رئيس انتقالي سقطرى: نعمل على جعل المحافظة وجهة سياحية عالمية

445

سقطرى (المندب نيوز)

تعد جزيرة أرخبيل سقطرى من البيئات القليلة في العالم، حيث تحوي الكثير من المحميات الطبيعية النادرة والمصنفة من جانب اليونسكو كتراث عالمي.

حول عمليات التنمية والترويج السياحي والوضع الأمني الراهن والخطط القادمة لاستغلال الطبيعة النادرة للمحافظة وجعلها إحدى الوجهات السياحية العالمية، أجرت “سبوتنيك” المقابلة التالية مع المهندس رأفت علي إبراهيم الثقلي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أرخبيل سقطرى في السطور التالية.

إلى نص الحوار…

بداية ما هو الوضع السياسي والأمني الآن في سقطرى.. وكيف كانت الأمور في السنوات الماضية؟

محافظة أرخبيل سقطرى التي تقع في قلب المحيط الهندي وهي محافظة مسالمة آمنة على الدوام، و تتميز بعادات وتقاليد أصيلة منذ القدم، حيث كانت تعيش حالة استقرار وأمن وأمان على الرغم من نقصان بعض الخدمات في السابق، بشكل خاص ما يتعلق بالجانب الصحي والتعليمي إضافة إلى المشتقات النفطية والكهرباء والمياه، كل الجوانب السابقة تعاني منها سقطرى منذ أكثر من 47 عام، وكان تصميم مشروع المياه والكهرباء في المحافظة منذ العام 1984 يركز على عاصمة المحافظة وهي مدينة “حديبو” فقط، وخلال الـ 25 عاما الماضية، شهدت سقطرى توسعا عمرانيا كبيرا جدا، متمثلا في زيادة عدد السكان والمنازل بجانب زيادة احتياجات المحافظة نفسها، فلم تواكب الخدمات الرئيسية تلك التطورات والاحتياجات.

ما هي الأسباب التي أعاقت الإدارات المتعاقبة في سقطرى عن مواكبة تلك التغيرات؟

المتتبع لتاريخ سقطرى المعاصر يرى أن المشكلة تكمن في غياب الاستراتيجية، فلم تضع الدولة اليمنية السابقة ولا الحالية خطة لاستغلال الجزيرة من ناحية موقعها أو تنمية مواردها الطبيعية، على سبيل المثال، بيئتها النوعية والفريدة في العالم أجمع، لم تستوعب الحكومات المتعاقبة خصوصية سقطرى الأرض والإنسان، وهذا يعود إلى غياب الأفق السياسي للإدارة الحكومية في الحكومة.

هل كانت حالة عدم الاستقرار السياسي في اليمن وراء نسيان المحافظة من الناحية التنموية؟

الصراعات التي كانت ومازالت تحدث في اليمن أثرت بشكل سلبي على ما يحدث في محافظة سقطرى، والمشكلة الأساسية تتمثل في غياب الاستراتيجية المركزية لليمن، وطالما أن سقطرى لم تحظ بخصوصيتها وثقافتها وبعدها الجغرافي، فمنذ العام 1967 وحتى العام 2013 لم تكن سقطرى محافظة مستقلة، فلم يشفع لها بعدها الجغرافي وبيئتها وخصوصيتها، حيث تبعد الجزيرة عن أقرب نقطة برية للجزيرة العربية “المهرة” 350 ميل بحري.

كان الأجدر بالحكومات اليمنية أن ترسم سياسة لإدارة سقطرى وفقا لخصوصيتها ويتم منحها إدارة مستقلة تمكن أهلها من رسم خصوصيته وهويته، فلدينا لغة “السقطرية” وثقافة خاصة والتي توشك على الاندثار، من المسؤول عن كل هذا الضياع رغم إعلان اليونسكو جزيرة “سقطرى” محمية دولية طبيعية، ووضعت مخططا عاما للجزيرة وتبعتها عدد من المنظمات الدولية والتي قسمت المحافظة إلى مربعات ومحميات ومن بينها العاصمة “حديبو”.

