المكلا(المندب نيوز) تقرير: درع الجنوب هل ثمة طاولة مفاوضات سرية تتصل بالسياسة الخارجية الإيرانية على غرار طاولات اخرى هرعت مؤخراً إليها طهران مع الرياض وانقرة وتوجهات موازية تتحرك من نقطة الوسيط مسقط بغداد ؟. تعيش إيران إختبار صعب وعسير يتعلق بمدى قدرتها على التماسك والحيلولة دون الإنهيار ، في ظل الظروف المالية والمعيشية الصعبة والإحتجاجات والعقوبات المستمرة، ذلك ما دعاها الى التعامل مع إكراهات الجغرافيا ، وفق تحرك متعدد الإتجاهات كثير المتناقضات ، التوجه الأول، الإنضمام إلى أجواء التصالح الإقليمي العربي، “الهادف الى تخفيف التوترات في المنطقة وتصفير المشاكل والتأسيس لمرحلة جديدة من الإنفتاح وحسن الجوار والابتعاد عن لغة التهديد والوعيد التي تمارسها طهران منذ سنة 1979م” . المراقبون يرون وبإجماع ، ان إيران تفاوض على هدف هنا وعلى نقيضه هناك، مع الرياض كدولة محورية في المنطقة وبوساطة عمانية وعراقية بهدف إرساء علاقة تزول فيها تدخلات ايران واذرعها المزعزعة لأمن واستقرار دول الجوار ، وتتفاوض في الوقت نفسه مع نقيض الأمن والاستقرار، ومع التنظيمات المتطرفة كتنظيم القاعدة الإرهابي ، الذي إحتفظت طهران بأبرز قادته لمثل هذه المرحلة. قدمت البيئة العربية المشحونة بالتمزق والخلافات دوافع إيران في فرض الإرادات واملاء الشروط ، واستطاعت تحويل تدخلاتها الى احتلال، وكانت اليمن ” الشمال ” ضحية هذا الواقع مرتين ، الأولى عندما طلب سيف بن ذي يزن مساعدة الملك الإيراني لإخراج الاحباش فتحولت النجدة الى احتلال فارسي بديل، واليوم ومن خلال المليشيات الحوثية عاد هذا الاحتلال الفارسي الذي يدير العلاقة القائمة بين الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين ، نحو الجنوب، ويجري حسب ، مفاوضات بين كبار قادة التنظيمين المفرج عنهم من سجون مليشيات الحوثي مؤخرًا وآخرين، فروا من الأوكار والمعسكرات والمعاقل الرئيسية التي سيطرت عليها القوات المسلحة الجنوبية الى محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية. المصادر الواردة تباعاً من عمق المليشيات الحوثية ، تفيد ان ايران تدير، هذه المفاوضات من نافذتين ، الأولى تتولاها المليشيات الحوثية بالوكالة، بين تنظيمي داعش والقاعدة لإنهاء الصراع بينها ، فيما النافذة الأخرى تطل منها طهران مباشرة لإنهاء الفراغ القيادي لتنظيم القاعدة الإرهابي الدولي. تؤكد المصادر ، ان الخدمات التي يقدمها الحوثي لأكبر فروع تنظيم القاعدة ” تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ” وكذلك لتنظيم داعش ، من إيواء وحرية الاستقطاب والتجنيد وكذا التسليح ، قد اتاحت لطهران ، فرصة إمكانية الإمساك برأس التنظيم على مستوى العالم ، وذلك من خلال تقديم القيادي البارز في تنظيم القاعدة الارهابي (محمد صلاح زيدان) او ما يعرف “سيف العدل” المتواجد في طهران مع عدد من قيادات التنظيم ، منذ دخول القوات الامريكية افغانستان والاطاحة بحركة طالبان عام 2001م. الشواهد التاريخية تدلي برأيها ، إذ تفيد ان الهيمنة وفرض الشروط ، من الثوابت الفارسية الإيرانية، و كل ما يحقق ذلك مباحاً، ولا مبرر للتخلي عن هذه الثوابت، او هكذا سيطرت عقدة الخوف الفارسي التاريخية المزمنة من العرب على مركز تفكير صناع القرار الإيراني. في سياق المتغيرات الدراماتيكية ، وفي لحظة سياسة دولية غاية الحساسية، تتجدد إيران الشائخة، في جزئية استبدال ادوات صراعها مع دول الجوار العربية بشبكة معقدة من العلاقات، ضمن مخاوفها من التقارب العربي وبروز دول عربية كمصر والسعودية والإمارات كقوة مؤثرة وذات ثقل في الميزان الاقليمي والدولي. وحسب إستنتاجات المراقبين ، هذه الشبكة من العلاقات الإيرانية العربية المعقدة، التي لم يتضح من ملامحها سوى إستدامة تمسك ايراني بأذرعها المتطرفة بالمنطقة – حزب الله ــ الحوثيين – ومواصلة تغذيتهم بالدعم العسكري والمادي ، وليس هذا فحسب ، بل وبتعزيز صمودهم في وجه التحولات والمتغيرات الدولية ، من خلال إتمام المقاربة التحالفية بينهم والتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش ، حيث اصبح الحوثي مركز المصالحة بين -القاعدة وداعش- التي يستضيف كبار قادتها ويأوي المئات من عناصرها ، ويؤاخي بينهما بعد سنوات من الانقسام والصراع. كيف يحدث هذا .. ! على قاعدة الهدف الواحد ، قبلت التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش بالحوثي حليفاً، يرجح محللون سياسيون وباحثون في العلاقات القائمة بين التنظيمات العنيفة ، ان الحوثي قد اغراى داعش والقاعدة بعطائه ، الى التعاطي الجاد مع ما تطرحه طهران. فما الذي تطرحه طهران !؟ تفيد المصادر ان طهران تقترح على تنظيمي القاعدة وداعش من خلال وسيطها الحوثي مبايعة ” سيف العدل ” زعيماً لتنظيم القاعدة الإرهابي ، اما داعش فإذا لم تبايع فإنها ملزمة بالمباركة. ويبدو ان عامل الارض نقطة ضعف القاعدة وداعش وقوة الحوثي ، لكن من الواضح ، ليس هذا الذي تراهن عليه إيران في تتويج صديقها ” سيف العدل ” زعيماً لتنظيم القاعدة ، بل في ان تكون اليمن المركز الرئيس للتنظيم .. وعلى ضوء ذلك يمثل سؤال المراقبين كسؤال الاسئلة . هل نقلت إيران مقر إقامة احد ابرز قيادات تنظيم القاعدة ” سيف العدل” من طهران الى صنعاء ؟