عدن (المندب نيوز) نبيهة صالح

 


إن التعليم هو أساس الحياة وهو اللبنة الأولى التي يقوم عليها بناء الإنسان فإذا صلح التعليم صلح المجتمع ، ولا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم ويتطور مهما امتلك من ثروات إذ لم يكن التعليم فيه متطور ومتقدم ومواكب لمتطلبات العصر لا يمكن أن يتقدم أي مجتمع بدون الاهتمام ببناء الإنسان من خلال التعليم السليم  .

 

التعليم في عدن قبل الوحدة مع اليمن :

 

  لقد كان التعليم في عدن ودولة الجنوب بشكل عام، يعد ثورة بذاتها ، وكان التعليم مجاني في كافة المراحل يتم دفع ثمنه عن طريق النظام الضريبي العام . وشكل التعليم في الجنوب ثورة على الموروث  الاجتماعي وبشكل خاص في مجال تعليم الفتاه ، وأرتفع إلى أعلى المستويات ،  وربط ذلك بحقها بالمشاركة في العمل ، وحفظ مكانتها الاجتماعية كشريك فاعل في عملية التنمية ، كما أن حملات محو الأمية وتعليم الكبار أحدثت طفرة ملموسة في رفع الوعي المجتمعي بين أوساط واسعة في المجتمع الجنوبي وخاصة في عدن ولحج.حيث تخرجت من مدارس عدن قبل الوحدة مع اليمن ، أول قاضيه ، وأول طيارة و أول مذيعة  ..الخ . طبعاً على مستوى الخليج .

 

التعليم في عدن بعد الوحدة مع اليمن : 

 

يكاد يكون المجتمع العدني والجنوبي بشكل عام المجتمع الوحيد الذي يوجد فيه فرق شاسع بين مستوى الأم  والبنت حيث نجد الأم التي أتيحت لها فرصة التعليم  قبل الوحدة مع اليمن مستواها أفضل من البنت التي درست مناهج الوحدة اليمنية والتي المفروض أنها تطورت مع مواكبة العصر إلى الأفضل وليس العكس !

 

 حيث تجد الجدة والأم والعمة والخالة تجيد  عدة لغالت أفضل من ابنتها التي درست مناهج الوحدة ؟!   ولا توجد دولة في العالم يتراجع فيها تقدم  التعليم إلى الأدنى بل يكون العكس من ذلك يتقدم ويتطور ويواكب متطلبات العصر .

 

كل الدول يتقدم إلى الأفضل  بستثناء ما حصل للتعليم في عدن بعد الوحدة مع اليمن ؟!  عندما ننظر إلى الوضع التعليمي في عدن والجنوب عامة ، نرى الجمود الذي أصاب العملية التعليمية ، وهذا الجمود جعل من عملية التعليم في عدن وعموم المحافظات الجنوبية ، مجرد عملية روتينية ، والمطلع على مناهج التعليم  في عدن قبل وبعد  الوحدة مع اليمن سيلاحظ الفرق الشاسع في كل النواحي ليس فقط على مستوى المناهج بل  إن تردي عملية التعليم طال كل شيء .

 

يمكن القول  أن  مسببات تراجع وتردي مستوى التعليم في عدن والجنوب عامة ، كانت ممنهجه  عمداً من قبل صنعاء وأخواتها  والأسباب لا تخفي على أحد  لذا لا نحتاج لذكرها  ، فقط سنذكر الأدلة على أنها ممنهجة  .

 

بعد الوحدة تم أنشاء العديد من الجامعات في المحافظات الشمالية منها ، جامعة ذمار ، جامعة الحديدة , جامعة إب ، جامعة تعز وجامعة البيضاء حيث تم توسعتها من كلية تربة تتبع جامعة صنعاء إلى جامعة مستقلة وطنية  ؛ بالإضافة إلى فتح العديد من كليات التربية في عموم مديريات صنعاء تابعة لجامعة صنعاء .

 

كذلك تم بناء العديد من المعاهد المهنية والفنية تشرف عليها وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم ،  تخصص لها الدولة اليمنية   ميزانية سنوية منتظمة وذلك لأهميتها من أجل تطور التعليم في الجمهورية اليمنية خاصة في الشمال مكان أنشاء هذه المرافق العلمية، الحيوية، المهمة ، في تقدم وازدهار الجمهورية  اليمنية الموحدة ؟!  

في المقابل تم أنشاء جامعة لحج وأبين وشبوة لكن على الورق لحد لآن لم تتوفر الميزانية لوزارة التعليم من أجل البدء في تنفيذ هذه المشاريع المهمة في حفظ الوحدة اليمنية وخدمة الشباب الجنوبي ! 

