“مصائد الموت” أشباح حوثية بطريق اليمنيين.. والقوات الإماراتية بالمرصاد

553

 

المكلا (المندب نيوز) متابعات 

مأساة حقيقية خلفتها مليشيا الحوثي الإيرانية – الوكيل الحصري لقوى الهيمنة في المنطقة – على كاهل أبناء اليمن.. تمثلت في ألغام وعبوات ناسفة تمت زراعتها عشوائيا وكأنها “مصائد موت”.

 لم ترحم “مصائد الموت” الحوثية النساء أو الرجال أو براءة الأطفال مخلفة وراءها أكثر من 10 آلاف معاق في دلالة واضحة على بشاعة المخطط الانقلابي الحوثي.

في المقابل، تصدى أبطال الفرق الهندسية التابعة للقوات المسلحة الإماراتية ببسالة لنزع هذه الألغام، ونجحت في نزع وتفجير أكثر من 20 ألف لغم وعبوة ناسفة خلال الأشهر الـ 8 الماضية من مختلف مناطق جبهة الساحل الغربي، إضافة إلى تدريب 65 يمنيا متطوعا مع المقاومة على نزعها.

ولم يكن مفاجئا أن 90 في المائة من الألغام التي تم نزعها أو تفجيرها إيرانية الصنع ومقلدة من لغم روسي ” TM57″ فيما تشبه العبوات الناسفة لغم “كليمر”.

  ورصدت وكالة أنباء الإمارات – عبر رحلة ميدانية استغرقت أكثر من 3 أشهر – مشاهد من عمليات نزع الألغام التي يقوم بها رجال الفرق الهندسية في القوات المسلحة الإماراتية؛ موثقة بالصور وشهادات حية من عوائل يمنية خاصة في الساحل الغربي لليمن.. إضافة إلى مشاهد مأساوية لأطفال وشباب وشيوخ تعرضوا لأبشع أنواع الخسة والغدر الحوثي.

  بداية .. قال خبير ألغام يعمل ضمن الفرق الهندسية التابعة للقوات المسلحة الإماراتية – إن الفرق الهندسية نزعت وفجرت أكثر من 20 ألف لغم وعبوة ناسفة خلال الأشهر الـ8 الماضية، وحتى فبراير الماضي من مختلف مناطق جبهة الساحل الغربي كما تم مؤخرا تدريب 65 يمنيا متطوعا على تطهير الألغام وجميعهم يعملون مع المقاومة.

  وأضاف أن عملية نزع الألغام الحوثية وتفجيرها تتم في مناطق آمنة وفق أفضل الممارسات العالمية في هذا الصدد.

قوات التحالف في اليمن

 وتابع :”لاحظنا أن الحوثيين تعمدوا زرع الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي في الطرقات والمزارع والمناطق السكنية دون مراعاة للمدنيين.. ما يؤكد أنهم يستهدفون قتل أكبر عدد من اليمنيين”.. معربا عن أسفه لإعاقات لحقت بشباب وأطفال العديد من العوائل اليمنية والذين تعرضوا لبتر أيديهم وأقدامهم .. فيما فقدت أسر ذويها نتيجة هذه الألغام والعبوات الناسفة.

  وأشار الخبير إلى التنوع الذي تنتهجه المليشا الحوثية الإيرانية في عمليات زرع الألغام.. فمنها ما هو على شكل صخور يتم زرعها في المناطق الجبلية، ومنها ما هو على شكل كتل رملية وأغلبها إيرانية الصنع.. إضافة إلى ألغام ضد الدبابات وأخرى ضد الأفراد وعبوات محلية الصنع .. علاوة على الأشراك الخداعية التي يتم زرعها بخبث شديد والتي تم نزع نسبة كبيرة منها.. ناهيك عن الألغام البحرية.

  وقال المهندس جمعة عبدالله المزروعي، رئيس فريق الهلال الأحمر في عدن، إن تكفل الإمارات بعلاج الجرحى اليمنيين يأتي في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه للأشقاء للتخفيف من معاناتهم والوقوف إلى جانبهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها جراء الانتهاكات المتواصلة لمليشيا الحوثي الإيرانية الانقلابية ضدهم.

