المكلا (المندب نيوز) العين الإماراتية سطرت عائلة الشوبجي فصولا من أروع نماذج التضحية في سبيل تحرير الوطن ومدينة الضالع من إرهاب مليشيا الحوثي. وقدم يحيى محمد مثنى الشوبجي 3 من أبنائه وهم يقودون معركة تحرير مسقط رأسهم شمالي محافظة الضالع قبل أن يترجل شهيدا في رحيل هز الشارع الجنوبي. وقال مصدر عسكري ، إن الشوبجي كان على رأس كتائب نجله القيادي البارز “شلال الشوبجي” وشارك، السبت، في القيادة الميدانية لعملية عسكرية للقوات الجنوبية في مديرية قعطبة شمالي الضالع. وبحسب المصدر فقد ترجل الأب المسن في محور “الفاخر”، عقب توغل عمودي للقوات الجنوبية نجحت في تحرير عديد المواقع الاستراتيجية بما فيها “الفاخر” و”بيت الشرجي” على حدود محافظة إب (وسط البلاد) تكبدت خلاله مليشيا الحوثي خسائر فادحة عدة وعتاد. والشوبجي هو قيادي سياسي بارز، انتفض كغيره ومع عائلته لمقاومة مليشيا الانقلاب الحوثي في 2015 ، لكن الكثير من اليمنيين عرفوه في مايو/ أيار 2019، لدى استشهاد نجله القيادي البارز في المقاومة الجنوبية “شلال” والذي ترك منصبه كمدير أمن ميناء عدن وتقدم صفوف معركة صد هجوم المتمردين على الضالع. وشارك 3 من أبنائه في معركة النصر، ورد بصلابة على كبار القيادات السياسية والعسكرية التي قدمت لمواساته في رحيل نجله الأول”والله لم أهتز أو أدمع حزنا، وأرسلت الآخر للجبهة من صدق، فقط ادعموا المقاتلين”. وبالفعل، خلال شهري يونيو وأكتوبر رحل اثنان آخران من أبنائه وهم “مازن” و”أنور” فيما لازال نجله “صلاح” يذود على درب والده وأشقائه الـ3 في ذات الجبهة. وأحدث رحيل “يحيى الشوبجي” صدمة للرأي العام، إذ تداول ناشطون يمنيون على أوسع نطاق مقتطفات تسجيلاته تحت وسم “# الشوبجي وأبنائه شهداء الوطن العربي”، ووصفوه بـ”أبو الشهداء” و “أسطورة التضحية” فيما اعتبره رفاقه في محور الضالع العسكري بـ”القائد الاستثنائي”. نموذج فريد ولم يخيم الحزن على الشعب وحده، بل امتدت للأحزاب والمكونات وكبار قيادات الشرعية والذي اعتبرته “مصدر فخر واعتزاز لوطنهم والذي سيخلده وابنائه بمكانة رفيعة تليق بما قدموه من تضحيات”. ووصفت الحكومة والرئاسة الشوبجي “يحيى” وأبنائه “شلال” ومازن” وأنور” بـ”الأبطال الميامين” الذين قدموا للإنسانية نموذجا فريدا في التضحية. وأشاد الرئيس عبدربه منصور هادي في برقيه عزاء لأسرته بتضحيات الشوبجي وعائلته التي قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء في معركة اليمنيين مع مليشيا الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران. من جانبه، قال رئيس الوزراء معين عبدالملك إنه “أبو الشهداء جسد وأبنائه أسمى معاني التضحية والفداء وتقدمهم طلائع الميادين وساحات الوغى وهم يدافعون عن الأرض والعرض ملقنين المليشيات الانقلابية دروسا لن تنساها”. وأضاف “أتذكر عندما هاتفت الأب يحيى الشوبجي في أكتوبر 2019 لتعزيته بنجله الثالث في معارك الحرية والكرامة ضد مليشيا الحوثي، فكان بمعنويات مرتفعة وإصرار ملهم للجميع على خوض معركة النصر، وهاهو يلتحق بهم شهيدا مجيدا خالدا للأجيال”. من جهته، اعتبر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء ركن عيدروس الزبيدي استشهاد العميد يحيى الشوبجي “أبو الشهداء”، أنه نموذج للتضحية والفداء، وهو يقدم ابنائه واحداً تلو الآخر شهداء في محراب العزة والكرامة في مشهد قلما يتكرر في التاريخ. أما الحزب الاشتراكي فنعاه بـ”قائد المهمات العصية” الذي وضع رأسه ورؤوس ابنائه على أكفهم في ملحمة الدفاع عن الضالع والبلاد وكل القضايا العادلة وأبوا جميعا إلا أن تختلط دماؤهم الزكية بعنفوان متناهٍ في مسامات الأرض التي عشقوها حد الممات. وداع على خط النار على خطوط النار في مسقط رأسه في بلدة “حجر” التابعة لمديرية الضالع شمالي المحافظة خرج عشرات الأهالي في وداع أخير لرجل صلب لم تسقطه خسارة الأبناء وطالته ذات نيران الغدر من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من نظام طهران. ووري جثمان الشوبجي الثرى إلى مقبرة “العباري” في مسقط رأسه من القرية التي تحمل نفس الاسم مسلما راية قيادة كتائب “الشوبجي” باللواء الـ6 مقاومة جنوبية إلى آخر أبنائه ويدعى “صلاح”. وتعتبر كتائب “الشوبجي” هذه قوة غالبية مقاتليها هم من رفاق الأب وأبناءه الثلاثة ولعبت خلال العامين الماضين دورا محوريا في صد هجمات الحوثيين على “الضالع” أحد البوابات الرئيسية للعاصمة المؤقتة عدن، وفقا لمصدر عسكري لـ”العين الإخبارية”.