أذاً لماذا لم يتم إنشاء جامعة لحج وجامعة أبين وجامعة شبوة ؟ لماذا اقتصرنا على هذه المحافظات التى تصدر جل الدخل القومي للمركز المصرفي في صنعاء خاصة شبوة وأبين ؟ لماذا نكتفي بأن يكون في أبين كلية أو كليتين تربية تابعة لجامعة عدن ولحج كذلك ؟ ما المانع من أن يكون لهذه المحافظات جامعة وطنية مستقلة تغطي أحتياج  هذه المحافظات لكي تقوم  بدورها بفتح كليات لكل المديريات ؟

 

لماذا  تم إنشاء وتطوير كلية النفط فقط في شبوة ؟! من أجل النفط يعني  استخراج الثروة ثم تحويل العائدات إلى اليمن  وإيداعها في خزينة صنعاء ! ألا  توجد ميزانية من ثروة شبوة نفسها لإنشاء جامعة شبوة ؟ لماذا لم يتم أنشاء معاهد حكومية في عدن كالتي بصنعاء أنشأة من خيرات عدن والجنوب عامة ؟ لماذا أغلب مدارس الجنوب التي تم بنائها بعد الوحدة  خاصة في الأرياف وحتى العاصمة تم إنشائها من قبل جهات خيرية ؟  ماذا نفسر ذلك أليس عمل ممنهج ضد التعليم في الجنوب بعد الوحدة ؟ هل يوجد تفسير آخر ؟  مثلا حجة الميزانية ، ولماذا تعجز الدولة عن تنفيذ المشاريع العامة في الجنوب ؟! إذا بماذا توحدنا ؟ 

 

أن ما نراه من تدهور وانهيار في السلك التعليمي في الجنوب مقارنة مع ماكان عليه قبل الوحدة خاصة العاصمة الحبيبة عدن التى كانت منارة العلم يأتي إليها من كل دول الخليج للدراسة في جامعتها العريقة اليوم للأسف أصبحت جامعة عدن من ضمن الجامعات اليمنية الغير معترف بها عالميا لتراجع مخرجات التعليم فيها بعد الوحدة مع اليمن وهذه حقيقة.

 و لا أحد يستطيع إنكارها , صنفت بين الأسوا في العالم ! كل ذلك بفضل الوحدة مع اليمن كل ماحصلت عليه عدن بعد الوحدة هو التراجع من الرائدة عربيا إلى  أدنى المراتب في كل الخدمات وعلى رأسها وأهمها التعليم. لا يوجد أي دعم  لتطوير  المناهج  التربوية كما هوا متعارف عليه عالمياً ، ولا يوجد أي دعم لتطوير وتدريب الكادر التربوي في المحافظات الجنوبية .ولا يوجد اهتمام بجانب التوعية بأهمية التعليم ،  لا تتوفر فرص الكتب بشكل منتظم لأغلب  مدن وقرى الجنوب  لا توجد صيانه للمباني الآيلة للسقوط ولا يوجد اهتمام بأنشاء مباني مؤهله لاستيعاب الأعداد  حيث تجد بعض المدارس الصفوف لا تكفي لعدد الطلبة كل صف فيه أكثر من العدد المثالي لاستيعاب الطلبة .

 

لا يوجد تطوير للعمل التعليمي كما كان في عدن قبل الوحدة مع اليمن . أغلب المدارس لا يوجد مدرس منتظم بحكم إشكالية الرواتب حيث تعتبر أقل  بكثير مقارنه مع أيام عدن الحرة !  بل إن أغلب المدرسين في الأرياف يتم دفع مرتباتهم من أهالي الطلبة المغتربين . 

 

 

 

يعد التعليم واحداً من أهم وأبرز الأمور التي يحتاج الإنسان إليها ، لأنه يلبي كافة  احتياجاته الأساسية التي يسعى خلفها , ويعتبر التعليم المنارة التي يهتدي بها الناس إلى الطريق القويم الذي سيسلكونه في هذه  الحياة ، بالإضافة إلى أن التعليم هو سبب الظهور والرقي والرفعة ، فالدولة التي تحافظ على نظامها  التعليمي هي الدولة التي تتفوق في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة سواء الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية والعسكرية .على سبيل المثال الدول التي اهتمت ببناء الإنسان أولاً نهضت اقتصاديا ً ، وثقافياً مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين والأردن ومصر وتونس .

 

ولكي نبني مجتمع جنوبي جديد يكون مجتمعاً قوياً ومتطور لابد له من أن يقوم على عدة مقومات أبرزها العلم  فبدون العلم لما قامت المجتمعات البشرية وتطورت وازدهرت ووصلت إلى ما هي عليه . كما أن ديننا الحنيف حثنا على العلم والتعليم وكان أول ما نزل من القرآن الكريم  على الرسول صلى لله عليه وسلم (إقرأ)، والقصد التعليم والاهتمام بالعلم .. 

 

 

 

 

 

 

 

LEAVE A REPLY