 وأوضح أن الدولة عالجت ما يزيد على 4 آلاف جريح يمني في كل من الإمارات والأردن والسودان والهند.. تماثل الكثير منهم للشفاء وعادوا إلى أرض اليمن.. فيما لا يزال البعض يتلقى العلاج.

 من جهته.. أكد الطبيب محمد عبد الله، مسؤول الفريق الطبي في المستشفى الميداني العسكري، الحرص على تقديم خدمات علاجية ميدانية ومتكاملة لكافة أهالي المناطق المحررة في الساحل الغربي اليمني.. مشيرا إلى أن الفرق الطبية تعاملت مع الضحايا وقدمت كافة الخدمات العلاجية لهم، والتي شملت عمليات جراحية وإخلاءات طبية للحالات الخطرة تمهيدا لاستكمال رحلة العلاج إما داخل دولة الإمارات أو على نفقتها في الخارج وفقا لحالة المريض.. إضافة إلى تقديم الدعم النفسي وإعادة التأهيل.

 وأشار مسؤول الفريق الطبي إلى أن المستشفى الميداني العسكري استقبل ما يزيد على 2500 حالة مرضية خلال 4 أشهر تصنف إصاباتهم ما بين متوسطة إلى خطيرة.. موضحا أن مساهمات الفرق الطبية للقوات المسلحة الإماراتية في اليمن تأتي تجسيداً لنهج الإمارات الإنساني والحرص على توفير الإغاثة للأشقاء.

الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن

  ومن جانبها .. قالت الدكتورة إشراق السباعي وكيل وزارة الصحة اليمنية إن دولة الإمارات مستمرة في دعم القطاع الطبي بالمعدات والأجهزة، إضافة إلى الأدوية و تقديم الخدمات العلاجية لأبناء الشعب اليمني وإنقاذهم من إرهاب مليشيا الحوثي الإيرانية التي زرعت الألغام بعشوائية في الطرقات المؤدية إلى المنازل، مما شكل كارثة إنسانية حقيقية خلفت أكثر من 10 آلاف معاق على مناطق الساحل الغربي لليمن..

 وقالت السباعي “إنه تم التنسيق مع المستشفي الميداني الإماراتي لإنقاذ أرواح الأبرياء في الحالات العاجلة من ضحايا مليشيا لا تعرف الرحمة ولا الشفقة”.

  في السياق ذاته، قال صالح عبده – أحد ضحايا الألغام الحوثية والذي يعول 6 أبناء – ” إن الحوثيين زرعوا ألغاما وعبوات ناسفة بشراك خداعية بكثافة أمام المنازل، لم نستطع الانتباه لها فراح ضحيتها الكثير من أبناء القرية وألحقت بهم إعاقات كاملة دون أي ذنب”.

وأضاف عبده – الذي يعاني بترا في الساقين نتيجة تعرضه لانفجار لغم أرضي – ” لم أشعر بشيء بعد انفجار اللغم وعلمت بعد ذلك أن الأهالي قاموا بنقلي إلى مستشفى المخا العام ومنها إلى المستشفى الميداني العسكري التابع للقوات المسلحة الإماراتية، حيث تم بتر ساقي بسبب الانفجار”.. لكنه شدد على أن ” أيادي الشر الحوثية لن تنال من عزيمة أبناء اليمن الأوفياء الذين سيتخلصون من هذا الإرهاب الغاشم ومنفذي الأجندة الإيرانية “.

ألغام بحرية

وأضاف “بعد بتر ساقي .. لم أفكر إلا في مستقبل أولادي وكيف أقوم على تربيتهم بعد الإصابة التي لم يكن لهم أي ذنب فيها”.. مشيرا إلى أن الهلال الأحمر الإماراتي وقف على كافة احتياجاتهم الحالية والمستقبلية وقدم لهم المساعدات التي تعينهم على تخطي ظروفهم القاسية التي يمرون بها”.

 وللبراءة أوجاع أيضا.. لخصها الطفل يحيي من مدينة الخوخة بقوله : “إن مليشيا الحوثي الإيرانية كانت تحاصر المدينة التي يعيش فيها مع أسرته وتقوم بزرع الألغام في كل مكان.

وأضاف “كانت الألغام هاجسا كبيرا رافقني كثيرا يوميا”.. مشيرا إلى أن المليشيا الحوثية نهبت كل شيء ولم تترك إلا الألغام الأرضية والبحرية التي شكلت معاناة كبيرة لأبناء المدينة والقرى المحيطة.

