رئيس إنتقالي حضرموت في حواره مع “المندب نيوز”: يكشف تفاصيل خفية من اتفاق الرياض، ومصير منفذ الوديعة وبقية المنافذ وقوات الشمال بالوادي!

944

اتفاق الرياض الذي تم التوقيع عليه مؤخراً بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ومصير قوات المنطقة العسكرية الاولى عقب تزايد سلسلة الاغتيالات في وادي حضرموت والاعتداءات المتواصلة بحق المواطنين، وعودة المكونات الجنوبية  للظهور في المشهد  مؤخراً وكيف ينظر لها الانتقالي، ومحاولة انشاء تكتلات حزبية تخدم أجندة أخرى هنا وهناك، ومنفذ الوديعة الحيوي الذي هو جغرافياً جزء من حضرموت ولكن إدارته تتبع مأرب كيف سيكون مصيره بعد الاتفاق، ومسائل أخرى، كلها ملفات حساسة وقضايا تؤرق المواطنين في محافظة حضرموت وأصبحت هما لكل الناس، فالجميع يتساءل ويتوقع ويحلل ويستشعر ملامح قرب انفراج الأزمة تلوح في الأفق، فما طبيعة هذا الانفراج؟ وماهي أشكاله؟ وما دلالات هذه الأحداث المتسارعة؟ والكثير من التساؤلات التي حملها “المندب نيوز” الى رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، الدكتور “محمد جعفر بن الشيخ ابوبكر” خلال حوار خاص سرد فيه لنا الكثير من الوقائع والمعلومات، وإليكم نص الحوار.

المكلا (المندب نيوز) خاص – غرفة التحرير

المندب نيوز: بدايةً أهلاً بك سيد رئيس المجلس بحضرموت.

د.محمد: في البدء نشكر فريق صحيفة المندب نيوز على الاستضافة.

 

المندب نيوز: حدثنا عن نشاط المجلس في الآونة الأخيرة، والتنسيق بينكم وبين مجالس المديريات، والمحافظات، والرئاسة؟

د.محمد: نفذ المجلس عدة مهام ولا زال يقوم بتنفيذ جملة من الأنشطة في إطار الخطط السنوية التي يتم رفعها من الإدارات التنفيذية إلى الأمانة لإقرارها واعتمادها، وتأتي هذه الأنشطة منفذة على خطط فصلية تتضمن أنشطة للإدارات التنفيذية في المحافظة تتوزع على أنشطة للفعاليات الاجتماعية والثقافية والسياسية والرياضية والاحتفالية واللقاءات والامسيات والزيارات الميدانية، وكذلك متابعة الإدارات بالمحافظة لأنشطة المديريات، بالإضافة إلى المهام التي تقوم بها.

أما التنسيق والتواصل مع المديريات يتم وفق الأطر التنظيمية من خلال متابعة أنشطتها والمهام التي تقوم بتنفيذها وفق الخطط التي ترفعها المديريات ويتم إقرارها بالقيادة المحلية وإدارتها المختصة ومناقشتها وتصويبها ومن ثم رفعها للأمانة العامة للمصادقة عليها واعتمادها، وتتابع القيادة المحلية وإدارتها مستوى التنفيذ وتذليل الصعوبات إن وجدت.

ولابد من الإشارة هنا إلى التنسيق والمتابعة المستمرة للقيادات المحلية في المديريات لإنشاء المراكز التي تقوم بدورها المجتمعي، وكذلك التوسعة في الهيكل التنظيمي بالمحافظة والمديريات، وتم اعتماد أنشطة إضافية شهرية للمديريات وفق الآليات الضابطة ومعايير التنفيذ، وتقوم القيادات بالإشراف عبر إدارتها. واهم ما في الانشطه التي تنفذها القيادة المحلية بالمحافظة ومديرياتها ان تلامس هموم المواطن وتساهم في معالجة ولو جزء بسيط من معاناته خصوصاً في المديريات الريفية وعلى سبيل المثال لا الحصر تنفيذ نشاطات الطبيب الزائر في بعض المديريات لمعالجة بعض الامراض وخاصة للأطفال والنساء والامراض الباطنية، اضف الى ذلك اغاثة الأسر المحتاجة وتلمس اوضاعهم والسعي للتخفيف من معاناتهم خصوصاً في بعض المديريات التي تنتقل اليها الاسر من المديريات المجاورة اثناء مواسم معينه كموسم الخريف في مديرية حجر وغيرها من المديريات..

