ملف خاص: معركة مأرب، وخيانة صافر.. هل تتحد النوايا للسقوط، وتتجه نحو الجنوب؟

28083

المكلا (المندب نيوز) خاص – غرفة التحرير

مع تجدد المواجهات العسكرية على خطوط التماس القريبة من مركز محافظة مأرب اليمنية، بين مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من النظام الايراني، وما تسمى بالقوات الحكومية الموالية لحزب الاصلاح الارهابي، تزداد المخاوف مجددا بين أوساط اليمنيين والمهتمين بالشأن اليمني من سقوط مركز المحافظة بأيدي المليشيات الانقلابية الحوثية، بسبب الانبطاح المتكرر لقوات حزب الاصلاح “الاخونجي” أمام مليشيات الحوثي.

رغم النفير الكبير الذي تشهده مأرب والدعوات المتكرر الذي يطلقها نشطاء وقادة حزب الاصلاح لدعم ورفد الجبهات بالمقاتلين، تعرض الحزب وقياداته لموجة انتقادات لاذعة، بسبب تركيز جناحه العسكري الساعي إلى حرف مسار المعركة الاساسية ضد الحوثيين لزعزعة استقرار اليمن، والتوجه إلى التحشيد ومهاجمة قوات الانتقالي في المحافظات الجنوبية المحررة، لأجل توسيع نفوذ جماعة الإخوان ونهب ثروات تلك المحافظات التي تعد نموذجا مشرفا في مواجهة الانقلاب والإرهاب في اليمن.

كشفت سنوات الحرب الأخيرة في البلاد عن مغامرات سياسية طائشة يقوم بها حزب الإصلاح من خلال ارتباطاته بالجماعات الارهابية والتطبيع المبطن مع جماعة الحوثي، وهو ما يضعه في مقدمة الشبهات، إذ أن حملات التشويه الإعلامية المتواصلة التي يقوم بها الحزب وقياداته ضد دول التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات، لتقزيم جهودهما العسكرية والإنسانية في اليمن مؤشر واضح على ارتباط الجناح العسكري للحزب بتسليم الجبهات القريبة من العاصمة صنعاء بيد الانقلابين، ودليل قاطع على خيانة الإخوان العظمي للمشروع العربي الرافض لتدخلات الفرس والاخوان في اليمن.

ذكرى:

أسهم تدخل القوات الامارتية أواخر عام 2015 في عودة مأرب إلى حضن الوطن وتحرير أجزاء واسعة من البلاد وتطهيرها من مليشيا الحوثي، إضافة إلى تقديم كافة الدعم للمقاتلين وتأهيلهم لخوض معركتهم الوطنية ضد المليشيات الانقلابية والجماعات الارهابية.

كما سجلت الجبهات التي أشرفت عليها القوات الإمارتية في مأرب وباقي المحافظات انتصارات عظيمة، اذ كانت البداية من العاصمة الجنوبية عدن في منتصف شهر مايو 2015 عندما بدأت دولة الإمارات بإرسال قوة عسكرية إلى العاصمة، للقتال جوار المقاومة الجنوبية لتحرير المطار والمدينة من مليشيات الحوثي، بعد ذلك اتجهت إلى تحرير أبين و لحج وصولاً إلى الساحل الغربي والحديدة.

كان للقوات الإماراتية دوراً بارزاً في إعادة ترتيب صفوف المقاومة ودعمها وتشكيل الألوية العسكرية وهو الأمر الذي سهل تحرير المحافظات الجنوبية وسد مأرب التي يحكمها الإخوان.

قدم الاشقاء في دولة الإمارات في سبيل تطهير وتحرير محافظة مأرب من الجماعات الارهابية والانقلابية تضحيات جسمية استشهد وقتها عدد كبير من جنودها البواسل في تلك المعارك.

خيانة:

سيظل يوم الرابع من سبتمبر /‏ أيلول 2015 شاهداً حياً على خيانة تعرض لها معسكر التحالف العربي في منطقة «صافر» بمحافظة مأرب، ولكن ذلك الحادث الأليم كان دافعاً قوياً لاستمرار التحالف في مهمته السامية وإصراره على تحرير المناطق من ميليشيات الحوثي الانقلابية وعناصر تنظيم القاعدة، ومع مرور السنوات بدأت تتكشف بعض خيوط تلك الخيانة ومنها تورط إخوان اليمن، ممثلين في حزب «الإصلاح» المدعوم من قطر التي كانت في ذلك الوقت ضمن التحالف قبل طردها منه.

الحادثة المفاجئة في آن واحد، استشهد فيها 45 جندياً إماراتياً و10 سعوديين و5 بحرينيين، و32 جندياً يمنياً، مثلت ضربة غادرة للتحالف العربي، وذهبت عدد من المواقف والتعليقات إلى التوهم بأن التحالف وبعد أشهر من انطلاقه، مارس 2015، ربما سيغير من استراتيجيته أو تكتيكاته لجهة خفض التعاطي من الانقلاب على الشرعية، غير أن كل تلك الأوهام سقطت وخابت، إذ سرعان ما مضى التحالف، بعد تشييع شهدائه وتطبيب جرحاه، إلى هدفه الذي لبى نداء اليمنيين من أجله.