 وكشاهد عيان على الغدر الحوثي .. قال “كنت أشاهد الحوثيين وهم يلغمون كل شبر في الأرض بانتقام كبير حتى راح ضحية هذه الألغام الكثير من زملائي وأقاربي وأبناء بلدتي”.. متسائلا : “ما ذنب هؤلاء ؟”.

وتابع “مع بداية تحرير بلدي على يد قوات التحالف العربي.. اختلف الوضع كثيرا” .. منوها إلى أن أول ما كان ينتظره هو “نزع الألغام” ليتسنى له التخلص من الهاجس الكبير الذي رافقه طيلة الفترة التي أعقبت الانقلاب.. وأكد أن هذا ما تحقق بالفعل.. موضحا أن “القوات المسلحة الإماراتية ساعدتنا على تخطي الظروف المعيشية الصعبة من خلال تأمين وصول المساعدات السخية وانتزاع الألغام وتطهير المناطق التي نعيش فيها “.

أما قصة الأم سميرة محمود فتعكس ملمحا أقبح من ملامح إرهاب مليشيا الحوثي.. حيث أوضحت – وهي تئن من مرارة الفراق على أطفالها – “كنا قد طردنا على يد مليشيا الحوثي من ديارنا وظللنا مشردين في القرى والمناطق المجاورة والتي لم تسيطر عليها المليشيا وبعد تدخل قوات التحالف العربي واستعادة مناطقنا التي كنا نعيش فيها بسلام.. كنت بصحبة أطفالي.. وأثناء دخولي المنزل لم أشعر بشيء سوى انفجار ضخم فتم نقلي إلى مستشفى المخا العام ومنها إلى المستشفى الميداني العسكري التابع للقوات المسلحة لإجراء عملية جراحية تم على إثرها بتر يدي اليمنى جراء الانفجار وفقدان أبنائي الاثنين”.

  ونوهت إلى أن المليشيا الحوثية كانت قد زرعت الألغام على الطرقات المؤدية إلى المنازل.. الأمر الذي أصاب معظم أهل القرية من الشيوخ والنساء والأطفال والشباب بـ”الإعاقات”.. وأوضحت أن فرق الهلال الأحمر الإماراتي قدمت للقرية كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي، وانتزعت ما تبقى من الألغام.. معربة عن شكرها لدولة الإمارات على دورها في مساعدة الأسر المعوزة والدور الكبير للقوات المسلحة الإماراتية في التخلص من الألغام الحوثية في مناطق الساحل الغربي.

أما المواطن اليمني عبد المحسن محمد.. فأشار إلى أنه لم يكن يعلم أن “مصائد الموت” الحوثية كانت تتربص به حينما قرر أن يذهب في الصباح الباكر بحثا عن رزق أولاده.. حيث أصيب بإعاقة أبدية بعد أن تم بتر قدمه وذراعه اليمنى إثر انفجار لغم.

وأشار إلى ذلك بالقول: “خلال خروجي من منزلي وبينما كنت في طريقي بحثا عن رزق أبنائي مستقلا سيارة مع زملائي.. فوجئنا بانفجار عبوة ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي الإيرانية.. لم أشعر بشيء بعدها إلا وأنا في المستشفى الميداني للقوات المسلحة الإماراتية وإجراء عملية جراحية تم على إثرها بتر قدمي وذراعي”.

وأوضح أن مليشيا الحوثي الإيرانية تقوم بزرع الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي دون مراعاة للمدنيين.. متوجها بالشكر إلى دولة الإمارات على توفير العلاج اللازم له؛ و مساعدة أسرته على تخطي الظروف المعيشية الصعبة وجهودها في نزع الألغام وحماية أرواح اليمنيين من أيادي الشر الحوثية.

في السياق ذاته.. لم ترحم “مصائد الموت” الحوثية كبر الجد صالح عبد الله الذي فقد أفراد عائلته في انفجار عبوة زرعتها مليشيا الحوثي الإيرانية بطريقة خداعية في منزله في حين كانت الأسرة تستعد لتناول الغداء وسط تجمع معظم أفرادها.

