تقرير: الانتهاكات التي تعرضت لها معالم عدن الأثرية والتاريخية بعد الوحدة مع اليمن ..!!

1332

عدن (المندب نيوز) نبيهة صالح 

 

لا يختلف اثنان  أن الفترة مابين (94-2015)،  وحتى الآن هي من أصعب الفترات في التاريخ  على تاريخ وآثار عدن ، وهي الفترة التي سرق فيها ونهب وزور وحرف آثار عدن والجنوب كافة بشكل غير مسبوق .

والسبب الرئيس في ذلك هو تحقيق الهدف المنشود من قبل سلطات الاحتلال في طمس وتزوير حضارة عدن وإخفاء  كل ما  يدل على استقلاليتها عن اليمن وتشويه هوية عدن وضمها قسراً إلى باب اليمن  .

ومن العوامل التي ساعدت على انتهاك معالم عدن بعد الوحدة مع اليمن هو الغياب الأمني الكامل عقب 94م ، إلى جانب أن السلطات التي نهبت وسرقت وساعدت على تدمير معالم عدن هي عصابات مافيا الاتجار بالآثار التابعة للمتنفذين في  سلطة الاحتلال (عفاش والإصلاح  ), مما استصعب على هل عدن الاحتكام إلى الخصم للمطالبة بوقف الانتهاك الصارخ  ! كما هوا معروف عن حزب الإصلاح أي احد يتكلم عن جرائمهم يهدد بالقتل وقد فعلوها مع الكثير من أحرار عدن ورغم ذلك لم يستطيعوا اسكاتنا  مازال أبناء عدن الأحرار يدونون كل انتهاكات الاحتلال .أيضاً ساعد تسهيل عمليات التهريب غياب وعي شريحة كبيرة من المجتمع بأهمية الآثار وضرورة الحفاظ عليها وذلك أيضا يعود السبب الرئيس إلى التجهيل من خلال مناهج ما بعد الوحدة مع اليمن ! حيث استغلت هذه الشريحة في مساعدة عصابات المتنفذين و عملوا سماسرة عند مافيا الاتجار بآثار عدن والجنوب بشكل عام .

حيث غاب عن أذهان من ساعد عصابات المتنفذين أن جريمة تهريب وسرقة الآثار هي جريمة خيانة وطن . هذا الحصاد المر لآثار عدن خلال الفترة (94-2015)، والتي تعرضت فيها متاحف ومعالم و أراضي الآثار لهجمات شرسة من اللصوص المعتدين .  وفقدت عدن آثاراً  لا تحصى ولا تعد ولا يمكن أن تقدر بثمن ، حيث تعرضت متاحف عدن إلى السرقة ,والتدمير, وقبلها التزوير والتحريف لكل مخطوطات عدن التاريخية وربط كل حدث مع باب اليمن للدلالة على تبعية عدن الحرة بالقوة لصنعاء وأخواتها من خلال حرف مسار تاريخها المستقل عن اليمن وجعله  كذلك قسراً ، حيث تم نسب كل أحداث عدن الحرة لصنعاء اليمن حتى خروج المستعمر البريطاني تم نسبه ذلك إلى اليمن على أنها من حرر عدن من الاستعمار البريطاني ؟! والدليل تم إغلاق المتحف الحربي بكريتر بحجة الصيانة وكانت الصيانة أخذ جل القطع الأثرية النادرة واستبدالها بأشياء من باب اليمن  ثم الادعاء  أنه تم إضافة آثار من متحف صنعاء لعدن  ,  لماذا أليست صنعاء العاصمة السياسية ؟ ما الهدف من ذلك ولماذا تستبدل ؟! يبدو أن ذلك حتى لا أحد يلاحظ ضياع القطع الأصلية ! أيضا تم ترتيب الأحداث حسب التسلسل لأحداث صنعاء اليمن وإلغاء  التاريخ  الحقيقي لأحداث عدن الحرة ؟! وهذه  حقيقة مرة لا ينكرها إلا من يكرة الخير لعدن الحرة والجنوب بشكل عام .