واما فيما يتعلق بالجانب الصحي والإنساني فقد كان للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظه والمديريات بصمات واضحة في مساعدة المرضى وذويهم وخاصه المصابين بالامراض الخطيرة والمزمنة كالسرطان والجذام، بالإضافة إلى ما هو قيد التنفيذ في هذا الجانب ومن ذلك دعم بعض مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة كالصم والبكم وكذلك النزول للإصلاحيات والسجون لتلمس احوال المحتجزين والمساجين ومساعدتهم وتلمس همومهم ومشاكلهم وقد تم التوجيه بتشكيل فريق قانوني لمتابعة قضايا الناس المغلوب على امرهم والدفاع عنهم وعن حقوقهم اذا ما وجد هناك اجراءات تعسفيه ضدهم او انتهاكات لحقوقهم .. وقد تم في هذا الصدد رصد الكثير من الانتهاكات في اغلب المديريات عبر الادارات المختصة بالهيئة التنفيذية بالمحافظة والمديريات.

وفي جانب الفعاليات الاحتفالية تم دعم تخرج دفعات من طلاب الجامعة من مختلف الكليات والتخصصات والمعاهد وكذلك دعم التعليم خصوصاً في جانب تحفيز وتشجيع الطلاب ومن ذلك تكريم اوائل الطلاب والأساتذة ودعم رياض الاطفال، كل هذه الانشطة هي ضمن خطط المحافظة ومديرياتها، فما سبق ذكره من امثلة لبعض نشاطات القيادة المحلية بالمحافظة ومديرياتها وهو جزء بسيط جداً من مصفوفة واسعة وكبيرة من الانشطة والبرامج المخطط لها في مختلف المجالات.

اما فيما يخص التنسيق بين القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة وهيئة رئاسة المجلس وكذلك مع القيادات المحلية بالمحافظات الاخرى، فنحن على تنسيق وتواصل مستمر والمجلس الانتقالي الجنوبي بجميع هيئاته وأطره التنظيمية، هو جسد واحد وروح واحده وهدفه واحد وهو الحامل السياسي الممثل للجنوب وقضيته العادلة وثورته التحررية واذا اشتكى من هذا الجسد جزء، تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى، فالهم واحد والألم واحد والمصير واحد والنصر قريب بإذن الله.

 

المندب نيوز: اتفاقية الرياض، ماموقع حضرموت منها.؟

د.محمد: حضرموت محافظة من محافظات الجنوب، والاتفاق مرحلي فقط جاء بخارطة لترتيبات سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية لحل الاشكالات التي حدثت مؤخرا بين حكومة الجمهورية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

المندب نيوز: كيف ينظر المجلس الانتقالي إلى المكونات الجنوبية عقب #اتفاق_الرياض ؟

د.محمد: الانتقالي منذ البداية، يقارب المشهد الجنوبي من زاوية منفتحة واسعة غير منغلقة، تحدد النظرة إلى أي مكون او هيئة أو مجلس من خلال الموقف من قضية الوطن الجنوبي والدولة الجنوبية المستقلة. ولا خلاف مع من يعمل على تحقيق هذا الهدف المعبر عن الإرادة الجمعية لشعب الجنوب الحر، دون أي التفاف عليها بالمناورات والمغالطات والمخادعات السياسية لإعادة الجنوب إلى باب اليمن تحت أي صيغة من الصيغ التي تريد تحسين شروط البقاء تحت الاستلاب السياسي والاقتصادي والثقافي.

 

المندب نيوز: رسالتكم إلى المواطن الحضرمي، عقب الاتفاق، إلى المواطن الجنوبي الذي يعتقد بأن الحضارمة يطالبون بدولة حضرموت أو إقليم حضرموت؟

د.محمد: الإرادة الشعبية في حضرموت إرادة تحرر لا تبعية، وهي السباقة إلى الرفض والمقاومة السلمية. وما تحاوله بعض الجماعات المرتبط رموزها بأحزاب صنعاء ومصالح قواها التقليدية ليس أكثر من تشويش إعلامي لا تأثير له على أرض الواقع.

