تقرير خاص: مؤشرات بانهيار المليشيات، وذمار على شفى الاقتتال الداخلي

400

 

تقرير خاص لــ(المندب نيوز) ذمار:

 

يصادف هذه الأيام من شهر أكتوبر الذكرى الثانية للانقلاب على محافظة ذمار ودخول المليشيات المحافظة دون أن يتم المقاومة فيها أو أن تطلق رصاصة واحدة رداً على انتهاك المليشيا للمحافظة بأكملها فكانت البوابة الأبرز للانتقال من محافظة إلى أخرى ومصنع للمقاتلين في صفوفها.

 

وعلى طريق نهجهم المعروف بالقتل والتدمير، وكبقية المحافظات التي عاشت ويلات الحرب، يسعى الحوثيين لتفجير الوضع في محافظة ذمار “جنوبي” العاصمة صنعاء وخلق أجواء مشحونة بالقتل والدمار مستخدمين شتى الطرق وبأي تكلفة.

 

ومن أول لحظة دخول المليشيا أراضي محافظة ذمار استخدمت كل وسائل القتل والتدمير ضد كل معارض لهم أو مناهض لهم، في الوقت الذي حاولت القوى المناهضة لها التصدي لهذا الانقلاب.

فانطلقت وخرجت التظاهرات السلمية بحشود غير مسبوقة رافضة لهم فقوبلت تلك الاحتجاجات بموجة عنف طالت كل فئات وشرائح المجتمع من أكاديميين وأطباء وصحفيين وناشطين وتربويين وأطفال ونساء ومسنين سواء في الريف أو المدينة وهاجمت عدداً من القرى والمديريات بالأليات العسكرية والمدرعات لإخضاع القبائل لسلطتها القمعية وغير الشرعية.

 

وتعيش محافظة ذمار وضع إنساني معقد جداً، حيث أصبح أغلبية أبناء المحافظة يقفون موقف المتفرج لتحرير المحافظة من جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق والمخلوع لتعيش المحافظة حالتها الطبيعية، في ظل الوضع التي يفرضه الحوثيين بقوة السلاح.

حيثُ أن الاختطافات والاعتقالات حلت المرتبة الأولى في قائمة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات جماعة الحوثي والمخلوع صالح بحق المدنيين في ذمار، حيث تصاعدت وتيرة الاختطافات في مدينة ذمار، وبلغت مستويات غير مسبوقة خلال النصف الأول من العام الحالي، تتجاوز ما ارتكبته من جرائم الاختطاف في 2015 بنسبة كبيرة.

جرائم الاغتيالات ضد السياسيين والقيادات العسكرية والنشطاء لم تتوقف منذ سيطرة المليشيات الانقلابية على ذمار، وتشير الدلائل إلى أن جماعة الحوثي والمخلوع تقف وراء تلك الاغتيالات التي شهدتها محافظة ذمار.

 

المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بمحافظة ذمار بدورة أكد على أهمية تحرير المحافظة من الحوثيين الانقلابية التي أسفرت عن انهيار المحافظة وسقوطها منتظرين بذلك شارة الصفر لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المحافظات.

انطلق المجلس في ترتيب صفوف مقاومة ذمار وفتح باب التجنيد في محافظة مأرب عاصمة المقاومة والشرعية، وقد شهدت معسكرات الاستقبال التي أعلن عنها المجلس الأعلى لمقاومة ذمار إقبال كبير من قبل أبناء محافظة ذمار.

 

تم الإعلان عن تأسيس لواء عسكري متكامل تابع لمحافظة ذمار وتدريب أفراده وتسليحهم خلال فترة وجيزة، إضافة إلى تجهيز آلاف المقاتلين من منتسبي المقاومة الشعبية من أبناء ذمار، حيث بات أبطال مقاومة ذمار وكتائب من اللواء 203 مشاه ميكا يشاركون ببسالة في جميع جبهات القتال بمحافظتي مأرب والجوف إلى جانب الجيش الوطني في محاربة المليشيات الانقلابية.

 

 

ذمار تدفع تكلفة الحرب باهظة الثمن

 

عشرات الشهداء والجرحى قدمتهم محافظة ذمار للدفاع عن الوطن في عدد من الجبهات أبرزها الجوف ومأرب، في المقابل خسرت جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق مئات المقاتلين والذين يلقون مصرعهم في كثير من الجبهات، وتعد ذمار الرافد الأساسي في المقاتلين من مليشيا الحوثي.

محافظة ذمار قدمت أكثر من 235 شهيداً و409 جريحاً من جميع مديريات محافظة ذمار في حربها ضد الحوثيين في كل الجبهات دعماً للشرعية بينهم 182 شهيداً في جبهة مأرب والجوف وحدها، ويتوزع بقية الشهداء خلال التصدي للحروب التي شنتها المليشيات على مديريات عتمة وآنس والحداء وميفعة عنس وغيرها من مديريات ذمار، بحسب ما أفاد به مصدر في المقاومة الشعبية والمجلس الأعلى لتحرير محافظة ذمار.

 

على غرار ذلك خسرت جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق قرابة 7000 ألف شخص وأغلبيتهم من الأطفال، الذين نالوا النصيب الأكبر من هذه الحرب التي أصبحت نتائجها محسومة.

ناشطون وسياسيون أكدوا على وضع تحرير محافظة ذمار ضمن أولويات الإستراتيجية العسكرية والتسريع في تحريرها لأهمية موقعها الجغرافي، مؤكدين على أهمية المحافظة بشكل كلي.

