قطر مطالبة بإجراءات لوقف تمويل الإرهاب لا قوائم تصنيف

422

المكلا (المندب نيوز) متابعه

 

شدد سياسيون وخبراء أمنيون سعوديون وقطريون ومصريون، على أن المطلوب من الدوحة ليس قائمة تصنيف بالشخصيات والكيانات الإرهابية باعتبار أن هذه الخطوة قامت بها العديد من الجهات وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مؤكدين أن الدوحة مطالبة بخطوات عملية تجاه تلك الكيانات والشخصيات الموضوعة على قوائم الإرهاب العالمية، من خلال تسليمها أو تقديمها لمحاكمات لتلقى جزاء ما ارتكبته من جرائم في حق الإنسانية.

وشكك الخبراء في دوافع «تنظيم الحمدين» وراء لائحة الإرهاب التي أعلن عنها مؤخرًا وضمت 19 شخصاً و8 كيانات، غير أنهم اعتبروها اعترافًا ضمنيًا وجزئيًا بصحة مواقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وتأكيدًا على الدعم القطري للإرهاب، فيما ينظر الكثير من المحللين إلى تلك الخطوة باعتبارها «مناورة» أو «مُسكناً» تسعى من خلاله الدوحة لتبرئة ساحتها قبل زيارة أميرها تميم بن حمد إلى الولايات المتحدة الأميركية، ومحاولة لامتصاص النجاح الذي حققته زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة في ملف مكافحة الإرهاب التي أسفرت عن إعلان الرئيس ترامب بعدم التسامح مع تمويل الإرهاب والتدخل لوقفه.

وقال خبراء وسياسيون سعوديون وقطريون ومصريون في تصريحات لـ«البيان»، إن إعلان قائمة الإرهاب القطرية قبيل زيارة أمير قطر إلى واشنطن تؤكد خشية نظام الحمدين من عواقب تكتمها على تلك الشخصيات والكيانات خاصة وان صدورها تزامن مع تحذيرات اطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمعاقبة الدول الداعمة للإرهاب، مؤكدين أن إعلان القائمة تؤكد مصداقية التهم التي وجهتها الدول الأربع لقطر قبل نحو عام، حيث تضمنت أسماء لشخصيات وكيانات وردت في القائمة الصادرة عن الرباعية.

وقال الخبير السعودي والباحث في الدراسات الأمنية د نايف بن عبد الله الدوسري، إن نظام الحمدين أثبت لمواطني قطر قبل غيرهم صحة الاتهامات التي قدمتها الدول الأربع المقاطعة لقطر، وأن شعب قطر الشقيق تأكد الآن بما لا يدع مجالاً للشك من أن دول الرباعية كانت على حق، وأن هناك حقائق كان تنظيم الحمدين يتعمد تجاهلها، كما بات شعب قطر يدرك أن النظام الحاكم قد اختطف بلادهم واصطف بها في خانة داعمي الإرهاب الدولي.

 

وأوضح أن ما أعلنته الدوحة هو غيض من فيض الأفراد والكيانات الإرهابية التي ظلت تدعمها طوال الأعوام الماضية، مشيراً إلى أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب سبق أن قدمت للدول الأوروبية أسماء بنوك ومنظمات خيرية ووكالات حكومية قطرية عملت على تمويل التنظيمات الإرهابية، وهي لم ترد في القائمة المعلنة ومن أبرزها «مركز قطر للعمل التطوعي»، الذي ثبت تورطه في شبكات تمويل «القاعدة»، مشيرا إلى أن هذا المركز أسسه سعود بن خالد آل ثاني شقيق وزير الداخلية الأسبق عبد الله بن خالد آل ثاني.

وأضاف الدوسري أن القائمة القطرية لم تتضمن تنظيم الإخوان الإرهابي الذي تحتضن الدوحة عدداً من قادته، وهو ما يلف الحبل حول عنق النظام، مشيرا إلى أن العالم بات يدرك خطورة هذا التنظيم الدموي على الأمن العالمي والإقليمي وهو التنظيم الذي خرج زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري للدفاع عنه مما يؤكد على عمق العلاقة بينه وبين القاعدة.

دليل إدانة

من جهته، اعتبر استاذ العلوم السياسية المشارك بجامعة الملك عبد العزيز د. إبراهيم بن نايف الرشيدي، أن قائمة الإرهاب الصادرة عن نظام الحمدين والتي ضمت 19 شخصية و8 كيانات، من بينهم 10 أشخاص أدرجتهم القوائم الثلاث التي أصدرتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، تمثل دليل إدانة للنظام القطري، مشيرا إلى أن هذه الخطوة القطرية بعد 24 ساعة من لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأميركي، والذي جددا فيه التأكيد على عمل واشنطن مع الرياض بشكل جدي على وقف تمويل الإرهاب من أي جهة كانت.

