الحال اليوم بمسجد الضرار .
(فاتقوا الله يا اولوا الالباب) وتراحموا.
بقلم/ مراد رمضان صبيح
مدير عام مكتب الاوقاف والارشاد
حضرموت الوادي والصحراء
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
وإن كان الرد متأخرا لأني لم أرى المقال إلا الأن .. ومن وجهة نظري أرى أن تقوم إدارة مكتب الأوقاف والإرشاد بإرسال الخطباء والوعظاء الموثوق بهم للمساجد بين الحين والآخر لتوعية الناس من مخاطر الإختلافات التي تؤدي للتفرقة وخلق نزاعات لا أساس لها وما إلى ذلك من المشاكل الإجتماعية التى نراها ليست في منطقة بور فقط .. وهذا ناتج عن أن معضم القائمين على تلك المساجد أئمة وخلاف ذلك ليسوا من خريجي الشرعية وليسوا بذلك القدر من التعليم الذي يمكنهم من تجاوز تلك الإختلافات وكسبها لجمع الناس والتشدد من البعض وفرض الرأي وإن كان خاطئا .. وهذا ما أكتسبة البعض من أن عين الأوقاف بعيدة عن مراقبة ومتابعة تلك المساجد باستمرار وأن العلاقة بين الأوقاف والقائمين على المساجد شبه معدومة إلا من بعض الأمور المحصورة في أنها مجرد إجراءات ..
المسئولية مشتركة والمشكلة كبيرة حيث أنها تتعلق بأمور دينية وعلى الجميع التنبؤ بها ودرك مخاطرها ..
يقول الرسول صل الله عليه وسلم ((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تظلوا بعدي أبدى . كتاب الله وسنتي )) .. ومن أبرز المشاكل أن البعض يفسر الآيات والأحاديث وهو ليس أهلا لذلك دون الرجوع للعلماء وأخذ الفتوى منهم وإن كان البعض منها أي الآيات والاحاديت لها أكثر من تفسير وكلها صحيحة ولكن الرسول صل الله عليه وسلم كان يأخذ الأيسر منها ..
الدين المعاملة