كيف قابل اليمنيون مغادرة سفير طهران لدى الحوثيين صنعاء؟

1460

صنعاء (المندب نيوز) إرم نيوز:

غادر مساء أمس السبت، مطار صنعاء الدولي، حسن إيرلو، سفير طهران لدى ميليشيات الحوثي، بطائرة عراقية، عقب وساطة قادتها بغداد ومسقط مع التحالف العربي من أجل ذلك.

الوساطة العراقية والعمانية جاءت بطلب من قيادة ميليشيات الحوثي والخارجية الإيرانية، للتوسط لهم عند التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، للسماح للقيادي في الحرس الثوري الإيراني وسفير طهران لدى الحوثيين بمغادرة صنعاء، وتوفير وسيله لنقله عبر الأجواء اليمنية.

وبحسب وزارة الخارجية الإيرانية، التي أعلنت عن مغادرة سفيرها لدى الحوثيين حسن إيرلو العاصمة اليمنية صنعاء، فقد جاءت بعد أن” أصيب منذ أيام بفيروس كورونا، وهو بحاجة لعناية طبية عاجلة، ونظرا للحاجة إلى العناية الطبية العاجلة، قامت وزارة الخارجية باتصالات مع بعض الدول، من أجل نقله إلى إيران لتلقي العلاج“.

أذيال الهزيمة

ولم تأبه الأوساط السياسية والصحفية في اليمن بالسبب الذي بموجبه غادر حسن إيرلو صنعاء، بقدر تركيزها على فشله في المهام التي أوكلت إليه، ورحيله وهو يجر خلفه أذيال الهزيمة والخزي والعار، بالإضافة إلى تأكيدها على تبعية ميليشيات الحوثي لدولة إيران، سواء بوجود ممثل عنها بينهم، أو عدم وجوده.

وقال وزير الأوقاف والإرشاد السابق أحمد عطية: ”لا فرق، غادر أو هرب أو خرج حسن إيرلو، أو بقي“.

وأضاف عطية، في تغريدة له على حسابه في موقع ”تويتر“: “ لا يفرق معنا كيمنيين لسبب واحد، أن الحوثيين من وقت مبكر مطلع الثمانينيات ارتموا في حضن إيران، وسلموا عقولهم لولاية الفقيه، والتبعية مستمرة، والعمالة باقية، بسفير أو دون سفير، صاروا أشد من حزب الله إخلاصاً وولاء للفرس الإيرانيين“.

لا عنب اليمن ولا فطور ‎مأرب

من جانبه، قال الكاتب الصحفي سام الغباري: ”‏حسن إيرلو لم يطل عنب اليمن، ولا فطور ‎مأرب، هذا عنوان الصراحة الأخير، سواء نُقِل ميتًا، أو مريضًا، أو فارًا بقدميه، وناجيًا بجسده، فقد غادر المشهد في ‎صنعاء المحتلة وترك حبلهم على غاربه“.

وأشار الغباري إلى أن ”سماح التحالف له بالخروج، أفضل من بقائه بالداخل، واعتراف ‎حوثي بتحكمنا القاهر عليهم“.

وقال الصحفي محمد دبوان: ”‏بصرف النظر عن طريقة دخوله لليمن وحتى طريقة خروجه، في الحالتين، يظل حسن إيرلو أشبه بتاجر مخدرات، قرصان مشبوه، يتحرك ملاحقًا بالعار والفضيحة، ما يؤكد أن صنعاء لم تتحول لبغداد أخرى ولا بيروت، فرجال إيران يتسربون إليها خفية، ويغادرون بدوافع الشفقة. هنا مجد اليمني، إدراكه المبكر للخطر ومقاومته“.

خلاف بين الإيرانيين والحوثيين

في غضون ذلك، ترددت أنباء تداولتها وسائل إعلامية مختلفة، تحدثت عن احتمالية نشوب خلاف بين طهران من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة مقابلة، وإزاء هذا الأمر، جاءت مغادرة حسن إيرلو لصنعاء.

وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبدالسلام محمد: ”‏الحديث عن خلاف حوثي إيراني، أو طرد الحوثيين لسفير الحرس الثوري حسن إيرلو، هو آخر ما يصدقه اليمنيون من تسريبات، الهدف منها إدخال التحالف والجيش والمقاومة في حالة ارتخاء، لضمان نجاح آخر هجوم لهم على مأرب، التي يريدون فيها عزل حقول صافر النفطية عن المدينة المكتظة بملايين النازحين“.

وذكر محمد: ”‏سواء أصيب السفير الإيراني المزعوم لدى الحوثيين بكوفيد 19، أم لا، فإن طلب الحوثيين من السعودية السماح له بالمغادرة، يدخل في إطار تكتيكات جديدة، يناورون بها بغرض التقليل من الضغط السياسي الدولي المتصاعد، والضغط العسكري الأخير للتحالف، والهدف هو استمرار محاولاتهم السيطرة على مأرب“.

من جانبه، قال الصحفي عبد السلام القيسي:”‏ أغبياء أولئك الذين يعتقدون أن الحوثي يطرد السفير الايراني، فهذه دعاية مجانية له بحفظه لسيادة نفسه. ما يجمع الحوثي وإيران أكبر من مجرد سفير، بل قرون من الدموية والحاكمية الظلامية، وهذه مناورة لحماية الجماعة بإيحاء شذها عن الطوق الإيراني، ومحاولة حوثية لتخفيف الضغط والنجاة“.

دخل بتهريب وخرج بوساطة

بدوره، قال الصحفي والناشط الحقوقي كامل الخوداني:”‏ دخوله اليمن بتهريب، وخروجه بوساطة، إثبات كافٍ أنكم مجرد ميليشيا وعصابة. مسألة خلافكم مع إيران.. الكل يعرف أنكم فقط ذيل وعبيد لها، لا تعصون لها أمرا، ولهذا الجميع نفى وجود خلاف بينكم قبل ان تنفوه أنتم. المهم الآن قولوا لنا، من هو الإيراني الجديد المكلف بحكمكم، بدل إيرلو؟“.

LEAVE A REPLY