مراسيم عيد الاضحى في حضرموت “مدينة تريم انموذج”

543
د. محمد عبدالنور
د. محمد عبدالنور

يحتفل المسلمون في العالم الاسلامي بأعيادهم التي حددها لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله” العيد عيدان عيد الفطر وعيد الاضحى” وبما اننا هذه الأيام سنشهد العيد الثانية والتي تعرف عند الحضارم بعيد عرفة وسنسلط الأضواء على مراسيمها متخذين من مدينة تريم انموذج لأسباب ربما تأتي في المقدمة انها مسقط الراس ومدفن البدن بعد عمر طويل في خير وعافية وأنها المدينة الروحية ومدينة العلم والعلماء ومهبط الزوار و و و.

ولو عددنا مميزاتها لزعل مننا اخواننا في المناطق الاخرى .
اقول: تبدأ أول مراسيمه يوم السابع منه بما يعرف بمطلع الحطب

(المداد) وهي عادة قديمة وما زالت تمارس اليوم باختلاف بسيط وذلك بتجمع الناس من عصرية ذلك اليوم إلى منتصف ليله بل إلى الساعات الاولى من اليوم التالي فيتجمعون مجموعات بحسب سنهم وجنسهم في مكان ما سواء في بيت أم خارجه ويقضون عصريتهم أو ليلهم ويتبادلون الاحاديث والقصص والنكات والغناء وتناول وجبة العشاء  وتوابعها ويقسم تكاليف ذلك على الحضور وكان فيه الاولاد يتجهزوا لذلك من شهر القعدة وذلك بما يسمى الطاسة (الطبل) وهي المرور على البيوت مرددين الاهازيج ومن ثم يمن عليهم رب البيت بمبلغ مالي أو شيء عيني يحتاجون له لذلك اليوم وقد اختفت هذه العادة تماما لأن البعض اعتبرها تسولا !.
يوم الثامن منه وهو يوم التروية ويسمى عيد الصغيرين وقد كان غالب الأسر يبدأ ذبح الاغنام فيها من هذا اليوم وهو أول ذباح كما يقال اما اليوم ونتيجة للظروف المعيشة التي تعيشها الأسر اليمنية فيندر ذلك وعصرية ذلك اليوم يتجه رب الأسرة إلى السوق جالبا معه الحلويات والبسكويت وثمرة النارجيل (الكزاب)  وغيرها ويتم تقسيم ذلك على أفراد اسرته في سمرهم الليلي فبعضهم يأكله والأخر يدخره وربما من الأول من يكتفي به كوجبة سحوره والبعض يتسحر لصيام اليوم القادم. 

 
اليوم التاسع وهو يوم عرفة يكون معظم الناس الا الأطفال صيام ذلك اليوم لمشروعيته ولفضله وبعد صلاة صبح هذا اليوم يعقد المولد النبوي السنوي في مسجد المحضار ويمر بقية اليوم في طاعة وعبادة حتى بعد صلاة العصر حيث يتجه الناس إلى ساحة مسجد حسين مولى خيلة المسماة بالتعريف تشبها باهل صعيد عرفة وقليل منهم من يتجه إلى الغييلة حيث يقضون عصريتهم في الذكر والتسبيح والتهليل حتى قرب المغرب حيث يدار على الحاضرين الافطار من التمر والماء فيؤذن ويفطرون ومن ثم صلاة المغرب ويتم بعدها اشعار واعلان الناس بموعد صلاة العيد في الجبانة بعد ذلك يتجه الناس إلى بيوتهم ومن ثم يحيون ليلة العيد في المساجد حتى الفجر. 

 
يوم العاشر وهو يوم الزينة يتجه الرجال الاولاد إلى الجبانة أو إلى مكان صلاة عيدهم مكبرين فيودون الصلاة ويستمعون للخطبة وبعدها من يتجه إلى المقبرة لزيارة مواتهم ولا أحب ان افصل في ذلك اليوم من طقوس دينية قبيل الصلاة وبعدها فهي وان قلنا طقوس فهي من السنة .

 
بعد الصلاة يتجه الناس إلى بيوتهم والقليل من يتجه إلى اقاربه لمعايدتهم والبعض يعمد إلى عملية التضحية والذبح هذا إذا لم يتبقى من ذبحه الاول أو لم يذبح كما هو حال اليوم بعدئذ تبدأ زيارات الاقارب والارحام للمعايدة حتى الساعات الاولى من مساء  هذا اليوم. 

 
الثلاث الأيام بعد العيد وهي أيام التشريق وهي أيام اكل وشرب وبعال كما يقال فتستمر المعايدة والزيارات بل وعزومه الاقارب والارحام مع استمرار عملية الذبح والاضحية للذين لم يتمكنوا من ذلك أو للذين نفذ عندهم اللحم أو بسبب العزومة حتى آخر يوم في أيام التشريق الذي يطلق عليه آخر ذباح وتنتهي العيد باليوم الذي يعقب ذلك اليوم وهو ما يطلق عليه عواد الحاوي حيث يهرع الناس ومن ساعات الصباح الاولى قاصدين منطقة الحاوي وحضور عواد منصب الحداد ومن ثم معاودة معارفهم من هذه المنطقة وتستمر معايدة مناصب السادة من ال بلفقيه وال شهاب والعيدروس وغيرهم في اليومين القادمين وبذلك تنتهي مراسيم العيد وتستمر المعايدة بين الناس حتى نهاية الشهر كما ان في أيام العيد يستمر التكبير المقيد بعد الصلوات من بعد صبح يوم عرفة حتى مغرب آخر يوم من ايام التشريق وحتى بعد صلاة الجنازة الحاضرة والغايبة. 

 
هذا ملخص موجز عن مراسيم عيد اضحى تريم ولعله يشبه في بعض جوانبه في بعض المدن اليمنية وكل عام والجميع بخير ومن العائدين الفائزين. 

 
د. محمد عبدالنور
6 الحجة 1437تريم

LEAVE A REPLY