 

 

تزايد الخلافات بين الحوثيين وأنصار صالح:

 

في الآونة الأخيرة تزايدت حجم الخلافات بين عناصر جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح بالمحافظة، وظهرت للعلن بشكل ملحوظ.

وقالت مصادر مقربة من جماعة الحوثي بذمار ” إن الخلافات بين قيادات المليشيات الحوثية والقيادات العسكرية الموالية لصالح تفاقمت وازدادت حدتها بشكل ملحوظ وغير مسبوق في المحافظة.

ولفتت إلى أن حدة تلك الخلافات وصلت إلى درجة يصعب إخفائها عن الرأي العام، وبشكل يهدد بإنهاء التحالف بينهما في واحدة من أهم المحافظات الإستراتيجية للطرفين.

 

في ذات الوقت أصبحت منازل قيادات حوثية في ذمار نقاط تجمع لتجنيد أبناء القبائل من المحافظة وإرسالهم إلى جبهات القتال بعد تدريبهم في معسكرات سرية وخاصة في عدداً من المديريات بالمحافظة.

وقد لوحظ مؤخراً تحركات غير مسبوقة في منازل قيادات من جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق وسط سوق الربوع “ذمار القديمة” وعدداً من القرى التابعة للمحافظة أبرزها أنس وجبل الشرق والحداء، بعد تلقيهم عدداً من الخسائر البشرية في عددا من الجبهات.

 

ويقول أحد أفراد الحوثيين “إنه يتم إلزام عدد من القبائل بإرسال مقاتلين جدد وإرسالهم إلى جبهات القتال بالقوة عبر مشرفي الحوثيين في مناطقهم.

ومن جانب آخر خصصت المليشيات الحوثية عدداً من النقاط الأمنية التابعة لها مهمتها الاعتقال التعسفي ونهب المسافرين أبرزها النقطة الواقعة بمنطقة “سامة” ونقطة المحافظة الواقعة شرق محافظة ذمار على طريق محافظة البيضاء.

وأوضحت المصادر أن هذه الخلافات نشبت على خلفية قضايا مالية وحسابات بين المجني عليهما مع إحدى القيادات الحوثية الأمنية بالمحافظة، لافتة إلى أن قيادات الميليشيات في المحافظة سعت لاحتواء هذا الخلاف وحاولت بكل إمكانياتها التكتم الإعلامي الشديد عليه بعد تطوره وظهوره للعلن.

من جهته كشف مصدر من آل الديلمي بأن المسؤول الأمني للميليشيات الحوثية في المنطقة الشرقية لمدينة ذمار يحيى عبد الوهاب المكنى بأبو علي قام بدعم أحد مقاتلي الميليشيات المدربة والدفع به لقتل قريبيهما دونما ذنب ارتكباه ليدفعا حياتهما ثمنا له.

 

وبحسب مصادر متعددة فإن حجم الخلافات في صفوف الميليشيات الحوثية بمحافظة ذمار اشتدت وزاد حجمها إلى درجة لم تعد قادرة على اخفاء تلك الخلافات على الرأي العام المحلي والدولي.

وتعمق الانقسام بين أعضاء الميليشيات بمحافظة ذمار خصوصاً بينهم وبين حلفائهم من حزب الرئيس المخلوع صالح، نتيجة سعي بعض القيادات الحوثية المؤثرة الاستئثار بالأموال المنهوبة والسلطة المغتصبة وإقصاء السواد الأعظم من مناصريهم وحلفائهم من أنصار المخلوع.

 

يواصل الحوثيون استنزاف محافظة ذمار، جنوبي العاصمة صنعاء، بشكل غير مسبوق، والزج بأبنائها في جبهات القتال بمختلف المحافظات اليمنية.

 

وقالت مصادر محلية: إن جماعة الحوثي أعلنت حالة طوارئ في محافظة ذمار وأجبرت عدداً من القبائل على رفدها بالمقاتلين والأموال لتعزيز جبهاتها القتالية، خصوصاً في تعز، وسط اليمن.

 

ومنذ فترة من الزمن باتت مدينة ذمار ومديرياتها تستقبل بشكل يومي عدداً من الجثث التي تعود من تعز ومديرية “نهم”، شرقي العاصمة صنعاء، وترسل في المقابل عشرات المقاتلين الجدد.

ويمتلك الحوثيون حاضنة في مديريات عنس والمنار، لكن مدينة” الحدأ”، تكاد تكون أغلبية مطلقة من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

 

وخلال الأشهر الماضية من الحرب، كانت مديرية “جبل الشرق” هي الأكثر استنزافاً من قبل الحوثيين، ووفقاً للسكان، فقد كانت المديرية ذات الأغلبية الحوثية، تستقبل بشكل يومي جثثاً لمقاتلين في صفوف الحوثي سقطوا في تعز، ونهم، وحسب مصادر محلية، فقد قدمت قرى صغيرة مثل قرية “الوشل”، أكثر من 100 قتيل في صفوف الحوثيين.

 

وتقول مصادر محلية، إن مقبرة الحوثيين في مدينة ذمار المعروفة بـ “روضة الشهداء”، تتوسع يوماً بعد آخر، ويقوم الحوثيون بالعناية فيها بزراعة الزهور وري الأعشاب والزهور التي تحيط بالقبور. تمييزاً لها عن غيرها.

ويتخذ الحوثيون من محافظة ذمار مقراً لتدريب المقاتلين من المحافظات الشمالية قبل إرسالهم إلى جبهات القتال العديدة داخل البلاد.

 

LEAVE A REPLY