سيئون (المندب نيوز) خاص 

في زيارة تفقدية مغرب يومنا هذا الأحد 29 محرم 1438هـ الموافق 30أكتوبر 2016م وضمن توجهه في النهوض وتفعيل دور مكتب الأوقاف والإرشاد في أرض الواقع وتحقيق الأهداف المرجوة خصوصاً فيما يتعلق بالوعظ والإرشاد وما يندرج تحته من أقسام وسبل النهوض به بدأ مدير عام مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بحضرموت الوادي والصحراء الأخ/ مراد رمضان صبيح أولى نزولاته الميدانية لتفقّد حلقات التعليم بالمساجد وأماكن التعليم وبرفقته مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمديرية سيئون الأخ هشام خميس الحارثي حيث دُشن هذا النشاط الميداني بزيارة لحلقات مسجد الصفاء بمدينة سيئون وكان في استقبالهما المشرف العام على حلقات مسجد الصفاء الأستاذ الداعية/ خالد المساوى والأستاذ/ أحمد محسن الحبشي ومجموعة من الهيئة الإدارية بالمسجد .

أعطى الأستاذ خالد المساوى والأستاذ أحمد الحبشي لمدير عام الأوقاف والإرشاد ومرافقه نبذة تعريفية عن الحلقات والمنهج والأنظمة العامة التي تتبعها إدارة المسجد في سير عمل الحلقات مشيرين إلى أنه يتم استقبال الطلاب الجدد بداية كل عام هجري وتكون فيما بين المغرب إلى بعد العشاء وتستوعب الحلقات الفئات العمرية من سن السادسة إلى مرحلة الجامعة وما بعدها من كافة فئات المجتمع ويأتي الطلاب قاصدين هذه الحلقات من مناطق متعددة من حارات مدينة سيئون بما في ذلك المناطق البعيدة حيث يتم ترتيب المواصلات والباصات لنقل معظمهم، وبلغ عدد الطلاب الملتحقين بهذه الحلقات (470) طالباً ما بين المرحلة الجامعية والثانوية والأساسية .

كما أنه بعد أذان العشاء يتم جمع الطلاب في القاعة العامة ويقرؤون أذكار المساء والأدعية الواردة، وبعدها تعطى لهم كلمة توجيه من المشرف العام هي لبُّ ومقصد ما تريد الإدارة إيصاله إلى الطلاب خصوصاً ما يتعلق بالسلوك والأخلاق، وكذا تهتم إدارة الحلقات بالأنشطة الثقافية والرياضية والإنشادية وصقل مواهب الطلاب عبر الجلسات الأدبية والمساهمات الشعرية والنزولات الاستطلاعية الميدانية، وكذا الاعتناء بالجانب المدرسي من خلال عقد دروس التقوية بالمسجد بحيث يجد الطلاب وسط هذه البيئة الإيمانية جميع رغباتهم مع زملائهم في هذه الحلقات دون حاجة إلى الاختلاط بآخرين يفسدون عليه مبدأ هذه التربية التي يتلقاها في المسجد.

الأمر الذي جعل من هذه الحلقات انموذجاً راقياً من نماذج طيبة وقليلة في مساجد وادي حضرموت والذي يجمع بين تلقي العلم والآداب النبوية ومكارم الأخلاق وحُسن التعامل والتطبيق لما يُؤخذ في مثل هذه الحلقات .

بدوره مدير عام الأوقاف والإرشاد الأخ/ مراد صبيح أبدى انطباعاً طيباً من خلال جولته على حلقات هذا المسجد وأعجب بسير المنظومة التعليمية وما شهده من جميل الأخلاق والآداب وشغف التلقي في الطلاب ونال إعجابه حتى في آلية ترتيب الدرجات والأحدية بشكل منتظم وجانب فنية عددية تحتضنها تلك الحلقات مما يعكس أهمية ما يُؤخذ وأهمية تطبيقه في ميدان الحياة بحيث يتربى الطالب في جميع يومه على مبدأ جماليات الإسلام .

كما أشار في كلمته للطلاب إلى حسن اغتنام هذا الوقت وهذا العمر في الأخذ والاستفادة من هذه الدروس وهذه الأنشطة خصوصاً وأن الزمان أصبح اليوم في غاية التعقيد وقلّ فيه الحرص والرغبة في العلم الشرعي الذي هو نجاح حقيقي وبابٌ للفتح وحسن إدارة المستقبل عندما يُبنى الجيل على شيء من مخافة الله ومعرفة أحكام شرع الله مع مكارم الأخلاق التي فُقد الكثير منها في وقعنا اليوم وأصبح عالَـمُنا اليوم متخبطٌ ومتصارع لفقْد شيء أسمه تربية وأخلاق وحسن المعاملة المشار إليها في حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله (الدين المعاملة) وهو ما أثلج القلوب أثناء زيارته لهذا الموطن التعليمي معرباً عن عمق شكره وتقديره لمن يبذلون أوقاتهم في متابعة الطلاب والصبر على تربيتهم وإيصال نور العلم إليهم.

كما أشار مدير مكتب الأوقاف بمديرية سيئون الأخ/ هشام الحارثي إلى شكره لإدارة الحلقات لحسن الاستقبال وحسن الضبط لسير الحلقات وأن مكتب الأوقاف يهمه النهوض بوضع حلقات التعليم وتربية النشء لما فيها صلاح أمر الدنيا والآخرة مشددا إلى أهمية قيام الآباء بتربية الأبناء وحثهم على حضور حلقات التعليم ومتابعتهم والتحلي بفضائل الأخلاق ودعاء للجميع بالتوفيق والقبول .  

الجدير بالذكر أن حلقات مسجد الصفاء بسيئون تأسست في عام 1424هـ والإقبال عليها مشهود من عامٍ إلى آخر ومستمرة في تقديم مخرجاتٍ طيبة من الطلاب المتفوقين في مدارسهم وجامعاتهم والذين أصبح اليوم يُعتمد عليهم في التدريس وهو أمرٌ إيجابي تفادى القائمون على هذه الحلقات من النقص في المدرسين الذي تعاني منه معظم حلقات التعليم خصوصاً وأن مهمة التدريس في مثل هذه الحلقات غالباً ما تكون تطوعية دون انتظار جزاءً أو شكورا من أحد سوى ابتغاء الأجر من الله عز وجل وتنشئة الأجيال وحفظ أوقاتهم بما يعود على الجميع بالنفع والحفظ والأجر خصوصاً في زمن كثُرت فيه المغريات والتقنيات والملهيات وضعف دور الأباء في تربية الأبناء وحثهم ومتابعتهم في تحصيل العلم الشرعي والآداب النبوية مما كان لمثل هذه الحلقات درعٌ حصين للناشئة الملازمين فيها وحفظاً لهم من فتن الزمان ومغرياته.

تقرير/ القسم الإعلامي بمكتب الأوقاف والإرشاد بحضرموت الوادي والصحراء.

LEAVE A REPLY