وبمشاعر يملؤها الحزن، قال الجد صالح: “كنت جالسا أمام المنزل في انتظار الصغار يطلبوني إلى تناول الغداء.. لم يمض وقت طويل إلا وسمعنا صوت انفجار قوي داخل المنزل تطايرت على إثره أشلاء الأطفال.. فتقدم والدهم مسرعا لإنقاذهم ففوجئنا بانفجار آخر.. كل ذلك وأنا خارج المنزل أشاهد أبنائي وزوجاتهم وأحفادي يموتون في آن واحد.. في مأساة حقيقية لم أكن أتخيلها”.. ونوه صالح عبد الله – البالغ من العمر 78 عاما – إلى أن أيادي الإمارات البيضاء تكفلت بتأمين كافة متطلباته من الأدوية والغذاء التي تعينه على مواجهة ظروف الحياة بعد فقدان أبنائه الذين كانوا يعينونه على قسوة الحياة.

أيادي الإمارات البيضاء تتواجد بقوة مع اليمنيين

  أما الطفل اليمني خليل ياسين أحمد الذي لم يكمل عامه العاشر فلم يكن يعلم أن ألغام الحوثي تتربص به بينما كان يلعب مع أقرانه من أبناء قريته الرويس التابعة لمديرية المخا على الساحل الغربي لليمن.. حيث أصيب بجروح وإصابات خطيرة إثر انفجار عبوة ناسفة كادت تودي بحياته.. لكن العناية الإلهية كانت أكبر من قوى الشر الإرهابية الإيرانية.. فيما قامت القوات المسلحة الإماراتية بدورها الإنساني والاستجابة السريعة لحالته وقدمت الدعم الطبي والإنساني لإنقاذ براءته، حيث تم تحويله إلى المستشفى الطبي الميداني العسكري في حالة خطيرة.

  واكتشف الفريق الطبي بالمستشفى أن الطفل تعرض لجروح قطعية في الأمعاء، إضافة إلى بعض الشظايا الخطيرة في أماكن متفرقة من جسده.. فأجريت له على الفور عملية جراحية استغرقت أكثر من ساعتين.. حيث تم إنقاذ حياته وعمل إخلاء طبي له إلى الإمارات لاستكمال رحلة العلاج والتأهيل النفسي.

  في سياق متصل .. أكد عدد من سكان الساحل الغربي لليمن أن الخدمات العلاجية التي يوفرها الفريق الطبي للقوات المسلحة الإماراتية أسهمت في إنقاذ حياة الكثير خاصة في ظل ضعف الإمكانات الطبية في معظم مستشفيات الساحل الغربي .. متوجهين بالشكر إلى دولة الإمارات على مبادراتها الإنسانية التي تستهدف نجدة الشعب اليمني ودورها الرائد الذي لم يقتصر على الجانب العسكري.. بل شمل أيضا الجانب الإنساني الإغاثي.

  وقال محمد عبد الوهاب – من أهالي مديرية حيس على الساحل الغربي لليمن – إن قوات التحالف العربي ودولة الإمارات يساعدونا في التخلص من ألغام مليشيا الشر الحوثية؛ حيث أخذوا على عاتقهم تطهير المناطق التي نعيش فيها مما ساهم بشكل كبير في عودة الحياة الطبيعية إليها.

  وأشار خالد عبد الحفيظ – من أهالي مديرية حيس – إلى أن ألغام مليشيا الحوثي الإيرانية تسببت في معاناة كبيرة للعديد من الأسر اليمنية التي فقدت عائليها والعديد من أبنائها جراءها.. متوجها بالشكر إلى دولة الإمارات على دورها في هذا الصدد.

 أما مروان خالد فطالب بمواصلة الجهود في تطهير اليمن من مخلفات الحوثي الإيرانية وإرهابه الأسود .. مشيرا إلى أن المساعدات الإماراتية السخية والخدمات العلاجية ساهمت في عودة الحياة إلى طبيعتها والتغلب على الصعاب التي يمر بها أبناء اليمن جراء الانقلاب الحوثي.

  وتوجهت مريم محمود بالشكر إلى دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي أنقذت أهالي وأطفال اليمن من ألغام العدوان الإيراني.. منوهة إلى إلى الدور الإماراتي الرائد الذي لم يقتصر على الجانب العسكري فحسب.

LEAVE A REPLY