إلى  جانب أن أغلب الأماكن الأثرية التاريخية والمعالم الحضرية في عدن  لم تسلم من عملية الطمس والتزوير والنهب , كما تعرضت معظم الآثار الإسلامية والمباني التاريخية  الأثرية الدينية للطمس الممنهج بحجة التوسعة وتم سرقة مقتنياتها مثل جامع أبان الذي يعد أقدم مسجد في عدن ومن أقدم المساجد الإسلامية في الجزيرة العربية , حيث طمس المعلم نهائياً وسرقة محتوياته كالمحراب التاريخي والأبواب  والزخارف التي كانت على النوافذ من فضه وذهب والخشب النادر التي كانت موجودة من عهد الصحابة .

كذلك تعرضت دور العبادة لغير المسلمين حيث تم هدم وحرق وسرقه العديد من كنائس عدن بعد الوحدة مع اليمن . وانتشرت في أغلب مواقع الآثار في عدن تعديات ضخمة بشكل غير مسبوق على مدى تاريخ عدن الحرة , كما كانت اغلب التعديات هي القيام بالسطو على الأراضي ونهبها بغير حق والبناء العشوائي عليها حتى الأراضي الأثرية التي تعتبر موروث بيئي لم تسلم  مثال أراضي المملاح , وكل ذلك أثر بشكل ملحوظ على بيئة عدن المدنية حيث تحولت أغلب مدنها إلى عشوائيات  . وكل ذلك ممنهج حيث تعمد المتنفذين تجاهل قوانين التخطيط العمراني وغيرها من أنظمة البناء في الأماكن الأثرية . و بعد طرد عساكر الاحتلال في الحرب الأخيرة على عدن انهار حاجز الحماية الذي كان يحيط ويوفر الحماية لمافيا الاتجار بالآثار والتي كانت تتمتع بحماية سلطة عفاش والإصلاح , لذلك أنفضح أمرهم وبشكل علني , فسادهم وتعدياتهم السافرة على آثار عدن , على الرغم من وجود خلاياهم .  لقد أمتلئت متاحف صنعاء وأخواتها بآثار عدن, يجب فضح لصوص سرقة آثار عدن من فلول عفاش والإصلاح وكل السرقات التي كانت  تجري جهاراً نهاراً تحت نظر وزارة الآثار والمسؤولين ! يجب إيقافها حاليا والحفاظ على ماتبقى من موروث وحضارة عدن الحرة , يجب تفعيل قانون حماية الآثار  ويجب أن يكون مستقل عن القانون اليمني الذي هوا مجرد حبر على ورق وإلا لما كانت انتهكت آثار عدن الحرة بعد الوحدة مع اليمن .يجب سن لوائح خاصة للحفاظ على آثار الجنوب عامة وفرض عقوبة مشددة على كل من يثبت تورطه في الاعتداء على أي معلم تاريخي أو سرقة أو تزوير لأي مخطوط  تاريخي .كما يجب تفعيل قانون حماية البيئة والمحميات البحرية . كما يجب توعية الجيل الناشئ بضرورة الحفاظ علىتراثهم  من خلال وضع مناهج بذات الشأن وعدم السكوت إزاء عمليات الطمس الممنهج لآثار وحضارة عدن الحرة .

المتحف الحربي :

 %d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%ad%d9%81

تم إلغاء إدارته وضمه قسراً مع متحف صنعاء ،والادعاء بإحضار قطع نادرة من متحف صنعاء لعدن! لماذا ؟ وين القطع الأثرية النادرة الخاصة بحضارة عدن أوسان ؟ هل تبادلت الأماكن مع التحف الآتيه من صنعاء وأخواتها ؟! ثم تم تقسيم المتحف حسب الأحداث التاريخية الجديدة المتعلقة بصنعاء  و أخواتها مثل ربط تاريخ عدن بحكم الأئمة ؟! ومن يصدق أن عدن الحرة كانت جزء من دولة  الأئمة في اليمن المتوكلية ، أي  نعم أنهم حاولوا و مازالوا جاهدين لضمها لكن كيف يمكن تزوير وطمس هوية  أرض لها تاريخ عريق يشهد له العالم  مثل عدن الحرة وتلفيق تاريخ جديد لا يمت لها بصله ؟!