خيانة الإخوان في مأرب، وضعت عشرات التساؤلات وحالات الاستغراب عما هل يستطيع القوات الموالية للإخوان حماية مأرب من الحوثي، بعد أن خانوا التحالف حين حط رحاله في صافر.

يقول رئيس تحرير المندب نيوز أسامه بن فائض، في تغريدة على تويتر:” كجنوبيين لا ناقة لنا ولا جمل، في سقوط #مأرب أو الحفاظ عليها… ولكن من جانب عروبي نحن لا نتمنى سقوطها..!

وتسائل بن فائض قائلاً: أخبروني من غدر بالإمارات حينما حطت رحالها في مأرب، كيف سيحميها؟

نكران الإخوان:

المواقف السياسية المتطرفة والمتذبذبة التي يتبناها الإخوان، ساهمت بشكل كبير في تأخير الحسم العسكري بالجبهات الشمالية، وهو الامر الذي أسهم في استمرار معاناة المواطن وإطالة أمد الحرب في البلاد.

كما ان نكران وجحود حزب الإصلاح الارهابي وقياداته، لجهود الإمارات العسكرية والإنسانية في مأرب، بمثابة المثل الدارج بحضرموت “كمن يحاول أن يغطي عين الشمس بمنخل”، فمنذُ انطلاق عمليات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد ميليشيا الحوثي الإيرانية عام 2015، لم يكف الاخوان عن مهاجمة دولة الإمارات العربية الشقيقة والتي كان لها دور عسكري محوري في ردع الانقلاب والإرهاب بالبلاد.

في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر2015مـ، تذوق أبناء محافظة مأرب لذة النصر الحقيقي وقتها، حينما زفت القوات المسلحة الامارتية ورجال المقاومة الشرفاء، بشائر النصر على الجماعة الكهنوتية الحوثية والقوات الموالية لها وتم رفع أعلام دول التحالف العربي واليمن على سدها التاريخي، وهو ما لا يستطيع أحد أن ينكره اليوم إلا من كان جاحداً خائناً كحزب الاصلاح الارهابي “ذراع الإخوان” في اليمن.

وفي ذات السياق قال الكاتب الصحفي الجنوبي ” ياسر اليافعي” في تغريده على “تويتر”: “لن يقدم أحد تضحيات لمأرب مثل ما قدمت الإمارات”.

واستنكر “اليافعي” خذلان جماعة الإخوان لمأرب ونكرانها لتضحيات الإمارات قائلاً: “وفي الأخير كيف كان الجزاء ورد الجميل لها من قبل مليشيا الاخوان التي تسيطر على المحافظة؟ باعوا كل ذلك من أجل خدمة أجندة جماعتهم في المنطقة”.

واشار قائلاً: “لذلك هزيمتهم في مأرب متوقعة، مع دعواتنا لقبائل مأرب الصادقة بالنصر على مليشيا الحوثي”.

تساؤلات:

وعما إذا كان في سقوط محافظة مأرب الشمالية، بيد مليشيات الحوثي المدعومة من أيران أي تأثير على المحافظات الجنوب، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي “هاني بن بريك” في تغريده على “تويتر” رصدها “المندب نيوز”: من شارك في غزو الجنوب وقال عن الجنوب خيبر هم تنظيم الإخوان وعيالهم من تنظيم القاعدة ليس شرفاء مأرب.

وأضاف “بن بريك”: الدعاء لأهل مأرب بالحفظ والسلامة من مليشيات الحوثي الإرهابية أمر متعين ، مؤكداً أنه ليس في سقوط مأرب بيد الحوثي ولأغير مأرب من الشمال مصلحة للجنوب، الحوثي عدو للأمة العربية فهو فارسي وبيدهم أمره .

وعن تصاعد حدة القتال بالقرب من مركز محافظة مأرب الشمالية أشار موقع “سوث 24 ” المختص بالتطورات بجنوب اليمن في تقرير، إلا أنه لا يبدو أنّ قوات “الجيش الوطني” المتعددة الولاءات الموالية لهادي، قادرة على الدفاع عن معاقلها في الشمال، في حين تنتشر معظم قواتها في مناطق شرق جنوب اليمن النفطية، خصوصا تلك التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان المسلمين.

وأشار “الموقع” الى انه قد تؤدي صفقة سقوط مأرب المرجّح بيد الحوثيين إلى صنع مقاربة إيرانية أمريكية نحو عودة محتملة للاتفاق النووي، لكنها ستفتح المجال أمام سيناريوهات عدة وربما جولات صراع جديدة، ستنعكس بصورة رئيسية على مستقبل جنوب اليمن، الذي يسعى للاستقلال عن الشمال، ومصير حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، المعترف بها دولياً.

LEAVE A REPLY