انتقام طفل مقال لـ مريم الداحمة

208

 

 

في يوم من الايام كان هناك طفل يدعى ( أيهم ) وكان يقال عنه انه ذو خلق عظيم برغم صغر سنه ، أيهم ذو العينين العسليتين البريئتين يحذو بذكاء فائق يبهر كل من جالسه ولكن ما هيا مشكلة ذلك الطفل ؟

لسوء حظه أن عائلته فقيرة أبوه يعمل حمالاً وكل ما يكسبه من مال يذخره في قوتهم اليومي …

أيهم ينهض كل صباح باكراً و قبل طلاب مدرسته أتعلمون لماذا ينهض باكراً ؟

لأن مدرسته تبعد كثيراً عن منزلهم وليس لديهم قدرة لأركابه في حافلة كغيره من الأطفال ، كون الحافلة تحتاج مبلغاً من المال شهرياً وابوه لا يقدر على دفعه .

فشغف أيهم وحبه للدراسة يجعله لا يكل أو يمل ففي طريق ذهابه وعودته من المدرسة يتأمل الطريق جيداً وكل يوم يكتشف طريقا آخر ولكنه إذا تأخر عن دوام المدرسة قليلاً لا يرحمه المدرسون بل يوبخونه توبيخاً قاسياً أمام الطلبة ، وذات يوم أحس بوعكة صحية ولكنه لم يظهر أي تعابير عليه من أجل لا يمنعه والديه من ذهابه الى المدرسة كونه لديهم امتحان مهماً فذهب الى المدرسة كعادته ولكن خطواته كانت بطيئة فقدماه لم تسمح له بالمشي مسرعاً كعادته كونه متعباً

فوصل متأخراً إلى المدرسة وكان الطلبة قد دخلوا قاعة الامتحان وبدأوا الامتحان وها هو يقرع باب الفصل ودقات قلبه تتسارع من الخوف ، المدرس يفتح الباب وينظر إلى أيهم بغضب شديد يسمح له بالدخول ولكن ليس من أجل جلوسه بل من أجل توبيخه وضربه وشتمه أمام زملائه ، فتعالت أصوات الضحك والاستهزاء بأيهم ، فكل ما ارتفعت أصوات الضحك زاد المدرس بجلد وشتم أيهم حتى كاد يغمى عليه ومن ثم طرد المدرس أيهم من الفصل .

أيهم أخذ حقيبته بيأس وخجل شديدين والدمع يذرف من عينيه ونظر نظرة اخيرة إلى المدرس والطلبة والمدرسة بغضب ومن ثم انصرف ، وفي تلك اللحظة تحولت براءة أيهم إلى حقد ، فذهب الى كوخ داخل جبل فصرخ عالياً فكان يتردد صدى صرخاته مراراً وتكراراً وها هو يقوم بتمزيق حقيبته واحراقها بكل ما فيها وقد كره شيئاً اسمه دراسة ومدرسة وطلبة كرهاً شديداً .

فمرت الأيام والسنون وهو بعيداً عن أعين الناس ومختبئ داخل ذلك الكوخ تحول أيهم الطفل البري إلى ايهم العدو الشرير

فظهر وجاليته لم يظهر لم يعرفه أحد من أهالي قريته عندما ظهر لأنها مرت سنون على اختفائه ، وتغير شكله تغييراً كاملاً فقد شب وصار لديه ذقناً طويلاً وظهر بهيئة شيخ ومؤذن جامع وكأن كل ليلة يقوم بعمل حلقة تعليمية للشباب المراهق ويقدم الجوائز حتى حظي بحب الجميع وكان كلامه يستمع وينفذ فقد وثق فيه أهالي الشباب وسمحوا له بأخذ أبنائهم رحلات ومشاوير

ها هو وصل لما يريد ، الآن سيبدأ بخطته اللعينة وهي دعاء الشباب إلى الجهاد جميع الشباب استجاب إليه ماعدا قله قليلة لم يستجيبوا .

أخذ الشباب إلى الجبل فكان يقوم بتدريبهم يومياً على السلاح وبكل سرية تامة

بدأ بتسليح الشباب واغوائهم وتغيير أفكارهم فكان شعاره : ( لا للعلم ونعم للجهاد ) فبدأوا بنشر الفساد في القرية وتخويف الأهالي والأطفال بالسلاح ، فطلبوا من المدير إغلاق المدرسة لأنها تلهي الطلاب عن دينهم وكلاماً لا يدخل العقل ولكن المدير لم يستجب ، فبدأوا  إرسال التهديدات يوماً تلو الآخر من أجل إغلاق المدرسة فلم يبالي المدير لكلامهم .

وفي ذات صباح ذهب الطلبة إلى المدرسة وكانوا في طابورهم الصباحي مثل كل يوم ، ولكن المدير لم يلق ورقة تهديد فادرك أنهم قد ملو ولم يقوموا بتهديدهم ثانية مالم يعلمه أنهم قاموا بزرع عبوة ناسفة وسط ساحة المدرسة ، و فجأة ! إذا بصوت يهز القرية ، ما هذا ؟

صوت افزع الجميع من أين ذلك الصوت ؟

هرع الجميع إلى ناحية الصوت انه من المدرسة  أهالي الطلبة تتسارع دقات قلوبهم ومن اغمى عليه وكلاً في حالة رعب شديد عندما وصلوا إلى المدرسة اذا بالطلبة والمدرسين في نوبة من الخوف وجميعهم بخير لم يحدث لأحد شئ لأن ما قاموا بزرعه هيا قنبلة صوتية وليس عبوة ناسفة .

الجميع أخذ أولاده من المدرسة خائفين مسرعين هاربين وكلاً إلى منزله ، وأغلقت المدرسة ومن ثم جعلها أيهم العدو الشرير معسكرات لتجنيد الأطفال 

ملاحظه :

( لا تزرع شراً ازرع خيراً لأن كل ما تزرعه ستجنيه )

فابسط الأمور التي لا نلاحظها او نهتم بها ربما تحوذ علينا في يوم من الأيام .

فحكاية أيهم ليست واقعيه وإنما من نسج الخيال .. فتأليف هذه الحكاية لتكن عبرة لمن اعتبر

 

 

LEAVE A REPLY