عدن .. وأزمة الكهرباء المفكوكة

306

عدن (المندب نيوز) قيس الشاعر

تبقى أزمة الكهرباء من أبرز المواضيع الشائكة التي يعاني منها المواطن في مدينة عدن الساحلية التي اتخذ منها الرئيس هادي عاصمة مؤقته لليمن ومنذ تحرير المدينة من مليشيا الحوثي وقوات حليفهم صالح الى يومنا لم تستطيع الحكومة ايجاد معالجات وحلول جدرية لأزمة الكهرباء التي تجاوزت مفهوم وابعاد الازمه المتعارف عليها علميا واصبحت امر واقع مسلم به من قبل المواطن .

وما ان يشهد التيار الكهربائي تحسنا ملحوظ لا ايام حتى يعود الوضع الى ما كان عليه من انقطاعات تطول مدتها الى اكثر من تسع ساعات قابله لزياده مقابل نصف ساعه او ساعة كاملة في أحسن الأحوال تمد فيها احياء المدينة بالتيار الكهربائي .

فلا صيف بارد عاشه سكان عدن كما وعدهم رئيس الحكومة المهندس احمد عبيد بن دغر ولا حتى الشتاء البارد تهنى فيه المواطن بخدمة التيار الكهربائي .

ولم تعد مسألة العجز في انتاجية الطاقة الكهربائية التي كانت تتدرع به الحكومة والمسؤولين عن الكهرباء سببا ترمى عليه اسباب ومسببات انقطاع التيار الكهربائي بعد ان قدمت كلا من السعودية والامارات وقطر عدد من المولدات الكهربائية للمساعدة في تقليص نسبة العجز ورفع انتاجية الطاقة الكهربائية يضاف الى ذلك قيام الحكومة بأبرام عقود لطاقه المشتراه و الاستعانه بخبراء من دولة بلغاريا لصيانة و رفع انتاجية احد التوربينات في محطة الكهروحرارية الواقعة بمديرية الشعب بمبلغ يقدر بثلاثين مليون دولار امريكي .

ومع كل ما تم تركيبة من مولدات وما تم ابرامه من عقود الطاقة المشتراه و ما تم القيام به من عمليات صيانه بمبالغ خيالية كفيلة بأنشاء محطة كهربائية حديثة ألا ان كل ذلك يبقي مسألة نفعها متوقف على كميات الوقود حيث ان نفاذها يعيق في كل مره دورانها وبه تبرر الحكومة التي لاتزال جعبتها ممتلئة بالحج و المبررات و الاكاذيب سبب انقطاع التيار الكهربائي ….

وهل يعقل ان حكومة لديها ما لديها من الخبرة والخبراء والمستشارين عجزت عن وضع اليه تحصر فيها كميات استهلاك محطات توليد الطاقة الكهربائية اليومي والاسبوعي و السنوي للوقود وعلى ضوء تلك الالية يتم توفير مادتي الديزل و المازوت ام ان عجزها ليس في معرفة نسبة الوقود المستهلك فهي عملية سهلة بمقدورها حصرها وانما الأمر يقتصر على عدم قدرتها دفع قيمة الوقود الشرائية في الوقت الذي تواصل فيه عمليات طباعة مئات المليارات من الريالات ….

صحيح ان احمد صالح العيسي ينفرد باستيراد المشتقات النفطية و يقال ان الحكومة غير ملتزمة ماليا بدفع ماله من مستحقات تقدر بالمليارات من العملة الصعبة ويتم الترويج لهذا القول على مستوى واسع الا ان العيسي في الحقيقة جزء من الشرعية يأتمر بأمرها ويساندها في حربها وربما يكون اداه من ادواتها في افتعال الازمة ….

وكل ما اريد اقوله ان موضوع ازمة الكهرباء وغيرها من الازمات التي تعصف بهذه المدينة الجميلة ابعد من مسألة الوقود وموضوعها اكبر مني ومنك ومنكم وستستمر و لن تحل طالما وان شؤون البلاد والعباد تسيره حكومة رئيسها ومعظم اعضائها كانوا من خبز وعجينه علي صالح كما وصفهم على لسانه ….

لذلك علينا ان نضع في الحسبان كل الاحتمالات فلا مكان للتفاؤل و الاستبشار بما هو احسن في هذه البلاد التي يصفها حاكمها بالبلاد المفكوكة وعلى مايبدو انها ستظل مفكوكه على الازمات الى حين يأتي من هو جدير وقادر على رتق وضم مفكوكيتها .

LEAVE A REPLY