تقرير خاص : الإمارات ودورها الريادي في تحرير اليمن

537

 المندب نيوز – خاص

ما أنْ انطلقت عاصفة الحزم في الـ 26مارس بمشاركة عدداً من الدول الساعية لعودة الشرعية من يد الانقلابين وفي مقدمة تلك الدول دولة الإمارات العربية المتحدة، التي صنعت نقطة فاصلة للخروج من أزمة اليمن وانقلابها المشئوم.

يتعاظم دور الإمارات في اليمن كل يوم، خاصةً مع اتساع رقعة تقدم المقاومة الشعبية والجيش الوطني المدعومين من التحالف العربي المشترك بقيادة السعودية، في المعارك الدائرة ضد ميليشيات الحوثي “الشيعة المسلحة” والمخلوع عبد الله صالح، ذلك النفوذ الذي بدأ بتحرير عدن, وحرصت الإمارات على لعب الدور الأكبر فيه، واستطاعت أن تسلم إدارة المدينة أمنياً وعسكرياً بعد تحريرها إلى أبناء عدن.

وظهرَ الدور الإماراتي في عدن بشكل واضح في عملية تحرير عدن، وجاء دور الإمارات بعدن بعدَ أنْ أشرفت قوات إماراتية على عملية تحرير عدن وتأمينها بعد التحرير، كما أفادت مصادر محلية أنَّ إنزالاً قامت به قوات التحالف العربي في ميناء البريقة غالبيته مكونة من جنود إماراتيين، هدفه بسط السيطرة الكاملة على مدينة عدن قبل وبعد تحرير المدينة.

وأصبحت الإمارات بارزةً في الدور العسكري واللوجستي في أهم المدن اليمنية تأثيراً على الأحداث الآن، خاصة أنها بالفعل سعت وقامت بالدور الأكبر في تحرير مدينة عدن.

كما يظهر الدور الإماراتي بشكل كبير في الحرب الدائرة، حيث تتحمل المسؤولية الكاملة في عملية التنسيق بين قيادات المقاومة على الأرض والكتائب المختلفة، وكذلك تتمتع الإمارات بعلاقات قوية مع قيادات الحراك الجنوبي، وهي التي تعمل على تأمين السلاح والتدريب اللازم لهم.

الإمارات أيضاً تُشرف على ميناء البريقة بمدينة عدن, الذي يُعتبر المورد الرئيسي لجميع الإمدادات اللوجستية والعسكرية، حيثُ  يشمل الإنزال (السلاح والمواد الإغاثية) وغيرها من الإمدادات، وهذا الأمر لا يُعلم حتى الآن إذا ما كان بالتنسيق مع السعودية أم أنه دور إماراتي منفرد، وقد أعلنت الإمارات في السابق المشاركة بنحو 30 طائرة مقاتلة في التحالف العربي، وأشارت مصادر عسكرية إلى أنَّ للإمارات دوراً إشرافياً على الغارات التي يشنها طيران التحالف العربي في اليمن.

 

باتَ من الواضح تماماً أنَّ الدور الإستراتيجي الذي يقوم به التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، حقق إنجازات كبيرة على الأرض سواءً في المساهمة بإعادة الشرعية والاستقرار إلى اليمن , أو من جانب الحفاظ على أمن المنطقة تجاه التدخلات الخارجية والأطماع التي تتعرض لها من خلال تمويل الطائفية والجماعات الإرهابية.

ولعبت الإمارات دوراً كبيراً في تحرير مأرب من قبضة ميليشيات «الحوثي ـــ صالح»، إضافةً إلى تحرير سد مأرب التاريخي الذي أعاد بناءه المغفور له بإذن الله (الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان)، طيّب الله ثراه.

ويعدُّ تحرير مأرب من احتلال ميليشيات «الحوثي ـــ صالح» نصراً إستراتيجياً مؤزراً، لأن مأرب رمز كبير في التاريخ اليمني والتاريخ العربي بشكل عام.

وركزت الإمارات بعد تحرير مدينة عدن على إمداد المدينة والمناطق المجاورة لها بكل الاحتياجات العاجلة لأبناء المدينة والمحافظات المجاورة لها، فقد أصبحت عدن محطة لتوزيع المساعدات الإنسانية للشعب  منذُّ استعادتها من قِبل المقاومة الجنوبية والجيش الوطني.

وقدمت الإمارات إلى عدن نحو 2315 طناً من المساعدات الطبية من خلال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إضافةً إلى 300 طن من المساعدات الغذائية المقدمة من قِبل «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية»، إضافةً إلى قيام الدولة بإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية في عدن بكلفة تصل لنحو 35 مليون درهم.

وأسهمت كذلك بدور كبير في إعادة تأهيل مطار عدن وتشغيله حيثُ قدّمت عدداً من الآليات والتجهيزات المتطورة.

ونفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عدداً من المشروعات التنموية الخاصة بالتعليم في عدن بقيمة 81 مليوناً و300 ألف درهم.

