حضرموت ( المندب نيوز ) خاص – أحمد هدبول 

 

ساحل حضرموت يمتاز بالشواطئ البحرية الغنية بالحيوانات والأعشاب والأحجار البحرية ، ومحمية شرمه هي المنطقة البحرية التي تحتضنها حضرموت وتعبر موطنا للسلاحف ، حيث أنها تقرب من مدينة الشحر التي تمتاز بوجود العديد من الينابيع والعيون ذات المياه الحارة ، ناهيك عن ثراثها وتاريخها العريق.

 

محمية شرمه هي منطقة ساحلية تتبع مدينة الديس الشرقية بمحافظة حضرموت ساحلا ، تم اعتمادها من قبل الحكومة كمحمية في عام 2001 م_2002م ،حيث أنها تعد من أهم البيئات البحرية الطبيعية موطنا للسلاحف.

 

وتحتوي على عدة مناطق من أشهرها :رأس شرمه، و جثمون ،ورأس باغشوه وقصيعر وغيرها ، وتشغل مساحة طويلة جدا تقدر حوالي 55 كيلو متر ما يعادل 34 ميل.

 

يقصدها الأهالي والسياح غالبا في فصل الصيف ، وتحديدا في الأيام التي يكون فيها القمر ساطعا، حيث أن أنثى السلاحف تخرج على الشاطئ مستغلة الهدوء وضوء القمر لتضع بيضها على الشاطئ ،باستثناء ذكورها لا يمكن أن تنزل إلى الشاطئ لأن ليس لها هدف من ذلك.

 

وقد وضعت الحكومة ضوابط يلتزم بها كل الزوار والقادمون إليها، وذلك بإقرار عقوبة غرامة مالية تدفع وسجن لمن يخالف الضوابط والمتمثلة في عملية استنزاف السلاحف بالذبح والذي يؤدي إلى انقراضها تماما ،حيث أن بعض الزوار يقوموا بذبح أعداد كبيرة منها أثرت نسبيا في عدد السلاحف التي تطلع من البحر .

 

وتوجد بالمحمية نوعين من السلاحف وهي السلاحف الخضراء والسلاحف الصقرية، وهذان النوعان ليس هما الوحدين بل توجد أنواع كثيرة ولكن هذين النوعين تمتاز بها المحمية بشكل أكثر.

 

تضع السلاحف بيضها في أحضان تلك الرمال الدافئة ويقول الخبراء : أن الأنثى الواحدة تضع ما بين 20_30بيضة، وترجع إلى البحر لتتولى الرمال مهمة إتمام عملية تفقيس البيض ،وتستمر فترة احتضان البيض في الرمال لفترة 50 يوما لتخرج صغار السلاحف مخترقة الكثبان الرملية متجهة إلى عمق البحر .

 

إضافة إلى احتوائها على المناجم البحرية والشعاب المرجانية التي تعتبر بيئات جاذبة للعديد من الأسماك الصغيرة والقشريات والكائنات الحية الدقيقة.

 

أما عن الطيور فإن محمية شرمه تعتبر مستودعا ضخما للطيور المهاجرة والنادرة على وجه الخصوص وهذا السبب الذي جعل للمكان اهتمام من قبل الدولة .

 

تعتبر محمية شرمه مورد سياحي هام لكنه يحتاج إلى الكثير من الاهتمام الرسمي والشعبي على نوع من الجدية والعزيمة والإصرار، حتى يكون للمكان مهيئ للزوار والسياح ليعود للدولة بمصدر دخل يغطي من مصاريف تأهيل هذه المحمية وجعلها في أفضل صورة يراها الزائرون .

LEAVE A REPLY