صنعاء (المندب نيوز) نيوز يمن
ألزمت مليشيا الحوثي الكهنوتية المستشفيات والمراكز الطبية الأهلية في صنعاء، بمعالجة جرحى معاركها العبثية مجاناً، وذلك بالتزامن مع احتفالاتها بذكرى المولد النبوي، وتكبيدها خسائر بشرية فادحة خلال 15 يوما ماضية، وتحديداً منذ انطلاق العمليات العسكرية لقوات المقاومة المشتركة لتحرير الحديدة مطلع نوفمبر الجاري.
وفي مؤشر على عجز المشافي الحكومية -التي تسيطر عليها المليشيا في العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014م -عن استيعاب جثث قتلاها ومعالجة جرحاها والذين تستقبلهم صنعاء تباعاً خلال ال5 الأيام الماضية أغلبهم من جبهات الساحل الغربي ومحافظة الحديدة؛ أقرت مليشيا الحوثي إلزام 70 مشفى خاصة باستقبال جثث قتلاها ومعالجة جرحاها، إثر تجاوز القدرة الاستيعابية لعدد 7 مستشفيات حكومية رئيسة تسطير المليشيا عليها في أمانة العاصمة صنعاء.
بيع كلام وتنمية أرصدة قيادات المليشيا
وتحت ذريعة الاحتفال بالمولد النبوي، أعلنت مليشيا الحوثي الكهنوتية، تقديم خدمة المعاينة المجانية وتخفيض خاص من قيمة الخدمات الطبية المتوفرة بالمستشفيات والمرافق الصحية الحكومية والأهلية لأسر من وصفتهم بالشهداء والجرحى لمدة سبعة أيام، غير أن مرتادي مشافٍ طبية من سكان العاصمة صنعاء، ذكروا لـ”نيوزيمن” أن حكاية “المعاينة المجانية” عبارة عن بيع كلام لا أكثر، فأسعار الخدمات الطبية والمعاينة العلاجية في تزايد مستمر سواءً في المشافي الحكومية أو الأهلية.
وفي حديثه إلى “نيوزيمن”، يعتقد عبدالله سالم الريمي، الخارج من مستشفى الثورة، أن المستشفيات الحكومية باتت مشافي خاصة بالمليشيا الحوثية وتجارها ومستثمريها، وأن المليشيا صادرت ممتلكات المشافي الطبية وأجهزتها لخدمة الجماعة وتنمية أرصدة قياداتها ونافذيها.
إقرار ضمني بمصادرة حق التطبيب والعلاج المجاني
وقبل استيلاء مليشيا الكهنوت المدعومة من إيران على السلطة في صنعاء، ونهبها لمؤسسات الدولة، ومن ذلك المشافي والمراكز الطبية، كانت المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية تقدّم الخدمات العلاجية للمواطنين مجاناً، باعتبار التطبيب والعلاج المجاني، حقاً من حقوق المواطنين في الجمهورية اليمنية، وفقاً للدستور والأنظمة والقوانين المعمول بها.
ويعد حديث مليشيا الحوثي، اليوم، عن تقديم المشافي الطبية الحكومية والأهلية خدمة المعاينة الطبية (المزعومة) مجاناً بمناسبة المولد النبوي، إقراراً علنياً من الجماعة بمصادرتها حق المواطنين في التطبيب والعلاج المجاني، كحق مشروع كفله دستور الجمهورية اليمنية، وهو ما يعني أن مصادرة هذا الحق تعد انتهاكاً لحقوق المواطنة وجريمة ضد الإنسانية، وأنّ إلغاء ومصادرة حق العلاج والتطبيب المجاني وقطع ومصادرة مرتبات الموظفين للعام الثاني على التوالي ممارسات ترقى لمستوى جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية للسكان القاطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة.
ابتزاز للمشافي الطبية
ويشتكي أحمد صالح، الموظف بأحد المشافي الطبية الخاصة، ابتزاز مليشيا الحوثي لإدارة المشفى بذريعة المولد النبوي، “في البداية فرضوا علينا مبالغ مالية باهظة للمناسبة، واليوم (السبت 17 نوفمبر) أوصلوا حوالى 10 جرحى من مقاتليهم في الحديدة حالاتهم حرجة”، مشيراً إلى إلزام مشفاهم الطبي باستقبال حالات مماثلة متوقعة لمدة 7 أيام قادمة. واتهم المليشيا باستغلال المناسبات الدينية لابتزاز التجار ورجال المال وفرض إتاوات مالية على صغار التجار والباعة.
…وتجهيزها لاستقبال جرحى المليشيا
وأعلنت مليشيا الحوثي في صنعاء، يوم السبت، أن قرابة 260 مركزا طبيا حكوميا وخاصا منتشرة في عموم مديريات أمانة العاصمة صنعاء، رفعت مستوى جاهزيتها لاستقبال المستفيدين من خدمة المعاينة المجانية المزعومة بمناسبة ذكرى المولد النبوي، غير أن مصادر طبية متطابقة أشارت لـ”نيوزيمن” إلى إصدار وزير الصحة في حكومة المليشيا القيادي الحوثي طه المتوكل تعميماً لمدراء عموم مكاتب الصحة والمشافي الطبية برفع مستوى جاهزية المشافي والمراكز الطبية الحكومية والخاصة لاستقبال جرحى الجماعة في جبهاتهم المنهارة وخاصة القادمين من جبهة الساحل الغربي.
