تقرير خاص: “اتفاق الرياض” مكسب سياسي انتقالي للجنوب، وصفعة ثلاثية للإخوان

932

المكلا (المندب نيوز) خاص – غرفة التحرير

أثار اعلان تشكيل حكومة مناصفة جديده بين الجنوب والشمال، والتي تأتي تنفيذاً لـ “اتفاق الرياض ” بشقيه السياسي والعسكري موجة ارتياح كبيرة لدى الجماهير الجنوبية، بعد الإنجازات والمكاسب السياسية الكبيرة التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي، بنقل قضية الجنوب إلى المحافل الإقليمية والدولية والاعتراف بها رسمياً.

ويعوّل الشارع على ان تجتاز الحكومة الجديدة كافة التحديات الاقتصادية والسياسة، من خلال وضع حلول جذرية تسهم في تغيير الواقع الخدمي والاقتصادي والامني، إضافة إلى توحيد الجهود لمكافحة الجماعات الإرهابية والانقلابية.

ويأمل الجنوبيون فتح آفاق جديدة للسلام المستقبلي بين دولتي اليمن “الشمال” والجنوب العربي، وإنهاء سنوات عديدة من المآسي والتراكمات السياسية القائمة على الإقصاء والتهميش الممنهج، من قبل بعض القوى السياسية والحزبية في الشمال، التي لها ارتباط وثيق بعدد من الدول المعادية للتحالف العربي، من خلال تقمص دور الوكيل الخارجي بإشعال حروب عبثية على أرض الجنوب انطلاقاً من عام 94م، لتقزيم دور الاشقاء في دول التحالف والقوات الجنوبية، التي استطاعت في وقت وجيز القضاء على التنظيمات الإرهابية والمليشيات الانقلابية في المحافظات الجنوبية.

إنجازات ومكاسب:

واعتبر الكثير من الناشطون والسياسيون الجنوبيون أن التوافق الاخير بين الشرعية والانتقالي ، نجاح سياسي كبير وخطوة جبارة في مسار القضية الجنوبية، حيث قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي “أحمد محمد بامعلم”: “اتفاق الرياض جعل الجنوب طرفاً سياسياً معترفاً به إقليمياً، وجعل المجلس الانتقالي الجنوبي شريكاً اساسياً في مكافحة الارهاب.

وأكد “بامعلم ” أن الانتقالي حقق مكاسب وبضمانات دولية دون تقديم أي تنازلات تمس ثوابت القضية الجنوبية وتطلعات شعب الجنوب”.

المستشار الإعلامي للرئيس “الزُبيدي” الدكتور “صدام عبدالله” قال في تغريده له على “تويتر”: ‏”بفضل الله ثم تضحيات شهداء الجنوب وصمود وثبات وصبر قيادة المجلس والتفاف كل فئات شعب الجنوب حقق المجلس الانتقالي الاهداف العليا الاستراتيجية التي تمثل اللبنة الاولى لتحقيق طموحات الشعب الجنوبي لإقامة دولته العادلة الاتحادية كاملة السيادة”.

دور:

 المجلس الانتقالي الجنوبي عبر عن تقديره وارتياحه للجهود التي بذلتها الأطراف وفي مقدمتها دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة الراعية للتفاوض لتشكيل حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال.

جاء ذلك في الاجتماع الدوري الاسبوعي لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي يوم الأحد 20 ديسمبر 2020، اكد فيه أن المجلس سيبذل كل ما في وسعه لدعم الحكومة وإنجاح مهامها، لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين، ومكافحة الفساد وحفظ الأمن والسكينة العامة وتوجيه الجهود لحماية الأمن القومي الإقليمي والعربي، داعياً كل القوى والمكونات وشرائح المجتمع العمل معاً إلى جانب الحكومة لمساعدتها على إنجاز مهامها المناطة بها.

وشددت الهيئة على ضرورة الاسراع في استكمال ما تبقى من إجراءات في اتفاق الرياض وآلية تسريع تنفيذه باقي البنود منها الشق العسكري، لتسهم بفاعلية في نجاح عمل الحكومة وأدائها لمهامها.

صفعة:

ويرى مراقبون للشأن اليمني أن التوافق بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبية، والاعلان عن تشكل حكومة مناصفة، صفعة كبيرة في وجه تنظيم الإخوان الإرهابي باليمن ولرعاياه تحالف الشر الثلاثي “قطر تركيا إيران”، الذي يسعي دائماً لافتعال الازمات والعمل على تقويض عملية السلام بين الشمال والجنوب.

ومنذ أن تم التوقيع على اتفاق الرياض في 5 نوفمبر 2019، بالعاصمة السعودية الرياض، عمل تنظيم “الاخوان ” على تسخير أبواقه ومنابره الاعلامية للتشكيك  والتحريض ضد دول  تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية والمجلس الانتقالي، كما أقدم الجناح المسلح لتنظيم الاخوان على التحشيد العسكري لغزو المحافظات الجنوبية، تاركاً مهامه الأساسية المتمثلة في مواجهة مليشيات الانقلاب الحوثية، سعياً منه لإفشال حكومة  المناصفة، لكن سرعان ما تبددت كل تلك الطموحات  وانكسرت أمام صلابة وحنكة قيادة المجلس الانتقالي الذي أستطاع أن يحقق للجنوب مكاسب سياسية وعسكرية كبيرة . 