كان هناك دعم لتلك المحميات منذ أكثر من 20 عاماً لم نرى شيئا ملموسا وحقيقيا على الأرض لتلك المحميات فلو منح أبناء سقطرى إدارة مستقلة، هذه الإدارة يمكن أن ترصد العادات والتقاليد، فلدينا نظام بحري في الجزيرة يختلف عن أي نظام بحري في المنطقة، ويتمتع هذا النظام بآليات معينة تتناسب مع الصياد السقطري و للحفاظ على البيئة، فمثلا هناك أعراف وتقاليد ينضبط بها المواطن السقطري حتى في عملية الرعي، حيث أصبح الرعي جائرا في الوقت الراهن، الأمر الذي أدى إلى انقراض بعض النباتات النادرة، ليس هناك اهتمام بالجزيرة نهائياً من جانب القيادة السياسية العليا.

أنتم الآن أو المجلس الانتقالي هو من يدير الأمور بالجزيرة.. هل وضعتم استراتيجية لتنمية سقطرى؟

نقوم بإدارة المحافظة منذ ما يقارب عام ونصف وقدمنا ولا زلنا نقدم تعاونا لا محدود للهيئات المؤسسية والسلطة المحلية التي تمارس مهامها بكل أريحية في سقطرى بعد خروج محافظها منها، ولا نسأل عن الفترة السابقة ولنا طموح في المستقبل القريب تمثلت في وضع استراتيجية للعام 2022 ، نعمل من خلال تلك الاستراتيجية على عدة مسارات، يتمثل المسار الأول في التواصل مع المنظمات الدولية والمؤسسات الخيرية لتصحيح ما تم إهماله منذ أكثر من 47 عاما، وهي تحتاج إلى جهود كبيرة ندركها، وتلك المسارات تتقاطع في أمور مهمة جدا تتمثل في مصلحة سقطرى العليا التي تلتقي جميعها في الجانب البيئي، حيث تهمنا جميعا بيئة سقطرى لأنها رأس مالنا الأكبر على سطح الجزيرة سواء كانت برية أو بحرية بجانب ثقافتنا الخاصة، ولا يجب أن ننسى البنية التحتية المهشمة، حيث أعلن أن المحافظة في حالة حرب في العام 2013 ، وإلى الآن لا توجد ميزانية تشغيلية في المحافظة ولا كيف تدار المحافظة.

تتحدث عن البيئة كرأس مال للمحافظة.. هل يعني هذا أنكم تخشون من الاستثمارات التي قد تهددها؟

ليس لدينا مشكلة في الجانب الاستثماري بل ندعو حكومة المناصفة التي شكلت بموجب اتفاق الرياض لاستغلال مكانة سقطرى لتعديل الوضع الاقتصادي في البلاد عبر جلب الاستثمار والانفتاح السياحي العام في محافظة أرخبيل سقطرى، حيث أن قيادة الانتقالي حريصة على ذلك ولكن يجب أن يكون هذا الأمر وفق ضوابط، بحيث يتم ضمانة تفادي أساليب الفساد في الحكومات السابقة وضمان أن لا يؤثر ذلك على البيئة أو ثقافة المجتمع السقطري الشيء الذي نطمح له في المستقبل القريب ونعد له استراتيجية مهمة جداً، هو عملية إعادة تنظيم المحافظة من حيث البنية التحتية ورسم معالمها وفق خطة معينة تحافظ على البيئة، وتتمثل في تقسيم المحميات ومعرفة مهام كل محمية واحتياجاتها وأن يتم دعمها بشكل مباشر، ونعتمد في المرحلة القادمة وهى من السياسات التي نرسمها للعام 2022 بأن تحظى السياحة العامة بدور أكبر في المحافظة، حيث نقوم بالدعاية لها ونعمل على تنظيمها وستكون مفتوحة للجميع، بأن ندعو جميع دول العالم لزيارة سقطرى والتعرف عليها، ونأمل أيضا أن تكون هناك رحلات دولية من وإلى الجزيرة من كل دول العالم.

ما هو الوضع السياحي الراهن في سقطرى؟

من المفترض والطبيعي أن يكون وزير البيئة والسياحة في أي حكومة يمنية من أرخبيل سقطرى، نظرا لأن أغلب المحميات الطبيعية في سقطرى، ولدينا كفاءات في هذا الجانب يحملون درجات علمية متفاوتة، وكنا نتمنى أن يكون أحد وزراء الحكومة التي تم تشكيلها وفق اتفاق الرياض ومن أبناء المحافظة حتى تكون الجزيرة نبراس لبقية المحافظات.

LEAVE A REPLY