 

 

قلعة صيره:

 تعد قلعة صيره  أحد أقدم معالم عدن التاريخية , تعرضت لسرقه ما كان يوجد بداخلها من أدوات حربية قديمة , ولم يعد يوجد بها شي سوا مبنى مهدد بالانهيار في أي لحظة بسبب عمليات الحفر أسفل الجبل الذي شيدت عليه مما يجعلها عرضه للانهيار في أي لحظة، بسبب عمليات الحفريات التي يقوم بها المتنفذين التابعين لسلطات عفاش وحزب الإصلاح  , لا يهمهم المعلم التاريخي للمدينة فقط يهمهم البناء العشوائي دون دراسة الجوانب البيئية وضرورتها للحفاظ على المعلم الأثري التاريخي للمدينة , كما أن سلطات صنعاء والإصلاح لم تكلف نفسها خلال مدة السيطرة القسرية على الجنوب وعدن بشكل خاص بالقيام بواجبها تجاه ترميم والحفاظ على الآثار مثل الذي قدمته لقلاع اليمن في الحفاظ على الآثار فلم تشهد عدن عملية ترميم أو صيانة لقلعة صيره أو غيرها من معالم عدن الحرة  بل العكس حصلت على التدمير.

 

%d9%82%d9%84%d8%b9%d8%a9-%d8%b5%d9%8a%d8%b1%d8%a9

 

 

 

المكتبة الوطنية :

تقع مكتبة عدن الوطنية في مدينة كريتر مديرية صيره, كان لها دور في الحفاظ على الموروث العلمي والأدبي العدني والجنوبي بشكل عام , إلى جانب كونها مشروعا وطنياً يعكس الثقافة العدنية بعمقها الحضاري وانفتاحها على العالم , إضافة إلى كونها تعد وعاء لحفظ ذاكرة دولة الجنوب وتعمل على تنشيط العمل الثقافي . لم تسلم من عمليات النهب والتدمير حتى بعد قيام دولة الإمارات بعادة ترميمها بعد الدمار الهائل الذي حل بها تم السطو عليها وتعرضت لعمليات سرقة حتى المكيفات لم تسلم , كأن لسان حالهم يقول لن نبقي شيء بدون تدميره إذا لم تسمحوا لنا بحكم عدن الحرة بالقوة !!

 

 

%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%83%d8%aa%d8%a8%d8%a9

 

 

 

قصور عدن التاريخية (قصر الشكر , البراق ):

 

قصر الشكر البراق (قصر أمراء السلطنة العبدلية ) , أحدى أعرق الأسر الجنوبية  التي كانت تحكم عدن ولحج أبان دولة الجنوب العربي ؛ وهوا من أجمل المباني التاريخية في عدن بني على نمط فريد جمع مابين فن العمارةالعربية والهندية ,تعرض لعمليات بسط واعتداء وتشويه لمحيطة الخارجي من خلال عمليات البناء العشوائي في محيطة الخارجي , أما مقتنياته فقد تم نهبها منذ تحريف الأسم من قصر الشكر البراق إلى 14 أكتوبر ومش غريبة يسمونه قصر الوحدة اليمنية ، خاصة وانه يشكل خطر على سلطات الإصلاح وعفاش الذين يريدون طمس هوية عدن الجنوبية وإلحاقها قسرا بباب اليمن وكونه يرمز إلى الجملة التي تغضبهم كثيراً يسعون جاهدين لإلغائها من القاموس الجنوبي (الجنوبي العربي، الذي حرفوه إلي جنوب اليمن في 67 تمهيداً لضمه إلي اليمن وكان ذلك على يد المزور المقبور عبد الفتاح وشلته ، وتحمل أبناء عدن والجنوب عامة  ثمن هذا التحريف والتزوير الصارخ للأرض والهوية والتاريخ  ).و من إحدى صور التزوير للمعلم التاريخي أن تم وضع تماثيل تخص ملوك صنعاء القديمة ؟ ! لا يوجد قصر من قصور الخليج  أو الوطن العربي , تم تحريف اسمه ووضع مقتنيات فيه غير الأصلية لكن نحن نتفهم الباعث والدافع على قيامهم بذلك . فقط نقول لهم في زمن سلاطين الجنوب العربي ، كانت عدن الحرة  منارة الخليج ودانة جزيرة العرب يأتي إليها الناس من صقاع الأرض للتجارة والعيش وكذلك أبنائها تاجرواإلى  أعرق  الحضارات ووصلوا إلى بلاد الهند والصين  , أما في زمنكم أصبح أبناء عدن الحرة يهربون إلى القرن الأفريقي من غزواتكم ويأتيها السرق والقراصنة من أدغال القرن الأفريقي بحكم الأمن الذي وفرتموه لسواحلها واحترام سيادتها ، فلن يغير طمس معلم تاريخي عريق لأسرة عريقة  الحقائق . فلو   قدمت صنعاء ربع  ماقدمته أقل سلطنه جنوبية لعدن , خلو الباقي بباب اليمن السعيد ..