المتحدث باسم المنطقة العسكرية الرابعة، “محمد النقيب” تحدث لصحيفة “الاتحاد”: إن هناك محاولات من الجماعات الإرهابية لتخريب عمل الحكومة الجديدة، خاصة جماعة “الإخوان” التي تجد في حالة الفوضى محاولة لسيطرتها على الأوضاع في الأرض واستمرار بقائها في أحد بقاع الأرض، مع تضييق الخناق عليها دولياً وطردها في الشرق الأوسط من كافة مراكز قواها بداية من القاهرة وصولاً إلى الخليج العربي.

وأضاف “النقيب” أن تضافر الجهود لتوحيد القوى الوطنية يمثل أمراً مهماً لمواجهة كل هذه المحاولات التي ما أن تبوء بالفشل، تنجح التجربة اليمنية في عودة مفهوم الدولة بشكل كبير، بعد سنوات من التخريب المتعمد في اليمن الذي تحاول كل من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية ببسالة كبيرة أن يوقفا كل محاولات التخريب والإعمار من جديد.

إشادة إقليمية ودولية:

ولقي قرار إعلان الحكومة اليمنية الجديدة ترحيبا عربيا ودوليا، الشيقة الكبرى والراعية الاولى لـ “اتفاق الرياض” الملكة العربية السعودية باركت التشكيل الحكومي الجديدة، حيث عبر وزير خارجيتها، “الأمير فيصل بن فرحان”، عن تطلعه في تغريده له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: إلى أن تنفيذ الاتفاق بشقيه العسكري والسياسي، يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار، وتلبية تطلعات الشعب اليمني الشقيق في حل سياسي ينهي الأزمة الحالية”.

من ناحيته قال سفير المملكة لدى اليمن “محمد آل جابر” في سلسلة تغريدات على “تويتر” رصدها “المندب نيوز: “أن جهود بلاده أثمرت بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، الى تنفيذ الشق العسكري وتشكيل الحكومة اليمنية بتوافق بين المكونات السياسية اليمنية”.

وهنأ “آل جابر” الرئيس هادي وحكومته والمجلس الانتقالي الجنوبي والمكونات السياسية والشعب اليمني على تشكيل الحكومة اليمنية بعد تنفيذ الشق العسكري، متمنياً من الله أن يبنى على هذه الخطوة مزيد من التوافق بين الأطراف اليمنية لتعزيز الأمن والاستقرار وإحلال السلام”.

واوضح السفير “ال جابر”: أن التحالف بقيادة المملكة بذل جهوداً جبارة في تحقيق السلام ورأب الصدع ودعم التوافق بين الأطراف اليمنية، وتقع على عاتق القيادات اليمنية السياسية والعسكرية والاجتماعية مسؤولية كبيرة في تعميق الحوار والمصالحة والابتعاد عن التصعيد بكافة أنواعه وتوحيد الصفوف لاستعادة الدولة وإرساء السلام”.

المبعوث الأممي:

المبعوث الأممي إلى اليمن “مارتن غريفيث”، رحّب بالتطورات الإيجابية في تنفيذ “اتفاق الرياض”، بشقية الساسي والعسكري والذي تمخض عن تشكيل حكومة يمنية جديدة.

وقال غريفيث: في بيان نشره الموقع الرسمي لمكتب المبعوث، بعد ساعات من إعلان تشكيل الحكومة الجديدة “:إن هذه خطوة مهمة لتعزيز الاستقرار وتحسين مؤسسات الدولة ورفع مستوى الشراكة السياسية، وهي أيضًا خطوة محورية نحو حل سياسي دائم للصراع في اليمن”.

وأعرب عن أمله بنجاح جهود الحكومة ورئيس الوزراء لمواجهة التحديات العديدة التي تواجهها البلاد وتحسين حياة الشعب اليمني، مشيراً إلى ضرورة القيام بالمزيد من العمل لإشراك المرأة اليمنية في الحكومة ومناصب صنع القرار.

الإمارات:

معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور “أنور قرقاش”، أكد أن تشكيل الحكومة اليمنية بناء على اتفاق الرياض هو التطور الأهم في الأزمة اليمنية خلال العام الجاري، مشدداً على أن المبادرة الآن في يد اليمنيين للبناء على الاتفاق والبحث عن حلول تنهي معاناة الشعب اليمني.

وقال “قرقاش” في تغريده على “تويتر” رصدها “المندب نيوز” :إن تشكيل الحكومة اليمنية بناء على اتفاق الرياض هو التطور الأهم في الأزمة اليمنية في 2020″.

وأضاف “قرقاش”: جهود المملكة العربية السعودية الحثيثة ثبتت الاتفاق لما هو في مصلحة الشرعية وكافة القوى المعارضة للانقلاب الحوثي”.

 واختتم بالقول: “المبادرة الآن في يد اليمنيين للبناء على الاتفاق والبحث عن حلول تنهي معاناة الشعب اليمني.

وكان الرئيس هادي قد أصدر الجمعة الماضية قراراً بتشكيل حكومة جديدة تضم 24 وزيرا مناصفة بين الشمال والجنوب، بناء على اتفاق الرياض الذي تمّ توقيعه في نوفمبر 2019 برعاية المملكة العربية السعودية بين الانتقالي الجنوبي الحكومة اليمنية، والتي أدت اليمين الدستورية، السبت 26 ديسمبر 2020م، وتتأهب للقدوم إلى عدن لممارسة مهامها المناطة القيام بها في ظل الظروف الحالية، وتوحيد الجهود لتحسين الخدمات وتهيئة الأوضاع لرص الصفوف لمواجهة انقلاب الحوثي.

LEAVE A REPLY