خروقات حوثية للهدنة والشرعية تلتزم بضبط النفس

227
A Yemeni fighter loyal to the Saudi-backed Yemeni president walks down a street in the town of Khokha in the western province of Hodeidah on December 18, 2018. / AFP / -

المكلا (المندب نيوز) البيان

ارتكبت ميليشيا الحوثي الإيرانية خروقات عديدة لأول أيام الهدنة التي دخلت حيز التطبيق، أمس، حيث استحدثت نقاط أمنية وأغلقت شوارع الحديدة وقصفت احياء في مدينة حيس جنوب المحافظة، فيما التزمت قوات الشرعية بضبط النفس واتخذت مواقع دفاعية للتعامل مع مصادر الخروقات، فيما رصدت البيان تفاؤلاً حذراً بين سكان الحديدة الذين عبروا عن آمالهم في أن يسفر الاتفاق عن انسحاب الميليشيا وعودة الحياة إلى المدينة.

وقالت مصادر عسكرية لـ«البيان» إن ميليشيا الحوثي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار بعد دقائق من سريانه فجر أمس، حيث قصفت بعنف مواقع القوات الحكومية في حي 7 يوليو، وفِي كيلو 16، كما واصلت إغلاق شوارع المدينة بحاويات البضائع بعد أن تملأ بالتراب، حيث أغلقت شارع صنعاء المؤدي إلى منطقة كيلو 16.

وذكرت ‏المصادر أن الميليشيا قامت باستحداث مواقع للمدفعية في احياء المدينة وبالذات في شارع جمال، واحياء غليل والكورنيش، كما قامت بنقل عشرات من حاويات البضائع إلى وسط المدينة وأغلقت بقية الشوارع الفرعية على امتداد شارع صنعاء وأمام مطعم السرايا وحديقة حديدة لاند ومطعم وحديدة مول ومصرف الكريمي.

وأفادت المصادر أن الميليشيا قصفت حي الربصة، مما أدى إلى تدمير منزلين في الحي، بالتوازي مع تدمير منازل أخرى ومنشآت خاصة في حي «7 يوليو»، كما تسبب القصف بإصابة أربعة مدنيين في الحي وفِي قرية المنظر.

وقالت مصادر ميدانية إنه بعد تكثيف الميليشيا قصفها على الأحياء السكنية، جرى التعامل مع مصادر النيران، وتدمير مدفع ودبابة يقصفان باتجاه شارع الخمسين شرقي المدينة. والتزمت قوات الشرعية بتعليمات الحكومة الالتزام بالهدنة، واكتفت بتطبيق مبدأ الدفاع عن النفس ضد هجمات الميليشيا.

وفِي خارج مدينة الحديدة قصفت ميليشيا الحوثي الأحياء السكنية بمديرية حيس في جنوب المحافظة بقذائف الهاون.

تفاؤل حذر

ورغم هذه الخروقات الحوثية، بدأت بعض مظاهر الحياة تعود ببطء إلى مدينة الحديدة مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ويأمل سكانها أن يؤدي انسحاب الميليشيا وتسلم المراقبين الدوليين مهمة الإشراف على الميناء والموانئ المجاورة إلى انتهاء مرحلة من الدمار في كل القطاعات سببها انقلاب الميليشيا وسيطرتها على المدينة وموانئها.

ورغم ابتهاج السكان بالهدنة، إلا أن مواصلة الميليشيا اغلاق الشوارع قبل موعد انسحابها يثير المواقف من إمكانية تنصلها من الاتفاق خصوصاً وأن المراقبين الدوليين لم يصلوا بعد إلى المدينة لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار ولاستلام الموانئ خلال أربعة أيام وفقاً للبرنامج المتفق عليه. ووجه مواطنون في الحديدة التحية لقوات الشرعية لالتزامها بضبط النفس وتفويتها الفرصة على الميليشيا انهيار الهدنة.

هدوء نسبي

هناء عبد القادر، والتي تعمل في الجانب الطبي وتوقفت أخيراً عن الذهاب إلى عملها في حي 7 يوليو الذي يمثل خط التماس للمواجهات بين القوات المشتركة التابعة للحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي، كانت سعيدة بأنها تحركت بحرية ومن دون خوف للمرة الأولى منذ بداية المواجهات في المدينة.

وقالت لـ«البيان» إن الوضع هادئ نسبياً وفِي النهار رغم اننا نسمع بعض الأحيان صوت قذيفة أو إطلاق رصاص. وشكت من استمرار ميليشيا الحوثي اغلاق الشوارع خصوصاً في المناطق التي توجد بها متنزهات أو بنوك ومجمعات تجارية ومطاعم.

وفِي ذات السياق عبر محمد عبد الباري عن سعادته وسعادة السكان بدخول الاتفاق حيز التنفيذ وقال انه ورغم الخروقات فإن الوضع أفضل بكثير خصوصاً وأن المراقبين الدوليين لم يصلوا بعد الى المدينة لتثبيت الاتفاق والإشراف على إدارة الميناء ومراقبة أي خرق للاتفاق.

وأضاف: نريد العودة لأعمالنا ونحن متفائلون بعودة الحياة إلى الميناء مع انسحاب الحوثيين وأن تعود الحديدة لسابق عهدها كمدينة لأهم نشاط تجاري وصناعي ففيها اكبر المصانع وثلثا التجارة عبر ميناء الحديدة.

تدمير التجارة

وخلال الشهور الماضية، حولت الميليشيا الحياة في مدينة الحديدة والمديريات الواقعة جنوبها الى جحيم لا يطاق، ومعها تراجع نشاط مينائي الحديدة والصليف بنسبة تفوق الـ70 في المئة،‎ فيما توقف نشاط ميناء راس عيسى بشكل كامل، لكن هناك تحديات كبيرة ينبغي التغلب عليها ولعل أهمها إزالة حقول الألغام التي زرعتها الميليشيا في مداخل المدينة وفِي احيائها وفِي الطرقات والمزارع.

ويقول إبراهيم شوعي الذي كان يعمل في بيع الأسماك: «لا اعتقد أن اَي وضع ممكن أن يكون أسوأ مما عشناه خلال السنوات الثلاث، نحن نأمل ان يتم الالتزام بالاتفاق وأن ينسحب الحوثيون وإعادة تشغيل الموانئ ويعاد فتح الشوارع وإعادة خدمة الكهرباء. ويضيف: تعبنا من المعاناة. نعيش على المساعدات بعد أن توقف كل النشاط الاقتصادي».

LEAVE A REPLY