%d9%82%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d8%b9%d8%af%d9%86

محمية المملاح:

مملاح عدن من أهم المعالم البيئية بالإضافة إلى كونه  من أشهر المعالم الاقتصادية ,كان يعرف بالمملاح الايطالي  . كما توجد بعض النباتات الطبيعية التي تتحمل ارتفاع نسبة ملوحة التربة , مثل نبتة الأثل , المسكيت , العصل , الخسع , السعدة , و النمص , تعرض هذا الغطاء النباتي إلى تدهور بسبب التعديات على أرض المملاح. كما توجد تجمعات لأنواع عديدة من الطيور المحلية والمهاجرة مثل النحام و البلشون والبجع .فالمملاح يعد معلم اقتصادي و محمية بيئية حيوية تشكل ثروة لعدن اقتصادية وحضارية .ظل كذلك     إلى أن تم تقاسمه بين المتنفذين بعد الغزو بحجة ضمه إلى المؤسسة الاقتصادية التي يملكها الإصلاح و عفاش كحال كل ثروات الجنوب التي تقاسموها بعد غزو عدن عام   1994م ، خاصة ثروات عدن الحرة .

 

 

 

%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad

ميناء عدن :

 

ميناء عدن همزة الوصل بين الشرق والغرب , يعد من أفضل الموانئ الطبيعية على مستوى العالم بفضل موقعة الاستراتيجي , كما يعد ثاني أكبر ميناء بعد ميناء نيويورك , لم يسلم من العبث بل الانتهاكات مازالت مستمرة مع الأسف منذ أن سيطر عليه عصابات الفيد وتقاسم ثروات الجنوب يتم تقسيم عائداته بين ( عفاش وشلة بن لحمر وحزب الإصلاح ), تحت عدة مسميات لشركات وهمية ؟! إن الانتهاكات التي يتعرض لها الميناء قضية, لن نستطيع عصر كل الجرائم التي تعرض لها ميناء عدن الحرة ومازال في تقرير بسيط ، عمليات بيع وتهريب السفن مستمرة من قبل شركات المتنفذين ؟! والمثير للسخرية أن مافيا المتنفذين يدعون أنهم قدموا الميناء لعدن هدية بعد الوحدة المباركة مع اليمن !

 

%d9%85%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%a1-%d8%b9%d8%af%d9%86

 

 

الحماية القانونية للممتلكات الأثرية والثقافية والتراث وفقاً للقانون الدولي الإنساني :

المادة (28) ، من اتفاقية لاهاي ,  يحظر نهب آثار أي مدينة أو بلدة حتى وإن كانت محط هجوم.

المادة (53) ، من البروتوكول الأول , تحظر ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة ضد الآثار التاريخية أو الأعمال الفنية أو المعدة أماكن للعبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب .

ويهدف القانون إلى حماية الآثار والتراث باعتبارها من أهم الثروات الوطنية .

عقوبةالاعتداء على الآثار :

تعتبر جريمة خيانة وطن وعقوبتها مقترنة مع ظرف مشدد , وفقاً لكل القوانين والمواثيق الدولية  , وتتفاوت مدة السجن والغرامة المالية حسب أنظمة كل دولة. أما اليمن السعيد فقانون حماية الآثار مجرد حبر على ورق لأنه من الصعوبة أن يكون الخصم حكم على نفسه ؟! لايمكن للإصلاح وعفاش الاعتراف بعدد الشركات وعصابات المافيا التي تتبعهم في تهريب آثار الجنوب العربي واليمن, لكنها معروفه لأغلب الأحرار لم تعد سراً , نرا عصابات التهريب في عز النهار تنهب ثروات الجنوب وخاصة عدن الحرة .

LEAVE A REPLY