مخطط القادسية .. قضية ما تحملها ملف مقال لـ أحمد باحمادي

220

يعتبر مخطط القادسية بمنطقة النقعة من المخططات القديمة والشهيرة، وقد استفاد منه عدد كبير من أهالي المنطقة، واستطاعوا من خلاله أن يؤمنوا لأنفسهم قطعة أرض ربما دار الزمن دورته واتسعت الديار والأنحاء وتمدد التوسع العمراني ليتمكنوا من بناء مسكن العمر على أرضيته الرحبة ومخططه الذي اتسم بالتنظيم من حيث توزيع الأراضي والشوارع الفاصلة ومساحة كل قطعة أرض واحتواء المخطط على المرافق الخدمية الهامة كالمدرسة والمستشفى والمسجد وغير ذلك من المصالح العامة.

وبالفعل بعد فترة ليست بالطويلة في منظور الزمن؛ اعتزم البعض البدء بالبناء مما شجع الآخرين على أن يحذو حذوهم، وهنا تنبه الكثير لأهمية ما يمتلكون من كنز مدفون جاء الوقت لينقبوا عن جواهره ولآلئه، ويستغلوه بما يتاح لهم من إمكانيات كل حسب قدرته المالية والمادية.

وبطبيعة الحال فإن ( خفافيش الظلام ) لم تألُ جهداً في اقتطاع نصيبها واقتسام الكعكة ـ إن بالحلال أو الحرام ـ فعاثت في الأرض فساداً في ظل غياب هيبة الدولة، وتم استحداث أساليب أقرب ما تكون إلى الأساليب الشيطانية للتلاعب بمساحات ذلك المخطط الجميل، طفت تلك التجاوزات على السطح، فظهرت هذه الإشكالية التي اتفق الجميع على أن يقولوا حولها كلمتهم، تعضدهم في ذلك قوة السلطة المحلية بالمديرية.

لا يهمنا ما ستؤول إليه الأحوال بعدئذٍ؛ بقدر ما يعنينا أن الجميع التفت إلى هذه التلاعبات والتجاوزات والعراقيل، وتكاتف في سبيل النيل من مرتكبيها، وبات المجتمع والسلطة يداً واحداً بسطت كفها لتقول ( كفى ) لكل مفسد.

ومن هنا نحيي كل الجهود الرسمية والمجتمعية الرامية إلى إعادة الوضع إلى نصابه، وليسهم كل منا حسب منبره وقدرته إلى المشاركة في هذه المسيرة .. مسيرة الخير الراجلة الهادفة لزعزعة عرش كل مفسد ومتلاعب بممتلكات المواطن المسكين. والله من وراء القصد.

LEAVE A REPLY