وتقوم الإمارات ضمن التحالف في اليمن بقيادة السعودية بمهمة بالغة الحيوية في هذا البلد العربي الشقيق لتخليصه من الانقلاب الذي قامت به ميليشيا الحوثي ـــ صالح ضد الشرعية، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.

 

دور الإمارات العسكري في عدن:

الإمارات في هذا التوقيت بما سبق ذكره ساهمت في معظم الأدوار العسكرية واللوجستية في أهم المحافظات التي تشهد الصراعات، ويبرز الآن دورها في الحرب الدائرة هناك على مشارف محافظة عدن، وذلك من خلال تواجد قواتها على متن السفينة، والتي تتحمل المسؤولية الكاملة في عملية التنسيق بين قيادات المقاومة على الأرض والكتائب المختلفة.

كما لعبت القوات الإماراتية دوراً مهما وبارزاً في تدريب المقاومة الجنوبية في مدينة البريقة ،حيث أمدّتها بالسلاح الخفيف والمتوسط والثقيل، حتى حان وقت تحرير عدن لتشارك هذه القوات المدربة جنباً إلى جنب مع قوات إماراتية  بكامل سلاحها وعتادها لتصنع نصر جديد لعدن وتساهم في إعادة الحياة للمحافظة والمناطق المجاورة لها.

وبعد تحرير عدن تواجدت القوات الإماراتية على الأرض وذلك لحماية المرافق الإستراتيجية المهمة مثل المطار والميناء والمصافي والمراكز الأمنية ، كما قامت هذه القوات بإعادة تأهيل مطار عدن الدولي ليكون جاهزاً لاستقبال الطائرات وهو ما ساهم بشكل كبير في نقل جرحى الحرب من عدن إلى دول أخرى للمساهمة في علاجهم، وكذلك في وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى عدن .

وساهمت أيضاً هذه القوات في حماية الشخصيات الهامة مثل الرئيس هادي ونائبه وأعضاء الحكومة اليمنية عند عودتهم إلى عدن حيث وفرت لهم الحماية أثناء تنقلاتهم في مديريات المحافظة.

تحرير باب المندب:

وبعد تحرير عدن ولحج وأبين توجهت طلائع القوات الإماراتية للمشاركة في عمليات تحرير باب المندب أحد أهم المعابر المائية في العالم، إذاً كان للإماراتيين دور كبير في حسم معارك باب المندب وتأمين المنطقة.

وتواجدت القوات الإماراتية، بباب المندب بشكل كبير واستطاعت إلى جانب المقاومة الجنوبية، أنْ تحرر الباب في 4 ساعات من مليشيات المخلوع والحوثيين.

تحرير لحج والعند :

وكان للإمارات وصناديد جيشها الدور الأبرز في تحرير محافظة لحج أهم محافظة ترتبط بعدن، حيث قاتلَ أبطال الإمارات جنباً إلى جنب مع المقاومة وجنود المنطقة الرابعة، متوجهين لتحرير لحج، وكتب الله النصر لهذه القوات  وهزيمة قاسية للمليشيات.

ثم توجهت القوات إلى العند، وهو أهم قاعدة جوية وعسكرية في الجنوب، وتم دخول العند وسط مخاطر الألغام، إلا أنَّ هذه القوات المشتركة من تطهير معسكر وقاعدة العند من عناصر المليشيات، التي فرت إلى مناطق كرش والشريجة.

تحرير مأرب:

وعلى الرغم من الخسارة الكبيرة التي تعرض لها الجيش الإماراتي من خلال فقدانه أكثر من 50 شهيداً في عملية الغدر والخيانة التي طالت معسكر تجمع الجنود الإماراتيين، إلا أنَّ تلك الدماء الطاهرة الزكية التي روت أرض مأرب بالدماء، كان دافعاً للقوات الإماراتية على مواصلة المشوار حتى تم رفع علم اليمن والإمارات عالياً فوق سد مأرب التاريخي إيذاناً بعهد جديد ليس لمأرب فقط وإنما للمنطقة برمتها.

دور تاريخي:

بهذا التدخل الإماراتي الكبير، نقشت الإمارات اسمها في قلب كل يمني لا سيما بمناطق الجنوب، التي التحمت معها  القوات الإماراتية وصنعت النصر، وامتزجت الروح الإماراتية بروح المقاومة.

ذلك لم يكن نصراً عادياً أو محدوداً، بل نصرا للأمة العربية وتغييراً لملامح المستقبل العربي، الذي تؤكد بها الإمارات والتحالف اليوم، أنَّ الأمة العربية عظيمة بجيوش دولها والإمارات أبرزها.

ما قامت به الإمارات هو دور تاريخي وبطولي سيدون بماء الذهب، وأعادوا للأمة العربية كرامتها وساهموا في الحفاظ على المنطقة من التدخلات الفارسية التي تهدف إلى السيطرة على الوطن العربي من خلال استخدام أدوات لا يهمها الوطن بقدر ما يهمها تنفيذ مصالحها.

 

 

 

LEAVE A REPLY