وسط غضب واسع.. معلمات ”يعبثن“ بمعلم تاريخي بارز في اليمن

254

عدن ( المندب نيوز) ارم نيوز 

تداول روّاد منصات التواصل الاجتماعي، في العاصمة اليمنية  عدن، أخيرًا، صورة قال الناشطون إنها لأحد ”أهم وأبرز“ المعالم التاريخية والأثرية في البلاد، وقد ”عبثت“ به بعض المعلمات.

وتظهر الصورة -حسب الناشطين- إقدام أشخاص على توثيق ذكرياتهم من خلال تدوين أسمائهم، على اللوحة التعريفية بإعادة ترميم ”صهاريج عدن“، والتي يعود عمرها إلى أكثر من 120 عامًا، وتمت كتابتها باللغة الإنجليزية، حسب مؤرخين ومهتمين بالمواقع الأثرية في عدن.

وأثارت الصورة سخط واستياء أبناء عدن، الذين تداولوها على نطاق واسع، عبر صفحاتهم الشخصية بموقع ”فيسبوك“  وتطبيق ”واتساب“، منتقدين ما وصفوه بـ“الفعل العبثي غير المسؤول الذي طال المعلم التاريخي“.

وما زاد من حدة استياء الناشطين، هو أن ذلك السلوك صَدَرَ عن مجموعة من مُعلّمات إحدى المدارس في عدن، قدمنَ أخيرًا في رحلة ترفيهية إلى الصهاريج، وفقًا لمصادر محلية.

وفي هذا الصدد، قال مازن شريف وهو باحث ومهتم بالمعالم التاريخية العدنية، في حديث لـ“إرم نيوز“: ”العبث كان صادمًا للغاية، كونه صادرًا عن مُعلمات، كان مِن المفترض عليهنَّ أن يحاربن هذه التصرفات الطائشة وغير المسؤولة“.

واعتبر شريف أن ”صدور تصرف عبثي كهذا، ومن معلمات يُساهِمنَ في صناعة وتربية الأجيال، هو مؤشر وعلامة سيئة، على أننا أمام جيل حالي وآتِ غير مبال ولا يمتلك درجة كافية من الوعي والثقافة بأهمية وقيمة المعالم والمواقع الأثرية والتراثية والتاريخية“.

وأشار إلى أن ”عدم وجود رعاية ورقابة وإشراف، مباشر من قبل المسؤولين المختصين على المعالم الأثرية، هو أحد أسباب تكرار العبث واستمراره“.

الأمر لم يتوقف عند منصات التواصل الاجتماعي، بل تجاوزه إلى تفاعل ميداني ”إيجابي“، من قبل شابين من أبناء عدن، إذ نزلا إلى ”صهاريج عدن“، وتحديدًا إلى موقع اللوحة الصخريّة، وعملا على تنظيف اللوحة من أثر العبث الذي طالها.

صنيع الشابين، جعل من حالة السخط والاستياء التي كانت تتملك الشارع العدني، تتحول إلى حالة من الرضا والسرور بعض الشيء، فقد انهالت عليهما عبارات المديح والإشادة بهما وبصنيعهما.

وبخصوص ذلك، قال الباحث بالتراث العدني مازن شريف: ”في الوقت الذي كان لزامًا وواجبًا على الجهات المسؤولة أن تُسرع فيه بالتحرك، لتدارك الأمر وإصلاح ما تم الإخلال به، تحرك الشابان من تلقاء أنفسهما وقاما بتنظيف وإصلاح الخلل، ليعكسا الصورة الحقيقية للشاب العدني“.

وشُيّدت هذه الصهاريج في عدن بهدف حفظ المدينة من الغرق جراء السيول الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة، من خلال تجميع المياه فيها.

ويبلغ عدد ”صهاريج عدن“ -المُشيّدة تحديدًا في مدينة كريتر بالشمال الغربي منها، على حدود موقع جغرافي واحد، وتتصل ببعضها بعضًا على شكل سلسلة- نحو 55 صهريجًا، معظمها طُمرت معالمه تحت الأرض أو أصابها الخراب، فيما لا يزال 18 صهريجًا فقط، قائمًا إلى يومنا هذا، وتستوعب ما مقداره 20 مليون غالون، وفقًا لباحثين.

واختلفت المصادر التاريخية والدراسات الأثرية، حول الحقبة الزمنية التي تم فيها بناء ”صهاريج عدن“، إذ لم يجد الدارسون والباحثون الأثريون، أيّ سندٍ أو نقوشٍ أو دلالةٍ تشير إلى تاريخ بنائها، ولكن القول الغالب إن ”بناءَها مرَّ بمراحل تاريخية متعددة، كان أولها في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، في عهد مملكة سبأ“.

LEAVE A REPLY