تقرير خاص : “ميناء الشحر” يضخُّ عَصَبَ الحياة في ساحل مديريات حضرموت

1800

الشحر(المندب نيوز) خاص 

إلى بحر العرب تحُطُّ السفن التجارية والقوارب السمكية رحالها, في ميناء الشحر الذي يُعدُّ منْ أهم المرافئ المطلة على البحر العربي بساحل محافظة حضرموت الواقعة جنوب شرق اليمن.

إذ يشهد هذا الميناء الإستراتيجي حركةً تجاريةً واسعة, أسهمت في إنعاش القطاع الاقتصادي ورفد خزينة المحافظة بالموارد المالية؛ حيثُ أصبحَ بمثابة سوق تجارية حرة يُباعُ فيها مختلف البضائع التموينية والاستهلاكية مثل (المواد الغذائية ومواد البناء واستيراد السيارات) وغيرها.

ويسهم نشاطه في خلق العديد من فرص العمل للكوادر المتخصصة من خريجي الجامعات وكذا من العمالة المحلية, ليصبح الميناء من أهم المرافق الخدمية التي تُنعشُ عَصَبَ الحياة في المدينة والمناطق المجاورة لها.

 نشاط الميناء:

يستقبل الميناء العديد من السفن التجارية الصغيرة المحملة بشتى أنواع البضائع المختلفة, وكذا يستقبل الكثير من القوارب السمكية التي تضع رحالها في أرصفته بشكل يومي.

مدير الميناء المهندس/ صالح العليي قال في تصريح لـ”المندب نيوز” أنَّ الميناء تمَّ إنشاءه عام (2006م) كميناءٍ سمكي, “وأُضيف في السنة الماضية إلى مهمته السمكية مهمة تجارية”؛ ليُصبحَ ميناءً سمكياً وتجارياً في آنٍ واحد؛ وذلك إنعاشاً للحركة التجارية في كِلا القطاعين, وخدمةً للسوق المحلي بالمديرية وللمحافظة بشكل عام.

وأضافَ، أنَّ الميناء استقبلَ في الفترة الأخيرة بعد تحرير المحافظة من عناصر تنظيم القاعدة أكثر من (48 باخرة) خلال الشهرين الماضيين، حيث تم التعامل مع تلك البواخر بالشكل المطلوب, بتوفير كافة التسهيلات والخدمات الملاحية وفق الآليات واللوائح المتعارف عليها.

 تجارة السيارات:

يمتاز ميناء الشحر بتجارة واستيراد السيارات الصغيرة التي تستورد من شتى الدول العربية والآسيوية، حيثُ باتَ سوقاً حرة لشراء وبيع السيارات ذات الصنع “الأوربي” التي تُستورد على نحو شهري بكميات كبيرة تقدّر بالمئات، إذ تُباع هذه السيارات بمبالغ زهيدة مما جعل إقبال المواطنين عليها بشكل كبير, ووفر لها مناخاً ملائم لانتعاش هذه التجارة.

في هذا السياق أصدرَ محافظ حضرموت اللواء/ أحمد سعيد بن بريك قبل نحو أسبوعين  توجيهات تقضي بجمركة المركبات الواصلة عبر ميناء الشحر قبل دخولها إلى السوق التزاماً بالنُظم واللوائح القانونية.

 رفد السلطة بالموارد المالية:

أثناء سيطرة تنظيم القاعدة على مناطق ساحل حضرموت استغلَ عناصر التنظيم هذا الميناء وجعلوه بمثابة مصدر رئيسي يرفد التنظيم بالكثير من المبالغ المالية؛ وبعد أنْ تمَّ تحرير مناطق ساحل حضرموت من هذه العناصر على يد قوات الجيش الوطني بدعم من قوات التحالف العربي نهاية إبريل الماضي.

مَثَّلَ هذا التحرر صفعةً للتنظيم؛ حيثُ افقدهُ أهم مصادرهِ التمويلية إضافةً إلى ميناء المكلا، واستطاعت السلطة المحلية بالمحافظة بعد ذلك من الاستفادة من هذا الميناء الحيوي بتشغيله وتطويره ليدر بالدخل المالي الكبير لصالح المديرية والمحافظة إذ تقدّر عائدات هذا الميناء من (13 إلى 15) مليون ريال يمني شهرياً ,حسب مدير الميناء.

ويتمُّ الاستفادة من عادات الميناء في سد الكثير من احتياجات المديرية مثل دفع مخصصات الكهرباء وتشغل كافة القطاعات والمؤسسات الخدمية الأخرى التي تمس حياة المواطنين.

تشغيل العمالة المحلية:

انتعاش الحركة التجارية في ميناء الشحر وفّرَ الكثير من فرص العمل لكثير من الشباب, خاصةً العاطلين عن العمل والعمالة المحلية, وأسهمَ أيضاً في الحد من انتشار الباطلة بنسبة كبيرة داخل المديرية.

وأكدَ مدير الميناء المهندس/ صالح العليي أنَّ الميناء يستوعب من العمال ما يقارب (ثلاثة آلاف) فرد ,جميعهم من أبناء مديرية الشحر والمديريات المجاورة لها، بالإضافة إلى الموظفين الذين يصل عددهم إلى نحو (67) موظف, أغلبهم من الشباب الجامعيين العاطلين عن العمل ومن مكتب الثروة السمكية.

ومن جانبه أكدَ المواطن يسلم سالم في حديث لـ”المندب نيوز” أنَّ نشاط ميناء الشحر ساهمَ كثيراً في وجود فرص عمل للشباب والعمال العاطلين عن العمل.

وقال أيضاً” نحنُ كعمال في الميناء نشكر إدارة الميناء والسلطة المحلية بالمديرية على تشغيل الميناء وإتاحة فرصة العمل فيه”.

مضيفاً، “أنا كنتُ بدون عمل منذُّ أكثر من أربعة أعوام، وبتشغيل الميناء والنشاط الذي يشهده أصبحت امتلك مصدر دخل يومي أُعيلُ به أسرتي وأسدُّ به حاجاتي”.

وطالبَ في حديثه السلطة المحلية بالمحافظة السعي للاهتمام بنشاط ميناء الشحر والعمل على تطويره وتسهيل كل الاحتياجات الضرورية التي يحتاجها لاستمرار نشاطه على هذا النحو، حتى يتسنّى للكثير من الشباب العاطلين عن العمل الاستفادة من العمل فيه، فإنَّ الكثير من الأُسر تكتسبُ دخلها وتعيشُ من هذا الميناء، وتوقّفهُ يعني انقطاع الأرزاق لهؤلاء العمال وأُسرهم.

 

 

 

LEAVE A REPLY