صحيفة دولية: عمل ممنهج يستهدف القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية

638

المكلا (المندب نيوز) العرب

تشكل عودة الاغتيالات التي تستهدف أساسا القيادات العسكرية الجنوبية، تحديا كبيرا لمجلس القيادة الرئاسي، الذي تسلم إدارة المرحلة الانتقالية في اليمن قبل نحو شهر.

وتقول أوساط سياسية إن ظهور التنظيمات الإرهابية في المشهد، وتوالي الهجمات وعودة مسلسل الاغتيالات في المناطق المحررة، يعكس وجود مخطط يستهدف إرباك المجلس والعمل على تقويض جهوده في استعادة الاستقرار في المناطق الواقعة تحت سيطرته، ومحاولاته للدفع باتجاه مسار السلام.

وتشير الأوساط إلى أن هناك عدة مؤشرات تؤكد وجود تحالف بين الحوثيين والتنظيمات الراديكالية الأخرى مثل القاعدة، وأيضا القوى الغاضبة لسحب البساط منها، وهذا التحالف يسعى اليوم إلى إثارة الفوضى الأمنية في مناطق السيطرة الحكومية، واستفزاز الجنوبيين.

ونجا رئيس العمليات المشتركة الرئيسية في المنطقة العسكرية الرابعة في عدن اللواء صالح علي حسن اليافعي الأحد، من محاولة اغتيال بعد استهداف موكبه بسيارة مفخخة في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة اليمنية المؤقتة.

ويأتي الهجوم الذي يعتقد أن تنظيم القاعدة من يقف خلفه، بعد أيام على هجوم مباغت شنته عناصر من التنظيم المتطرف في محافظة الضالع شمال عدن، أسفر عن مقتل قائدين بارزين من قوات الحزام الأمني المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، وجرح عدد من الجنود.

وقال مصدر أمني إن اللواء صالح علي حسن نجا من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة استهدفت موكبه بشارع مدرم، وهو الشارع الرئيسي في مديرية المعلا، مشيرا إلى أن الاستهداف وقع أثناء مروره بالقرب من مركز شرطة المعلا، وهو في طريقه إلى مديرية التواهي.

ويعد علي حسن اليافعي أحد القيادات العسكرية الجنوبية البارزة، وقد تسلم رئاسة العمليات العسكرية المشتركة بالمنطقة العسكرية الرابعة منذ العام 2012.

ويرى مراقبون أن استهداف القيادات العسكرية الجنوبية، هو عمل ممنهج لضرب مجلس القيادة من الداخل، وإثارة الشكوك وبث الفرقة بين مكوناته التي تمثل كامل الجغرافيا اليمنية.

وقال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة في أول تعليق من المجلس على محاولة الاغتيال، “‏لن يرعبونا ولن يرهبونا.. سائرون وبعزيمة نحو استعادة دولتنا.. العالم يشهد ويعرف من أين يأتي الإرهاب وممولوه ومشاريعهم السياسية لضرب قضية الشعب”، متسائلا “لماذا الإرهاب موجه نحو الجنوب؟”.

واعتبر المحلل السياسي ياسر اليافعي أن “استهداف الكوادر العسكرية الجنوبية عمل ممنهج ومدروس ومشترك بين الكثير من القوى المعادية للجنوب” .

وقال اليافعي موجها حديثه لليمنيين “استذكروا كل من تمت تصفيتهم بالسيارات المفخخة وعمليات الاغتيال خلال عشرين عاما الماضية، وستعرفون إنها عملية ممنهجة ومدروسة، ولا يمكن أن تتوقف إلا بتحصين كامل للجنوب”.

التصعيد الأمني تزامن مع فرار عدد من السجناء المحسوبين على القاعدة من أحد السجون في شمال محافظة حضرموت

وكان مقر لقوات الحزام الأمني في منطقة “حكولة” بالضالع، تعرض في وقت سابق من الشهر الجاري لهجوم عنيف من عناصر يعتقد أنها تنتمي إلى القاعدة، الأمر الذي أدى إلى مقتل نائب قوات الحزام الأمني بالمحافظة النقيب وليد الضامي، وقائد قوات مكافحة الإرهاب العقيد محمد الشوبجي، وأحد الجنود، فيما لقي المهاجمون الثمانية مصرعهم.

وتزامن التصعيد الأمني مع فرار عدد من السجناء المحسوبين على القاعدة من أحد السجون في شمال محافظة حضرموت، التي تشرف عليها قوات شمالية تدين بالولاء لنائب الرئيس اليمني المعزول علي محسن الأحمر، فضلا عن ورود تقارير عن إطلاق الميليشيات الحوثية للعشرات من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش لتوجيههم نحو المناطق المحررة.

وعلّقت الناشطة الحقوقية في عدن لولا علي على محاولة اغتيال حسن اليافعي، قائلة في تدوينة لها عبر موقع تويتر “لا يزال المخطط قائما لبث الرعب في عدن.. تارة عبر الحملات الإعلامية المنظمة وأخرى عبر الإرهاب”. وأشارت لولا إلى أن “الإرهاب كعادته لا يفرق بين قيادات أو مواطنين”.

ويرى مراقبون أن التصعيد الخطير في المناطق المحررة يفترض من المجلس الرئاسي تسريع جهود إعادة ترتيب الوحدات الأمنية والعسكرية، لقطع الطريق على محاولات بث الفوضى في المناطق المحررة.

ويحذّر المراقبون من أن القوى المعادية للمجلس ستضاعف في الفترة المقبلة من مساعيها لإشاعة الفوضى، لاسيما مع اقتراب الهدنة المؤقتة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة مطلع أبريل الماضي من نهايتها.

وكانت الأمم المتحدة توصلت إلى اتفاق مع أطراف الصراع في اليمن يقضي بتثبيت هدنة إنسانية لمدة شهرين، وتراهن المنظمة الأممية على البناء على هذه الهدنة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، والدفع باتجاه عملية السلام.

ويشكك المراقبون في إمكانية أن يتحقق الهدف المنشود في ظل التشابكات الحاصلة في المشهد اليمني، وتضارب الرؤى ومصالح القوى المختلفة، حيث إن الحوثيين على سبيل المثال يعتبرون الهدنة مجرد استراحة لإعادة تنظيم صفوفهم لجولة قتال حاسمة، فيما تعتبر القوى التي كانت متحكمة في مفاصل الشرعية خلال فترة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، أن نجاح محاولات المجلس الرئاسي للبناء على هذه الهدنة، سيعد إنجازا يحسب له.”.

LEAVE A REPLY