قصة كفاح جديدة… ابنة حارس عقار تحلم بلقب “طبيبة الغلابة”

446

المكلا (المندب نيوز) متابعات

تحدت ظروف المعيشة القاسية التي واجهتها منذ الصغر، وبقوة إرادتها حولت هبة حامد محمود هذه الصعاب إلى قصة كفاح ناجحة، خاصة بعد تمكنها من كتابة اسمها في سجل المتفوقات بشهادة الثانوية العامة وحصولها على 99.15% في شعبة علمي علوم.

واستطاعت هبة، ابنه حارس العقار، الانضمام لسجل الطلاب أصحاب القصص الملهمة والتي بدأها إبرهيم نصر، بائع الفريسكا، صاحب المجموع الكبير في الثانوية العامة بنشر قصته على السوشيال ميديا، ثم الطالبة آية طه، بائعة الأحذية، والتي حازت احترام الجميع نظرا لقوة إرادتها وعزيمتها وقدرتها على الجمع بين العمل الصعب والنجاح الدراسي.

بصوت يملؤه الفخر تبدأ الطالبة المصرية سرد قصتها كاملة لـ”العين الإخبارية” قائلة: “منذ الصغر تعودت على التفوق الدراسي، وبالرغم من ظروف والدي الصعبة إلا أن طلباتي الدراسية كانت مجابة بشكل كبير، فوالدي يعمل حارسا لأحد العقارات بمنطقة فلمنج شرقي الإسكندرية، ولم يحرمني من التعليم رغم ظروف عمله الصعبة”.

وتضيف: “والدي كان حريصا دائما على تفرغي للدارسة فقط وعدم مساعدته في شؤون عمله، ولذلك تمكنت من مراجعة دروسي بصفة منتظمة مما ساعدني طيلة مراحلي الدراسية على التفوق خاصة في المرحلة الثانوية بعد أن خصص والدي لي غرفة منفصلة عن منزلنا حتى أصب تركيزي خلال مراجعتي للمواد الدراسية”.

وتطرقت الفتاة المصرية لنقطة تحول خلال مرحلة الثانوية العامة، قائلة: “حصلت على دروس خصوصية في جميع المواد الدراسية وبسبب الإجراءات الاحترازية توقفت عن هذه الدروس مما أثار ذعري لعدم قدرتي على مراجعة المواد مع المدرسين، ولكن تدخل والدي واشترى لي مجموعة من الكتب الخارجية، ما عوضني كثيرا عن الدروس الخصوصية ومنحني التفوق خلال امتحانات الثانوية العامة”.

وقالت: “والدي لعب دورا كبيرا في حياتي، فدخله الشهري ألف جنيه، وهذا الأمر لم يغط مصاريف أسرتي، مما جعله يعمل بأحد المساجد القريبة من منزلنا لزيادة دخلنا، بالإضافة إلى عمله المتقطع في مجال الكهرباء أو السباكة”.

وعن كيفية حصولها على منحة مجانية للدراسة في جامعة الإسكندرية بكلية الطب، أوضحت: “هذا الأمر حدث بفضل أحد المصلين في المسجد الذي يعمل فيه والدي بعد أن كتب قصتي على موقع فيسبوك وانتشرت على السوشيال ميديا، مما لفت نظر المسؤولين في جامعة الإسكندرية، وصدر قرار المنحة”.

واختتمت هبة حامد حديثها قائلة: “خلال هذه الفترة حققت حلمي الطفولي بالالتحاق بكلية الطب، وأمنيتي في المستقبل القريب عقب تخرجي من الكلية أن أسير على درب الدكتور محمد مشالي، وأصبح طبيبة الغلابة التى تساعد المرضى بأجر رمزي، وأن أحصل على العديد من الشهادات العليا لوضع بلدي في المقدمة”.

LEAVE A REPLY