تقرير عسكري: “النخبة الحضرمية” رسخت الأمن واستأصلت الإرهاب من جذوره

482

المكلا (المندب نيوز) خاص– تقرير: أسامه بن فائض

 

لأكثر من عام خضعت مدينة المكلا لسيطرة تنظيم “القاعدة”، عاصمة محافظة حضرموت الوديعة المسالمة، ما كان لها أن تسقط في يد التنظيم لولا الانفلات الأمني الذي عاشته قبل ذلك، كان ذلك العام ونيف شاهداً على محاولة تجريف كل ما له صلة بمدرسة حضرموت المعتدلة، فزاد القمع الفكري، وتسارعت وتيرة تدمير المآثر والآثار بأساليب شتى وطرق متعددة، حتى الأموات لم يسلموا من حقد الجماعات الإرهابية التي تفننت في تفجير القبور ونسفها، ومن رحم ذلك المخاض العسير تشكلت نواة الجيش الحضرمي بتحفيز من قوات “التحالف العربي” بقيادة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

 

الحرب ضد الإرهاب مستمرة:

 

استطاعت النخبة الحضرمية بكادرها المتدرب عسكرياً الدخول إلى عاصمة المحافظة في معركة “تحرير المكلا” في يوم 24 أبريل 2016، وفي زمن قياسي تمكنت من السيطرة على المواقع التي يتمركز بها عناصر تنظيم القاعدة وإحباط خططه الإرهابية في مهدها. كثّفت قوات النخبة الحضرمية عقب تطهير المكلا من رجس القاعدة، جهودها على منحى تصاعدي للكشف عن الأماكن المشبوهة والتي كانت “خفافيش الظلام” تستخدمها ملاذاً لتنفيذ عملياتها، فكانت المداهمات والاعتقالات والتمشيط لمسافات طويلة ووعرة أبرز ملامح الخطة التي اتبعتها قيادة النخبة للقضاء على ما تبقى من خلايا التنظيم، دون إغفال أهمية نصب نقاط تفتيش في مخارج المدينة ونقاطها الرئيسية، كان لها دور في قطع دابر نوايا الشر التي تحاك ضد المكلا وأهلها.

 

صمود النخبة الحضرمية:

 

قوات جيش النخبة الحضرمية هي قوات مكونة من شباب حضرموت تم تدريبهم تدريب عالي المستوى وتم تزويده بمعدات عسكرية حديثة في الفترة الأخيرة.

وصرح مصدر عسكري قائلاً: أن قوات النخبة لن تكون الان في حالة دفاع بل انها في حالة هجوم وستشن العديد من الحملات العسكرية والتي تصل الى خارج حدود حضرموت لتأمين مواطني حضرموت تهدف لاستئصال الإرهاب والقضاء عليه لتنعم محافظة حضرموت بالأمن والأمان.

وشهدت المحافظة في الفترة الأخيرة تخرج الكثير من الدفع والوحدات العسكرية أبرزها وحدة خفر السواحل وذئاب الربوة اللتان دربتا تدريب عالي جدا بالإضافة الى باقي الدفع العسكرية.

حضرموت في الأيام القادمة ستشهد نقلة نوعية يحتذى بها في المحافظات المجاورة من خلال ترسيخ الامن والمحافظة عليه.

 

الأمن والنخبة علاقة تكاملية:

 

يوضّح قائد المحور الثالث لقوات النخبة الحضرمية الرائد “أبو خليفة” في تصريح لـ “المندب نيوز” إنَّ الانجازات التي حققتها النخبة الحضرمية بدأت بدحر العناصر الإرهابية من عاصمة محافظة حضرموت، وتوجت بتوفير الأمن للمواطن.

 مؤكداً ” أنَّ حرص الأهالي على الخروج إلى الأماكن العامة والمتنزهات وممارسة حياتهم بشكل طبيعي يجسّد الطمأنينة التي ألفوها بوجود عناصر النخبة الذين يسهرون على حمايتهم وأمنهم”.

 وبنبرة يحذوها الكثير من التفاؤل والثقة، يقول الرائد، أبو خليفة، أنَّ ” المكلا ستستمر في الأيام القادمة بعمل إجراءات أمنية احترازية، ستتزامن مع إدخال أجهزة حديثة للكشف عن المتفجرات، والمفخخات التي تستخدم في العمليات الإرهابية”، لافتاً إلى أنَّ قيادة التحالف العربي، أعدّت خطة كاملة لمحافظة حضرموت لحمايتها من أي طارئ لا قدر الله”.

داعياً المواطنين عبر “المندب نيوز” إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والجيش، والإبلاغ عن التحركات المشبوهة لضبط كل من يحاول المساس بأمن واستقرار حضرموت، مؤكداً أنَّ الجيش سيكون سنداً للمواطنين وخط دفاعهم الأول.

من خوف وقلق الى سكينة وهدوء وأمن:

ساحل حضرموت عاش إضطراب أمنى قبل سيطرة النخبة والجيش على “المكلا” حيث خضع المواطنين للحصار داخل دائرة من الخوف والقلق، نتيجة إنتشار الجماعات الإرهابية.

هكذا عبر الأهالي لـ “المندب نيوز” وهم يستذكرون الأيام الصعبة التي سيطر خلالها التنظيم على ساحل حضرموت، حتى دخول قوات الجيش والنخبة ودحر الجماعات المتطرفة، ولإعادة فرض الاستقرار والأمن وتطبيع مظاهر الحياة، كل ذلك بعث بإلهاماً لتجديد الأمل في قلوب الأهالي الذين عبروا عن إرتياحهم لتواجد تلك القوات لحمايتهم.

 

رافد للاقتصاد الوطني:

 

وقال مصدر عسكري فضل عدم ذكر اسمه لـ “المندب نيوز” إنَّ شباب حضرموت لا يزالون يلتحقون بالآلاف بصفوف إخوانهم الجنود في جيش النخبة، والقيام بواجبهم في رسم الغد المشرق لحضرموت، وحمايتها من مخططات الجماعات الإرهابية.

مؤكداً أنَّ التحالف العربي بقيادة الإمارات والسعودية، يقدم كل أوجه الدعم العسكري للقوات الحضرمية بما يسهم في استتاب الأمن، وضبط العناصر الإرهابية، ويحقق الاستقرار، الذي يشكل أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني، الذي يحاول الإرهاب ضربه.

أبدى المواطنين ارتياحهم البالغ، من الجهود التي تبذلها قوات النخبة الحضرمية في ترسيخ الأمن وحفظ السكينة العامة، تحدي يستدعي أن يدرك الجميع مسئولياته الوطنية، حتى يتسنى استئصال منبع الإرهاب واقتلاعه من جذوره.

 

حضرموت أرض السلام:

 

تطويق محافظة حضرموت بالجيش وقوات النخبة أعطى تحفيزاً تدريجياً في نفوس الأهالي المسالمين نتيجة لعودة الأمن ومحاولة تثبيت الإستقرار وتقدير الجهود المبذولة التي تسعى للحفاظ على مكانة حضرموت التي تتصف بالسلام والأمان التي عاش بها القدماء الحضارم ليترسخ في وضعنا الحالي ومستقبلنا القادم.

LEAVE A REPLY