فحضرموت هي أكثر محافظة رفضاً لليمننة السياسية التي تمت في٦٧، فلا إقليم ضمن دولة يمنية، وإنما شراكة وندية وتكاملية في إطار دولة جنوبية فيدرالية ديمقراطية تكون فيها حضرموت إقليماً رائداً وقائداً، وهذا ما تحدث عنه سيادة اللواء القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في نوفمبر ٢٠١٧م عند زيارته للمحافظة وما أكده عند زيارة وفد مؤتمر حضرموت الجامع للمجلس، وما جاء من تضمين مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع في قرارات وتوصيات الدورة الثانية للجمعية الوطنية المنعقدة في فبراير ٢٠١٩ م في مدينة المكلا.

 

المندب نيوز: هناك اشاعات يبثها مسؤولون في الشرعية تقول بأن الاتفاق سينهي مسمى المجلس الانتقالي، مستندين إلى أن الانتقالي اندرج تحت المرجعيات وأنهم قبلوا بمخرجات الحوار الوطني ناهيك عن بعض البنود التي تؤكد شراكة صارمة بين الشرعية والانتقالي، ماتعليقك..؟

د.محمد: لم يلتزم المجلس الانتقالي بأي مرجعيات أو حوار لم يكن طرفاً فيه، وهذا ما تم الاتفاق عليه، وكانت نقطة المرجعيات والحوار اليمني من ضمن النقاط التي ألح فريق الشرعية على أن يلتزم بها فريق الانتقالي في حوار جدة، لكن الانتقالي رفضها بقوة وأقنع بمنطقه السياسي الأشقاء في التحالف الذين لم يجعلوها ضمن التزامات الانتقالي، وتمت الإشارة إليها في الديباجة كجزء من التزامات التحالف، ولذا فالانتقالي وشعب الجنوب في حل من تلك المخرجات، وهو الموقف الذي سيضعه المجلس الانتقالي بقوة على طاولة الحل النهائي القادم.

 

المندب نيوز: مامصير القوات الشمالية بوادي حضرموت، ومن سيحل مكانها؟

د.محمد: أشار الاتفاق في ملاحق عسكرية وأمنية، حددت هذا الأمر بمغادرة هذه القوات إلى خطوط المواجهة مع الحوثيين للقضاء على مشروع المد الإيراني، وسيتم إحلال قوات النخبة الحضرمية بديلا عنها لحماية وتأمين الوادي.

 

المندب نيوز: “الوديعة” مابعد الاتفاق، سيتبع من إداريا وعسكريا؟

د.محمد: منفذ الوديعة وغيرها من المنافذ البرية و البحرية سواء في حضرموت أومحافظات الجنوب الاخرى، ستتولى حمايتها قوات خاصة بحماية المنشآت تتشكل من أبناء هذه المحافظات من الأحزمة والنخب، وما نصت عليه الترتيبات الأمنية.

 

المندب نيوز: هل قيادة المحافظة راضية عن أداء مجالس المديريات، وكذا العكس هل الرئاسة راضية عن أداء المحافظة؟

د.محمد: أي عمل تعترضه صعوبات ومنغصات والعمل المنجز للمجالس والهيئات من خلال استعراضنا لما قدمته القيادة المحلية والمديريات فهو جيد وفق الامكانيات المتاحة، ولكن نتطلع إلى أن تحقق المجالس بكل مستوياتها المزيد من الإنجازات والعمل الوطني الدؤوب الواعي الهادف لتحقيق الخطط الََمرسومة.

 

المندب نيوز: رسالتك الأخيرة؟

د.محمد: تهنئة لشعبنا الجنوبي الأبي بتوقيع اتفاقية الرياض، والتحية والتقدير لجهود وفدنا الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي وما تحملة من صبر وما حققه بحنكة وحكمة سياسية من مكاسب في حوار جدة لتثبيت الشرعية الجنوبية إقليميا ودوليا، ونقول أن المرحلة القادمة هي مرحلة التمكين في كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، وعلى الجميع أن يكونوا في مواجهة تحدي اللحظة ومهامها وإنجازها باستحقاق وجدارة بالعمل الصادق المخلص للجنوب وأهله تكريما لدماء الشهداء الطاهرة الزكية، بعيدا عن المناكفات التي تعيق العبور إلى ضفة الحرية والكرامة والعزة والاستقلال.

LEAVE A REPLY