 

وأضاف الرشيدي أن صدور القائمة القطرية أخيراً وبعد حوالي 10 اشهر من الإنكار والتهرب دليل على مراوغة النظام ومخادعته للمجتمع الدولي، مشيرا إلى أن دول الرباعية لا تثق في إجراء النظام ولا وعوده بالنظر إلى سابق التعهدات والالتزامات والوعود التي تنصل عنها، مشيراً إلى أن اهم ما في القائمة الإرهابية التي تأخر الإعلام القطري عن نشرها وتسليط الضوء عليها لتضليل الشعب القطري عنها، هو ادراك القطريين أن الاجراءات التي اتخذتها دول الرباعية ضد نظام الحمدين كانت مسببة وقائمة على حقائق بدأ النظام الاعتراف بها أخيراً.

إجراءات لا تصنيف

بدوره، قال الباحث والمحلل السياسي د عبد الله بن محمد العبدلي، إن المطلوب من نظام الحمدين هو إثبات وقف دعمه للشخصيات والكيانات الإرهابية وليس تصنيفها لأنها مصنفة أصلاً ولا أحد تحتاج تصنيفاً جديداً، لأن المصنف لا يصنف مرة أخرى، رغم أن النظام القطري سبق وأن دافع عن بعض الكيانات والشخصيات التي صنفتها دول الرباعية في قوائمها، وهو ما يطرح تساؤلات مشروعة عن الجديد الذي اكتشفه النظام في هذه الكيانات والشخصيات وجعلته يعترف بأنها إرهابية.

وأضاف العبدلي: «يبدو أن النظام القطري قد التقط رسالة ترامب، وفهم أنه المقصود بالتهديد الصادر عنه تجاه داعمي الإرهاب، وذلك عندما قال عقب لقائه الأمير محمد بن سلمان: «لن نتسامح أبداً مع تمويل الإرهاب، ونعمل مع السعودية بشكل جدي لوقف تمويل الإرهاب من أي جهة»، وتأكيده أن واشنطن ستقطع علاقاتها بأية دولة تمول الإرهاب.

فهم متأخر

إلى ذلك، يرى الناشط القطري المعارض راشد المانعة المري، تعليقًا على القائمة التي أعلنت عنها الداخلية القطرية بخصوص إدراج أشخاص وكيانات على لائحة الإرهاب، إن ‏القائمة اعتمدت في محتواها على القوائم التي أصدرتها دول المقاطعة الأربع، ما يشير إلى أن تنظيم الحمدين قد يكون قد فهم أحد الشروط بعد مرور 290 يوماً على الأزمة والمقاطعة، ويبدو لي أننا سنحتاج لفترة مماثلة كي تستوعب الدوحة شرطًا آخر لتنفذه.

وشدد في تصريحات لـ البيان، على أنه على تنظيم الحمدين بدأ في إدراج الأسماء التي لم يدرجها في قائمة الإرهاب مثل يوسف القرضاوي وغيره ممن كانوا سبباً في إشعال الثورات العربية وتدمير بلدان مثل ليبيا وما حدث في مصر، مشيراً إلى الدور الذي يقوم به حمد بن جاسم في قطر وسياساته في إدارة الأزمة.

ولفت المري إلى أنّ التجارب السابقة مع قطر تؤكد أنه لا يمكن أن يكون هنالك مجال للثقة في قراراتها أو التصريحات الصادرة عن مسؤوليها.

 

اعتراف ضمني

بدوره، يشير رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان المستشار نجيب جبرائيل، لـ البيان من القاهرة، إلى أن تلك اللائحة التي أعلنت عنها قطر وإن مثلت اعترافًا ضمنيًا بموقف الرباعي العربي، إلا أنه في الوقت ذاته لا يمكن أبدًا أن تكون هناك أية ثقة في النظام القطري وعليه يعتبر أن تلك الخطوة هي مجرد مناورة تقوم بها الدوحة من أجل محاولة التحايل على الأزمة، لاسيّما أن التجارب السابقة مع قطر تثبت أنها دائماً ما تحنث بتعهداتها.

 

في المقابل، يرى المدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، أن لائحة الإرهاب التي أصدرتها قطر هي اعتراف جزئي من جانب الدوحة بمطالب ومواقف دول المقاطعة. وتساءل الاستراتيجي المصري قائلًا: العديد من العناصر والكيانات الإرهابية موجودة داخل قطر، فهل تقدم الدوحة على تسليمهم؟.

LEAVE A REPLY